الاثنين، 5 سبتمبر 2016

"مؤتمر الشيشان، لن يكون الاخير" بقلم المحامي السعودي / عبدالله الناصري

#السعودية و #الاخوان في ميزان #مؤتمر_الشيشان
  رينا يهدي من يمسكون بمقاليد الأمور. 


"مؤتمر الشيشان، لن يكون الاخير"
بقلم المحامي السعودي / عبدالله الناصري
الرياض في 27/11/1437 الموافق 30/8/20016


مقدمه :-
1- حينما اتكلم هنا او في اي مكان عن الإخوان فلا يعني هذا انني منتميا سياسيا للإخوان المسلمين .. فانا لا زلت عروبي الهوى والهوية .. مالم تتقاطع العروبة مع الدين عندها يتقدم الدين على ما سواه ..
2- وحينما اتكلم عن الإخوان فلا اقصد ذلك التنظيم الحركي السياسي الذي له مرشد وبيعه ... الخ وانما اقصد المنهج الوسطي العصري الذي تبناه الإخوان المسلمين وخدموا بموجبه الدين الإسلامي حينما قدموا الدين على انه نظرية ومشروع ومنهج لبناء الإنسان والأوطان ، وفرقوا بين التدين والتطوع الشخصي الذي يخص الشخص بذاته مثل المظاهر الشخصية .. وبين الإسلام كنظام سياسي واقتصادي واجتماعي كنظرية مستقلة عملاقة توازن بل تتفوق على الرأسمالية التي انتصرت وعمرت الكون واطلقت مجموعة مبادئ انسانية وبنت مجتمعات راقيه ..
ولأن الإخوان المسلمين اول من قلب في الكتب والمراجع القديمة واستخرج منها هذا المنهج فقد اصبح يعرف بهم كمنهج اسلامي ...
ولأنه عصري وفطري وانساني فقد اكتسح شعوب الأمة الإسلامية ..
وهذا المنهج ليس ابتداعا في الدين لا من حيث العقيدة ولا من حيث أصول اهل السنة والجماعه .. وهو مشعل الأمة الاسلامية وجذوة وجودها الذي يأبى الموت ، ويأبى التهميش والتغييب والتحوير والذوبان ، وهو التعبير عن منهج اهل السنة والجماعة الذي يعتمد على التوحيد الخالص من اي عبودية إلا لله وحده ، هذا المنهج الذي تناقلته اجيال المسلمين بمختلف عصورهم مرورا بالإمام المجدد محمد ابن عبدالوهاب حتى وصل الى الإخوان المسلمين ..
وفي الموضوع :-
1- يمكننا القول ان المملكة تواجه اليوم اعتى واشرس حملة تحدي في تاريخها ولأول مرة من نوعها وهي حملة تستهدف تجريدها من مركز قيادة العالم الإسلامي ، وعزلها مذهبيا عن اهل السنة والحماعة ، وتحميلها بعد ذلك مسؤليات الدواعش والإرهاب الدولي .. وقد عبر مؤتمر الشيشان عن هذا الاتجاه الدولي وهذه المنهجية الخطيرة التي لا يجب اخذها بجدية تامة ومواجهتها بمنهجية مختلفة كليا عن منهجية الدفاع الحالية .. وهذا المؤتمر لن يكون الأخير ، وهو اخطر بكثير من كل حملات ايران واتباعها الصفويين ..
2- وفي مواجهة صريحة مع الواقع يمكنني القول اننا بسياستنا السابقة نحن من قدم افضل الخدمات لمن يريدون اليوم عزلنا عن اهل السنة .. وخطة هذا العزل قديمة بدأت منذ ابتلعنا طعم عداوة الإخوان ، وسمحنا لأدعياء السلفية واتباع الشيخ الجامي بتقديم طرح يشكك في عقائهم ويحاول اسقاطهم .. عند ذلك اقمنا اول سياج لعزلنا .. ولم ننظر للجانب الإيجابي وهو ان الإخوان المسلمين ليسوا إلا امتداد وتطوير لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب التي ترتكز على التوحيد وتمثل منهج اهل السنة والجماعة ، وبالتالي فنحن والإخوان شركاء عقيدة ومنهج .. ولو دعمناهم دوليا لما نجحت الثورات المضادة للربيع العربي ، ولأصبحت كل دول الربيع العربي معنا قلبا وقالبا .. ولاصبحت جامعة الدول العربية معنا ولأصبح لدينا قوة عالمية تفوق اعتى سلاح ..
3- ابتلعنا الطعم مرة اخرى حينما اخذنا اشاعة رغبة الإخوان بالحكم بجدية وصدقناها ثم بنينا موقفنا على هذا الأساس .. مع ان هذا الزعم لا اساس له من الصحة لسبب بسيط وواضح وهو انه لا يوجد لدينا مجال لذلك لعدم وجود احزاب سياسية ، ولأن نظامنا الأساسي للحكم - وهذا هو المهم - نص على ( الكتاب والسنة وانهما الحاكمان ) وان تكون الأنظمة متفقة مع الكتاب والسنة .. وهذا جوهر طلب الإسلام السياسي الوسطي الذي الذي اختارته شعوب الأمة العربية والذي تم حربه بوصفه منهج الإخوان المسلمين ..
4- ولأننا حينما اعتبرنا الإخوان خصوما واعداء لم نقدم بديلا مقبولا لدى شعوب العالم الاسلامي ، بل ولا حتى مقبول داخل المملكة .. وكل ما قدمناه هو اتجاه جديد اسمى نفسه بالسلفية ، اطلقه الشيخ الجامي ثم تبناه من اطلق الناس عليهم الجامية او ادعياء السلفية ، وهؤلاء يقدموننا على اننا في المملكة نحن الفرقة الناجية ، ويضعون اكبر مكون سني وهم الإخوان المسلمين في سلة واحده مع الصفويين والخوارج .. دون ادنى دليل يحترمه المجتمع المحلي والإسلامي ونستطيع من خلاله رفع راية اهل السنة والجماعة ..
وهذا المنهج هو اكبر كارثة بالنسبة لنا في المملكة كونه يقدم أكبر هدية لخصومنا لعزلنا عن محيطنا السني الواسع ..
وهو اكبر كارثة من ناحية الأمن الفكري لأنه يقدمنا في المملكة على اننا الفرقة الناجية مستبعدا الإخوان المسلمين الذين يتبنون الوسطية وبذلك فهو يضع بذرة التكفير وهو معيار ( الفرقة الناجية ) كهدف للشباب يبحثون عنه .. فتأتي داعش والقاعده وكل متطرف ليقنعوا هذه الشاب انهم هم الفرقة الناجية .. وهكذا ..
وعلى هذا الأساس فهم يقدمون الدليل تلو الدليل على عزلنا عن محيطنا الواسع ، ويقدمون الدليل كذلك على تحميلنا مسؤلية منهجية التكفير ومن ثم الإرهاب الذي يقوم به الدواعش وغيرهم ..

5- ان اتحاد واندماج المملكة مع الإخوان المسلمين ودعمهم واستقطابهم كمنهج اسلامي وسطي سيمكن المملكة من مواجهة الاتجاه لعزلها ، وسيمكنها من التصدي لكل الحملات المغرضة ضدها خاصة تلك التي تقودها ايران .. وسيمكنها من اقامة اكبر تجمع اسلامي سني وسطي ذو منهج مقبول بل ومطلوب لشعوب الأمة الإسلامية .. آخذين بالاعتبار ما يتميز به الكثيرين ممن ينتمون الى هذا المنهج الوسطي من كفاءات في كافة المجالات ..
6- التاريخ يعيد نفسه ولكن هذه الكره اشرس بكثير من سابقاتها .. ففي عهد الملك فيصل رحمه الله واجهت المملكة تحدي وجود وبقاء على يد عبدالناصر لكن الملك فيصل رحمه الله واجه هذا التحدي باحتضان الإخوان المسلمين .. بعدها احتضنه العالم الإسلامي حينما دعاهم الى مؤتمر مكه عام 1962 م فتنادوا استجابة للفيصل واطلقوا رابطة العالم الاسلامي والتي خدمت الأمة الاسلامية بمنهجها الوسطي وانشأت مؤسسات كبرى منها هيئة الإغاثة الإسلامية ومجمع الفقه .. وغيره الكثير .. وبإمكان المملكة دعم واعادة الحياة الى هذه المنشأة ( رابطة العالم الإسلامي ) لتكون ندا قويا لهيئة الأمم المتحدة ..
7- حينما احتضن الملك فيصل الإخوان المسلمين واكرم علماءهم ودعاتهم وتبنى منهجهم لم يجرؤ عبدالناصر وقتها على استخدام الأزهر لعزلنا رغم موقع الأزهر الشريف من الأمة الاسلامية فنحن اهل السنة والجماعه ومعنا علماء الأمة ..
8- حينما عادينا منهج الإخوان وحاربناهم فقدنا افضل اوراقنا على طاولات المفاوضات ، وخسرنامواقع كثيرة وتأثير كبير في اليمن ولبنان وسوريا ومصر وفتحنا المجال واسعا جدا للنشاط الإيراني والذي لا يقف في وجهه سوى الإخوان بفكرهم الوسطي العصري المعتدل وارثهم الثقافي العظيم وادبياتهم التي نشأ عليها ملايين المسلمين ..
9- هذا الفكر الضيق السطحي الإقصائي الذي نتبناه اليوم والذي يدعي اصحابه انهم هم السلفيون والذين لا هم لديهم ولا مشروع ولا قضية إلا الطعن وتهميش واسقاط أكبر مكون سني هؤلاء يقدمون كل يوم وفي كل مناسبة ومنبر الدليل والحجة لعزلنا ولن يخدم هذا المنهج الضيق المملكة في سياستها الخارجية فضلا عن كونه غير مقبول داخل المملكة ..
10- ان قوة المملكة وسلاحها الناعم في مواجهة كل هذه التحديات ليس في البترول ولا في الاقتصاد ابدا .. بل في نعمة وشرف خدمة الحرمين الشريفين في مكه والمدينة وهذا الشرف يمنحها فرصة قيادتها للعالم الاسلامي .. وهذه القيادة والريادة لن تتم طالما نستبعد اكبر مكون اسلامي سني .. ولنا عبرة بسياسة الملك فيصل رحمه الله ..
11- انه لا يمكن عقد مؤتمر ناجح وفعال باسم اهل السنة والجماعة ويكون مقبولا لدى الشعوب الاسلامية ويحضى باحترام دولي مالم يمثل فيه الإخوان المسلمين ... ولا يمكننا ذلك ونحن نصنفهم ارهاب ..
12- نختم هذه الفقرة بالإشارة الى ممن يساهم ويساعد الأعداء والخصوم على عزلنا هم اولئك الذين لا هم لهم الا شتيمة الإخوان في كل مناسبة ، ولا مشروع فكري لديهم سوى اسقاط الإخوان ... بعضهم صحفيون ، وبعضهم كتاب اعمدة تحت مسمى كتاب رأي ، وبعضهم يعرفون انفسهم على انهم خبراء في الجماعات الإسلامية ويكتبون في الصحف بكتابات فارغة المضمون تكرر فكرة واحدة وهي ربط الإخوان بالدواعش والقاعدة ويتسابقون الى القنوات الفضائية بهذه الصفة ويكررون نفس الأفكار .. هؤلاء كلهم يتصورون انهم يسقطون منهج الإخوان في نظر الشعوب ومنهم شعب المملكة ويعزلونهم ولكن الحقيقة التي لا تغطيها الشمس واثبتتها الوقائع انهم يعزلون انفسهم ويعزلوننا معهم عن محيطنا السني الكبير .. وهم ليسوا إلا خسارة صافية على المملكة ..
من سيقاوم احتواء المملكة للإخوان ؟ :-
1- اول من سيقاوم هذا الإتجاه هم من سيفقدون اعمالهم التي يقومون بها بشكل وظيفي وتعتمد على تحميل الإخوان المسلمين كل مشاكل العالم الاسلامي من ارهاب وحروب وتشريد وتنسب لهم دون دليل كل الجماعات المتطرفة من قاعدة ودواعش وحتى بومي حرام وووالخ وعلى رأس هؤلاء من اطلقوا على انفسهم خبراء في الجماعات الاسلامية او باحثين في الجماعات الإسلامية .. وما اكثر هؤلاء الخبراء والباحثين تجدهم بالعشرات حول كل جهة تتبنى عداوة الإخوان .. كما تجدهم في الصحف والقنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي .. وكلهم يقومون بمهمة واحدة وهي تجريم الإخوان والطعن فيهم وربط التطرف والدعشنة بهم .. وهؤلاء الخبراء او الباحثين لم يمنحهم احد ذو قيمة هذا الوصف ، بل هم منحوه لانفسهم .. وهو لا يحتاج الى شهادات علمية اكاديمية وكل ما يحتاجه ذمة واسعة جدا تستوعب الظلم .. وصفاقة تساعده على ابتلاع احتقار الناس واستهجانهم لما يطرحه من اتهامات كبيرة بلا دليل ..
هؤلاء سيقاومون التوجه حفاظا على وظائفهم والمكافئات التي يحصلون عليها مع كل مقال او مقابلة ..
2- سيقاوم هذا الاتجاه اعلام كامل تقوده اليوم قنوات محسوبة على الدولة بطريق غير مباشر واعلاميين وقنوات فضائية ..
3- وسيتضرر منه شياطين الإنس الذين يكسبون كل يوم تكون فيه المملكة خصما للإخوان فهذه الخصومة هي سلاحهم لعزل المملكة ..
من الناحية القانونية ( الدستورية ) :-
1- اعتقد ان خروج المملكة من هذه المنعطفات الخطيرة اصبح ضروري جدا وباسرع مايمكن فعامل الوقت في هذا الموضوع ضدنا بامتياز ... مالم يتم اتخاذ خطوات حازمة وقرارات سريعة وقوية لإيجاد حل قانوني تتخلص من خلاله المملكة من كل هذه الملفات الثقيلة القديمة والجديدة ، ما بين سياسية وثقافية واجتماعيه .. الخ وذلك من خلال تفعيل المواد 1-6-7 من النظام الأساسي للحكم ..
2- ان اعتماد ( الكتاب والسنة ) دون اي انتماء مذهبي سيعني خروج المملكة من الدائرة الضيقة جدا جدا الى فضاء الشريعة الواسع الذي يستوعب السنة بمختلف مذاهبهم واجتهاداتهم كما يستوعب الشيعة بكافة مذاهبم ايضا ..
3- ان ذلك سيعني طي صفحة الماضي او ما يسمى ( الوهابية ) لتكون ملكا للتاريخ وتأسيس قواعد دستورية جديدة تسمح باختلاف الاجتهادات وتربطنا مباشرة مع ملايين الإخوان المسلمين باعتماد المنهج الوسطي ، ويضع حدا للخلافات الاجتماعية التي تنطلق من اجتهادات فقهية مختلفة على اساس قاعدة شرعية ملزمه انه لا يجوز اجبار الناس على اجتهاد فقهي محدد مالم يصدر نظام بذلك ..
4- من ناحية ثانية اعتقد شخصيا ان بداية الدولة السعودية الرابعة حقيقة كانت منذ صدور النظام الأساسي للحكم الذي اقر السلطات الثلاث والحقوق والواجبات ووووو الخ فهو مشروع دستور يحتاج الى خطوة ثانية لتطويره واستكماله تتضمن حزمة اصلاحات سياسية تضمن مشاركة الشعب بانتخاب مجلس الشورى بالكامل ليتولى مهامه الحقيقية كسلطة ثالثة وانتخاب مجالس المناطق لتتولى كل منطقة بالكامل مسؤلية ادارة ميزانيتها ..
واصلاحات اخرى تتفق مع المرحلة القادمة للمملكة وعلى رأسها اطلاق كل سجناء الرأي .. واطلاق مزيدا من حريات الصحافة والإعلام ... الخ
وهكذا ستنطلق المملكة الى مرحلة جديدة من حياتها المديدة ..
المحامي / عبدالله الناصري
الرياض 30/8/2016 الموافق 27/11/1437
‎الطلحاوي المصافي‎'s photo.
‎الطلحاوي المصافي‎'s photo.
‎الطلحاوي المصافي‎'s photo.
‎الطلحاوي المصافي‎'s photo.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق