وائل قنديل يكشف سر الرقم 30 في تعويذة سلطات الانقلاب
05/09/2016
قال الكاتب الصحفي وائل قنديل، إنه سيتوقف التاريخ وعلم النفس طويلاً أمام ولع الانقلاب في مصر بالرقم 30 الذي صاروا يستخدمونه في كل مناسبة، منها 30 مليون علبة لبن و30 مليون متظاهر في 30 يونيو، وكأنه تميمة أو تعويذة للسيطرة على الجماهير، كلما لاحت منها بادرة تململ أو غضب أو سخط على فساد عام، يزكم الأنوف ويطحن عظام الفقراء والناس العاديين.
وأشار قنديل -خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد" اليوم الاثنين- إلى فضيحة التلاعب في لبن الأطفال، وتقمص المتحدث العسكري، شخصية مدير تسويق، أو مسئول دعاية وإعلان في وكالة تجارية صغيرة، ليتحدّث عن اضطرار الجيش لخوض معترك لبن الأطفال، حمايةً لمصر من جشع الأوغاد المحتكرين، من خلال بيان عسكري صارم، الأمر الذي أجّج نار السخرية مجدداً على مواقع التواصل الاجتماعي، ثم شروع وزارة الإنتاج الحربي في إنشاء مصنع لحليب الأطفال، موضحا أن كل ما فعله بيان المتحدّث العسكري أنه كرّس واقعاً جديداً للجيش كمؤسسة تجارية منافسة، تخوض حروب السوق ضد تجار آخرين، حيث ترى المؤسسة العسكرية، بالطبع، أنها الأجدر والأكفأ، والأحق، منهم بالسيطرة على السوق.
وأكد أن هناك من يتعمّد داخل هذه السلطة إهانة المؤسسة العسكرية، بالدفع بها إلى أتون السخرية، حين جرّدها من زي المقاتلين، وألبسها ثوب الباعة والتجار المغامرين، قائلا إن الخطر كله يكمن في توريط الجيش في مستنقعات السياسة، وقد ظهر جنرالات المجلس العسكري على شاشات التلفزة، في 2011 لنفي أي نيةٍ للعسكر في الهيمنة على السياسة، أو الطمع بالسلطة، وهو ما تبيّن كذبه، لاحقا، وبأسرع مما تخيل أكثر الناس تشاؤماً.
وأوضح قنديل أن ذلك كله يتم تحت لافتات فاشية، ترهب الناس من سيناريوهات سقوط الدولة، وفي هذه الحال، من الطبيعي أن تجدهم يساومونك: علبة حليب للأطفال أم حريتك وكرامتك الإنسانية! وفي الأثناء، تستطيل قوائم القتل والاعتقال والإخفاء القسري والتعذيب حتى الموت، لتصبح في نظرهم خائناً ومتآمراً على الوطن، لأنك تشغل الناس بحوادث بسيطة، مثل قتل طالب الطب أحمد مدحت، وقبله سائق سيارة نقل الركاب في المعادي، وتعذيب الناشط إسلام خليل، بينما الوطن يخوض معركته الباسلة لتمكين الجيش من الانتصار على أعدائه في "حرب اللبن".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق