الجمعة، 30 سبتمبر 2016

فهمي هويدي يكشف كوارث التطبيع الذي يدعمه نظام الانقلاب

فهمي هويدي يكشف كوارث التطبيع الذي يدعمه نظام الانقلاب


 
الكاتب الصحفي فهمي هويدي

30/08/2016

قال الكاتب الصحفي فهمي هويدي، إنه يفهم كذب إسرائيل فى تبرير مزاعمها حول الاحتلال أو التطبيع، لكنه أعرب عن دهشته من دفاع بعض الأنظمة العربية وعلى رأسها الانقلاب في مصر من التطبيع، موضحا أن أحد المثقفين المصريين من دعاة التطبيع قال إنه يتعامل مع إسرائيل باعتبارها مجرد «كيان» فى الإقليم وهو نفس ما يروجه الصهاينة.

وأضاف هويدي -خلال مقاله بصحيفة "الشروق" اليوم الثلاثاء- أن مؤلف كتاب «إسرائيل وحركة تحرير جنوب السودان». الذى أصدره فى عام ٢٠٠٣ مركز ديان لأبحاث الشرق الأوسط وأفريقيا. ذكر فيه مؤلفه العميد متقاعد موشيه فرجى ما نصه: من وجهة النظر الإسرائيلية فإن المنطقة العربية لا تشكل وحدة ثقافية وحضارية واحدة، لكنها خليط متنوع من الثقافات والتعدد اللغوى والدينى والإثنى. إذ عاش فيها العرب والفرس والترك والأرمن والإسرائيليين والأكراد والدروز والبهائيين والشيعة والسنة والآشوريين، بما يشرعن به الكاتب الوجود الإسرائيلي في المنطقة.

وكشف هويدي عن أن "الكيان" الذى سلم به المطبعون من العرب ليس له شرعية من وجهة نظر القانون الدولى. فوعد بلفور قرار سياسى، وتقسيم فلسطين مجرد اقتراح أسقطته الأمم المتحدة فى شهر مارس عام ١٩٤٨. حين وجدت أن تنفيذه سيغرق المنطقة فى «بحر من الدماء»، كما قيل آنذاك نصا. لذلك فإنها عينت الكونت برنادوت ليتولى وصاية الأمم المتحدة على فلسطين بعد انتهاء الانتداب البريطانى. أما اعتراف الدول بإسرائيل فهو عمل سياسى يمكن مراجعته ونقضه فى أى وقت. وذلك كله لا يفرض نفسه على القانون الدولى ولا يعد جزءا منه، وهو ما يمكن التثبت منه إذا ما عرض الأمر على محكمة العدل الدولية فى لاهاى.

وكشف عن أن الأكذوبة الثانية التى يروج لها دعاة التطبيع، وشاركهم فيها مسئولو الانقلاب، إن معاهدة السلام التى وقعت فى عام ١٩٧٩ استقرت وحققت السلام فى المنطقة، موضحا أنه عند التحقيق التاريخى النزيه سوف يكتشف الباحثون أنها كانت وبالا على مصر والأمة العربية، وكانت نتائجها أن مصر استقالت من قيادتها للأمة العربية فصغرت وباستقالتها انفردت إسرائيل بإدارة القضية والعبث بملفاتها، الأمر الذى أتاح لها أن تثبت أقدامها وتعربد، وتزداد شراهة فى التوسع والاستيطان وأطلقت العنان لطموحاتها. فقصفت المفاعل النووى العراقى فى عام ١٩٨١، ثم قامت بغزو لبنان عام ١٩٨٢.

وكان خروج مصر مقدمة لتركيع الفلسطينيين فى اتفاق أوسلو عام ٩٣، ثم لتوريط الأردن فى معاهدة وادى عربة التى عقدت عام ١٩٩٤، وحين وجد الفلسطينيون أن مصر تخلت عنهم، قبلوا بتوقيع اتفاقية أوسلو التى هى أسوأ من وعد بلفور، ذلك أنهم فى أوسلو جلسوا مع الإسرائيليين لكى يقتسموا أرضهم معهم، وكانت تلك سابقة فريدة فى التاريخ. إذ بدلا من أن يستمر الواقع تحت الاحتلال فى المقاومة لاستعادة أرضه، فإنه جلس مع المحتلين لكى يضفى شرعية على احتلاله.

وتابع: "لم يحل السلام فى فلسطين، وأقيم مركز اتصال تابع للأمم المتحدة للتجسس والتنصت على كل دول المنطقة مقره فى داخل إسرائيل والقوات التابعة له بالمنطقة، كما أن إسرائىل أطلقت يدها فى الاستيطان والتهويد وابتلاع أرض الفلسطينيين. ففى عام ١٩٧٩ كان عدد المستوطنين فى حدود ٢٠ ألفا وقد وصل العدد إلى أكثر من نصف مليون فى الوقت الراهن، حتى أصبحت ٤٢٪ من أراضى الضفة الغربية تحت سيطرة المستوطنات وهدم ٤٤٧٣ من بيوت الفلسطينيين منذ 1979.

وقال هويدي إن الأكذوبة الثالثة ادعت أن إسرائيل أصبحت شريكا فى مكافحة الإرهاب مع دول الاعتدال العربى، متسائلا: "كيف انطلت تلك الكذبة على عقول البعض، خاصة وأن إسرائيل هى التى ابتدعت الإرهاب فى المنطقة. ذلك أن العصابات الإسرائيلية هى أول من أرسل قنبلة فى رسالة لتخويف الإنجليز فى عام ١٩٤٦، وفى العام ذاته قامت لأول مرة بخطف قاض وجندى بريطانى، وأول قنبلة ألقيت على مدنيين عزل قام بها الإسرائيليون فى عام ١٩٤٨ لترويع فلسطينيين كانوا جالسين على مقهى فى قرية «لفتا» غرب القدس.

وتذكر المراجع التاريخية أنه فى سنة ١٩٤٨ وحده قام الإسرائيليون بـ٨٠ مذبحة فى فلسطين. ولا ينسى أن العصابات الصهيونية استهدفت فى شهر يوليو عام ٤٨ جمعا من السكان احتموا بأحد المساجد (جامع دهش فى اللد)، فأحدثت ثغرة فى جدار المسجد وصوبت مدافعها من خلالها. الأمر الذى أدى إلى قتل ٢٠٠ فلسطينى ممن كانوا فى داخله".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق