شاهد- "محو الأمية" في مصر : مليارات تهدر في "قربة مخرومة"
09/09/2016
منذ عام 1976 تنبهت الحكومات المصرية لخطورة انتشار الأمية على نطاق واسع بين أفراد الشعب من الذكور والإناث، وتم وضع البرامج والميزانيات التي أنفق عليها مليارات حتى يومنا هذا؛ ولكن كل هذا ذهب أدراج الرياح ولا يزال «غول الفساد» يلتهم المليارات وتبقى الأمية تزداد وتنمو حتى بلغ عدد الأميين في مصر في آخر إحصاء أمس الأربعاء إلى 14.5 مليون مواطن!
ورغم إنفاق المليارات من سنة 1976 حتى اليوم على برامج محو الأمية تبقى التساؤلات قائمة: لماذا لم يتم إعلان "مصر بلا أمية" حتى الآن؟ وأين المجلس القومي لتعليم الكبار ومحو الامية من تلك المشكلة؟ وما حقيقة تضارب الاحصائيات وتزوير الشهادات ووجود سوق سوداء وصل سعر الشهادة فيه لحوالي 3 آلاف جنيه، وأن قرابة 80% من الحاصلين على شهادات محو الامية، لا يجيدون القراءة والكتابة ولعبت الرشاوي والواسطة والموظفين والمعلمين دورا في حصولهم علي تلك الشهادات؟.
«29.7%» أميون في مصر
وأصــدر الجهــاز المركــزى للتعـبئة العامــة والإحصــاء تقريراً، بمناسبة اليوم العالمى لمحــو الأمية، تحت شعار "التعليم حق للجميع"، كشف فيه عن أن 27.1% معدل الأمية فى الدول العربية مقابل 16% للعالم خلال الفترة 2008- 2016، وأن 29.7% معدل الأمية فى مصر، من واقع تعدادات السكان (للأفراد 10 سنوات فأكثر) وفقاً لتعداد عام 2006.
وكانت الأمم المتحدة حددت أسوأ 9 دول على مستوى العالم فى مجال الأمية ووضعت من ضمن هذه الدول مصر، بل وتأتى فى مقدمة الدول التي توجد بها أمية كثيفة، وتسبقنا دول أقل أمية من مصر مثل الهند وباكستان والجابون والمكسيك والكونغو، وفى هذه الدول التسع نحن الأعلى في نسبة أمية بالنسبة لها.
وأوضح الجهاز أن عدد الأميين فى مصر بلغ ١٤.٥ مليون نسمة، خلال العام الماضى، منهم ٩.٣ مليون من الإناث، واستحواذ محافظة المنيا على المرتبة الأولى فى الأمية بنسبة ٣١.٤%، فيما سجّلت الوادى الجديد أقل نسبة.
وذكر الجهاز فى بيان، أمس الأربعاء، بمناسبة اليوم العالمى لمحو الأمية، أن معدّل الأمية للسكان (١٠ سنوات فأكثر) للمقيمين فى الحضر ١٣.٩%، مقابل ٢٦.٢% فى الريف، ليرتفع معدل الأمية فى الريف عنها فى الحضر لكلا الجنسين، لتبلغ نسبة الإناث ٣٤.٥% فى الريف، مقابل ١٧.٩% فى الحضر، وللذكور ١٨.٣% فى الريف، مقابل ١٠.١% فى الحضر.
وأضاف البيان أن معدل الأمية فى المحافظات الحضرية بلغ ١٣.٦%، وفى القاهرة ١٤.٩%، والإسكندرية ١٢.٣%، وبورسعيد ٦.٤%.
معاناة شاب أمي
وفي مقطع فيديو لا تخفى دلالته بثه موقع "مصر العربية" منتصف عام 2015 لشاب مصري سائق«توك توك» يكشف أنه حاول الحصول على شهادة محو أمية ولكن "المافيا" منعته من ذلك وتركته يعاني مستنكرا عدم وجود مراكز تدريب مهني في محافظته تعلمه أي مهنة يسترزق منها.
الرابط:
https://www.youtube.com/watch?v=Z0zHi-ky_Ck
وأصــدر الجهــاز المركــزى للتعـبئة العامــة والإحصــاء تقريراً، بمناسبة اليوم العالمى لمحــو الأمية، تحت شعار "التعليم حق للجميع"، كشف فيه عن أن 27.1% معدل الأمية فى الدول العربية مقابل 16% للعالم خلال الفترة 2008- 2016، وأن 29.7% معدل الأمية فى مصر، من واقع تعدادات السكان (للأفراد 10 سنوات فأكثر) وفقاً لتعداد عام 2006.
وكانت الأمم المتحدة حددت أسوأ 9 دول على مستوى العالم فى مجال الأمية ووضعت من ضمن هذه الدول مصر، بل وتأتى فى مقدمة الدول التي توجد بها أمية كثيفة، وتسبقنا دول أقل أمية من مصر مثل الهند وباكستان والجابون والمكسيك والكونغو، وفى هذه الدول التسع نحن الأعلى في نسبة أمية بالنسبة لها.
وأوضح الجهاز أن عدد الأميين فى مصر بلغ ١٤.٥ مليون نسمة، خلال العام الماضى، منهم ٩.٣ مليون من الإناث، واستحواذ محافظة المنيا على المرتبة الأولى فى الأمية بنسبة ٣١.٤%، فيما سجّلت الوادى الجديد أقل نسبة.
وذكر الجهاز فى بيان، أمس الأربعاء، بمناسبة اليوم العالمى لمحو الأمية، أن معدّل الأمية للسكان (١٠ سنوات فأكثر) للمقيمين فى الحضر ١٣.٩%، مقابل ٢٦.٢% فى الريف، ليرتفع معدل الأمية فى الريف عنها فى الحضر لكلا الجنسين، لتبلغ نسبة الإناث ٣٤.٥% فى الريف، مقابل ١٧.٩% فى الحضر، وللذكور ١٨.٣% فى الريف، مقابل ١٠.١% فى الحضر.
وأضاف البيان أن معدل الأمية فى المحافظات الحضرية بلغ ١٣.٦%، وفى القاهرة ١٤.٩%، والإسكندرية ١٢.٣%، وبورسعيد ٦.٤%.
معاناة شاب أمي
وفي مقطع فيديو لا تخفى دلالته بثه موقع "مصر العربية" منتصف عام 2015 لشاب مصري سائق«توك توك» يكشف أنه حاول الحصول على شهادة محو أمية ولكن "المافيا" منعته من ذلك وتركته يعاني مستنكرا عدم وجود مراكز تدريب مهني في محافظته تعلمه أي مهنة يسترزق منها.
الرابط:
https://www.youtube.com/watch?v=Z0zHi-ky_Ck
«300 ألف» نسبة التسريب سنويا
بدوره يرى الخبير التربوي كمال مغيث، في تصريحات صحفية منتصف عام 2015 أن الأزمة الأساسية تكمن في زيادة أعداد المتسربين كل عام من التعليم، وأعدادهم تتجاوز 300 ألف طفل بحسب تصريحاته، هذا بالإضافة للحاصلين على شهادات من التعليم الأساسي ولا يستطيعون القراءة والكتابة، وهم يدخلون ضمن مشكلة الأمية في مصر، ويضاف إلى ذلك مشاكل مشروع محو الأمية، المتعلقة بأن المعلمين أغلبهم يتعاملوا مع الأميين وكأنهم "مقاولى أنفار"، حيث يحصل مقابل كل ناجح علي مبلغ 200 جنيه، وبالتالي فهو يهتم بالكم وليس الكف، وقد يحصل دارس على الشهادة وهو لم يتم محو أميته بعد.
مافيا محو الأمية
المهندس مصطفي رجب، الرئيس السابق لهيئة تعليم الكبار ومحو الامية، يكشف عن عثوره على انواع عديدة من الفساد داخل الهيئة تفوق الخيال، وذلك عندما تولى رئاسة الهيئة عام 2011، ولعل أبرزها بحسب تصريحات إعلامية «وجود سوق سوداء لبيع الشهادات للراغبين من قبل الموظفين والمعلمين، وأن مشروع محو الأمية تحول إلى سبوبة لدى البعض بالقري والريف، وأن هناك تكرارا في أسماء الحاصلين على الشهادات مما يعنى ان الاحصائيات غير دقيقة، والوصول للعديد من الحاصلين على تلك الشهادة وهم لا يجيدون القراءة والكتابة.
وأوضح أنه وجد آلافًا من الأميين يحصلون على شهادات من الجمعيات الاهلية وغيرها من الجهات سواء التابعة لأحزاب أو مساجد أو كنائس، رغم أنهم لم يجيدوا القراءة والكتابة، وعليه أغلقت 120 جمعية ثبت تورطها في تداول الشهادات وتكرارها للأميين، مقابل الحصول على (200 جنيه مقابل كل أمي يتم تعليمه)، موضحا أنه قرابة 30 ألف شهادة مكررة وغير مستحقة لبعض الحاصلين عليها.
ويؤكد «الرئيس السابق لهيئة تعليم الكبار ومحو الامية» أن 80% ممن حصلوا علي الشهادات خلال العامين الماضيين " تصريحه كان في 2015» لم يتم محو أميتهم، كما أن 90% من موظفي الهيئة تم تعيينهم بالواسطة والمحسوبية والبعض يتخذ من مشروع محو الأمية سبوبة لكسب المال.
الدراما وبرامج محو الأمية
حفلت الدراما والسينما المصرية ببعض الإسقاطات التي تسخر من برامج محو الأمية، ومنها مشهد للفنان محمد هنيدي في مسلسل " رمضان مبروك أبو العلمين حمودة" الذي تم إنتاجه في عام 2011.
بدوره يرى الخبير التربوي كمال مغيث، في تصريحات صحفية منتصف عام 2015 أن الأزمة الأساسية تكمن في زيادة أعداد المتسربين كل عام من التعليم، وأعدادهم تتجاوز 300 ألف طفل بحسب تصريحاته، هذا بالإضافة للحاصلين على شهادات من التعليم الأساسي ولا يستطيعون القراءة والكتابة، وهم يدخلون ضمن مشكلة الأمية في مصر، ويضاف إلى ذلك مشاكل مشروع محو الأمية، المتعلقة بأن المعلمين أغلبهم يتعاملوا مع الأميين وكأنهم "مقاولى أنفار"، حيث يحصل مقابل كل ناجح علي مبلغ 200 جنيه، وبالتالي فهو يهتم بالكم وليس الكف، وقد يحصل دارس على الشهادة وهو لم يتم محو أميته بعد.
مافيا محو الأمية
المهندس مصطفي رجب، الرئيس السابق لهيئة تعليم الكبار ومحو الامية، يكشف عن عثوره على انواع عديدة من الفساد داخل الهيئة تفوق الخيال، وذلك عندما تولى رئاسة الهيئة عام 2011، ولعل أبرزها بحسب تصريحات إعلامية «وجود سوق سوداء لبيع الشهادات للراغبين من قبل الموظفين والمعلمين، وأن مشروع محو الأمية تحول إلى سبوبة لدى البعض بالقري والريف، وأن هناك تكرارا في أسماء الحاصلين على الشهادات مما يعنى ان الاحصائيات غير دقيقة، والوصول للعديد من الحاصلين على تلك الشهادة وهم لا يجيدون القراءة والكتابة.
وأوضح أنه وجد آلافًا من الأميين يحصلون على شهادات من الجمعيات الاهلية وغيرها من الجهات سواء التابعة لأحزاب أو مساجد أو كنائس، رغم أنهم لم يجيدوا القراءة والكتابة، وعليه أغلقت 120 جمعية ثبت تورطها في تداول الشهادات وتكرارها للأميين، مقابل الحصول على (200 جنيه مقابل كل أمي يتم تعليمه)، موضحا أنه قرابة 30 ألف شهادة مكررة وغير مستحقة لبعض الحاصلين عليها.
ويؤكد «الرئيس السابق لهيئة تعليم الكبار ومحو الامية» أن 80% ممن حصلوا علي الشهادات خلال العامين الماضيين " تصريحه كان في 2015» لم يتم محو أميتهم، كما أن 90% من موظفي الهيئة تم تعيينهم بالواسطة والمحسوبية والبعض يتخذ من مشروع محو الأمية سبوبة لكسب المال.
الدراما وبرامج محو الأمية
حفلت الدراما والسينما المصرية ببعض الإسقاطات التي تسخر من برامج محو الأمية، ومنها مشهد للفنان محمد هنيدي في مسلسل " رمضان مبروك أبو العلمين حمودة" الذي تم إنتاجه في عام 2011.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق