السبت، 24 سبتمبر 2016

مؤمن المصرى : مــراكــب غــارقــة فــى وطــن غــارق

مؤمن المصرى :

مــراكــب غــارقــة فــى وطــن غــارق
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

كل شئ فى هذا الوطن يمكن تعويضه إلا أن تفقد إنسانيتك ، وطن غارز فى وحل الكون لايستطيع حراكا ، يصر القائمون عليه أن لا يتركوه كى ينهض ، يسلمونه كالإرث أجيالا بعد أجيال ، يغوصون ويغوص الوطن معهم فى كل أنواع القرصنة والإجرام والفساد .
 كل شئ فى هذا الوطن يسبح فوق بحر من الفساد ، من العامل البسيط حتى أكبر رأس فى الإتحادية ، حتى صار الفساد جزءا من المجتمع ، منسوب الإنسانية فى بحر الوطن إنخفض إلى أدنى مستوياته ، إلى الحد الذى يستهين فيه البعض حد السخرية من شباب فى عمر الزهور أخرجوا من ديارهم وتركوا أهليهم وذويهم هربا من شظف العيش بحثا عن مستقبل أفضل فسلموا أنفسهم بمحض إرادتهم إلى ملك الموت كى يقبض أرواحهم متى شاء ، وفى اللحظة التى يريد وفى أى بقعة فى البحر ، سافروا على متن مراكب متهالكة يعرفونها جيدا لكنهم موقنون أنهم فى بر مصر غرقى وفى البحر قد يكونون أيضا غرقى ، لكنهم يتشبثون بأمل ربما ينجح وغالبا يفشل ، مائة وسبعون زهرة من بستان الوطن غير ماسبقهم كثيرون راحوا ضحية مراكب غارقة فى وطن غارق ، وطن غارق فى البلادة والنطاعة ، لم يخرج مسئول واحد يعلن مسؤوليته عن الحادث كسائر بلاد العالم المحترمة ، لم يتنح مسؤول واحد أو يعتذر عن فشله فى توفير سبل عيش كريم لهؤلاء الشباب وغيرهم مما إضطرهم غير باغين أن يلقوا بأنفسهم إلى التهلكة ، لم يخرج من يصفونه زورا برئيس الجمهورية كى ينعى الشهداء ويواسى أهاليهم ويعلن أسفه على الحادث ، لم تضع قناة واحدة شريطا أسود أعلى الشاشة أسوة حتى براقصة درجة ثالثة وافتها المنية ، وحين تبلغ الوقاحة مداها فيخرج نائبا عن الشعب المفترض فيه أنه يتحدث نائبا عن الشعب الذى إختاره ليقول ( دول بيروحوا يشحتوا برة ويفضحونا ) .
 كان أولى بك أيها السفيه أن تنكس رأسك ذلة ومسكنة لأنك تحت قبة البرلمان لم تجرأ أن تطالب من وضعوك كخيال المآتة فى هذا المكان بتوفير سبل عيش كريمة لهؤلاء الضحايا فيما يفترض أن يكون وطنهم ، و يخرج آخرون من دون حتى أن يراعوا حرمات الموتى ليهاجمونهم ويتهمونهم بالحماقة لأن الأموال التى دفعوها فى هذا النوع من رحلات الموت كانت يمكن أن تقيم مشروعا يدر دخلا ويوفر عناء المجازفة ، ومع إتفاقنا فى الشق الأول وعدم مباركة مايقدم عليه هؤلاء الشباب ومع إيماننا بأن مبررات دفعهم إلى هذا المصير المجهول أقوى من أن تقاوم ، لكن نسأل معدومى الإنسانية الذين تركوا فاجعة الموت وراحوا يخططون لمشروعات ويهاجمون الموتى الأطهار ، نسألهم ، ترى كم من الأموال يتم دفعها فى تلك الرحلة ، عشرة آلاف ، عشرون ، ثلاثون ، بل مائة إذا أردت المبالغة ، قل لى ماهو المشروع الذى يقيمه مبلغ كهذا ، وهل علمت من أين أتى هذا الشاب بهذا المبلغ وماهى التضحية التى ضحاها حتى يصل إلى يديه هذا المبلغ ، أحيطك علما يامعدوم الإنسانية أن هؤلاء الضحايا بعضهم من إستدان تلك الأموال ، وبعضهم من باع والديه كل مايملكون ، وبعضهم رهن قطعة أرض صغيرة لايملك سواها أو باعها إلخ ، ولو كان أحدهم يمتلك نصف هذا المبلغ ملكية خاصة مابرح مكانه وأنا على بينة مما أدعى ، بل قل لى أيها السفيه كم يحتاج شاب فى مقتبل العمر من مال كى يمتلك شقة صغيرة ثم يشغلها بالأثاث ثم مصروفات الزواج ثم دخل شهرى يوفر له حياة كريمة.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
ولأن كل شئ يفرض فى هذا الوطن بقوة السلاح ، بداية من خطف الرئيس المتتخب مرورا بكل المؤسسات المنتخبة وصولا إلى جحيم الأسعار والخدمات ، فقد تبجحت الحكومة ممثلة فى يد الإنقلاب الأمنية وقبضت على بعض أهالى الضحايا وأهانتهم وأذلتهم .
 سحقا لهذا الوطن والقائمين على هذا الوطن ، ومن يسمونه رئيس الوطن ، ومجلس نواب الوطن ، وحكومة هذا الوطن ، كلهم خاطئون مذنبون فاسدون يستحقون الشنق فى اليوم ألف مرة ، حقا إذا لم تستح فاصنع  ماشئت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق