محمد العمدة يكتب: سقوط العميل الثالث اللواء محمد العصار
تحدثنا في مقال سابق بعنوان " السيسي وجريمة التخابر مع وزارة الدفاع الأمريكية " عن البحث الذي قدمه السيسي لكلية الحرب الأمريكية عام 2006 - وقت أن كان طالبا بها - بعنوان " الديمقراطية في الشرق الأوسط " ليحذرهم من دعم الديمقراطية بمقولة أنها سوف تأتي لهم بالإسلاميين الذين سيسعون إلي تطبيق الخلافة أو بالأدني السعي إلي لم شمل المسلمين عملا بمبدأ الوحدة الإسلامية ، وأحيل إلي المقال منعا للتكرار .
كما تحدثنا في خمس مقالات بعنوان " أسرار عن صدقي صبحي العميل القاتل " كشفنا فيها ما كتبه في بحثه الذي سلمه لكلية الحرب الأمريكية عام 2006 تحت عنوان " الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط قضايا وآفاق " والذي شرح لهم فيه خطته لتمكين أمريكا من الهيمنة علي الشرق الأوسط ، ونصائحه بشأن العراق المحتل ودور أمريكا في العراق بعد سحب قواتها ، وكيفية احتفاظهم بقواتهم المسلحة في منطقة الشرق الأوسط بطريقة غير ملحوظة حتي لا تستثير أحدا ضدهم ، وكيف أنه كشف عن علمه بأن أمريكا هي التي قادت ونفذت الانقلاب ضد الدكتور / محمد مصدق رئيس الوزراء الإيراني في الخمسينات من القرن الماضي بسبب رغبته في تأميم البترول الإيراني ، وكيف سمي الحكومة العميلة التي عينتها أمريكا بقيادة شاه إيران / محمد رضا بهلوي الحكومة المعتدلة ، وأحيل إلي المقالات السابقة منعا للتكرار .
وقد شاءت المقادير أن يسقط العميل الثالث اللواء/ محمد سعيد العصار عضو المجلس العسكري ويُفتضح أمره علي الملأ من خلال الصفحة التي سبق أن شكرت جهودها في مقالات سابقة وذكرت أنها تعد مركزا بحثيا علي شاكلة مراكز البحث الأمريكية وأنها تؤدي خدمات جليلة للمصريين من خلال ما تكشفه من فضائح العملاء عبر ترجمة حوارات يدلون بها خارج البلاد وهم في طمأنينة أنها حوارات سرية لن ينكشف أمرها .
نشرت صفحة " كلنا خالد سعيد " بتاريخ 2015/3/13 فيديو علي موقع " يوتيوب " بعنوان :
" اللواء العصار : إحنا رجالة أمريكا في مصر ولو جاء رئيس منتخب من الشعب لن ينفذ تعليماتكم " .
الفيديو عبارة عن تسجيل لحوار أجراه باحث ب "معهد السلام الأمريكي بواشنطن " مع اللواء / محمد سعيد العصار عضو المجلس العسكري بتاريخ 2011/7/25 .
جاء في الحوار ما يأتي :
باحث معهد السلام الأمريكي يسأل :
سؤالي الأخير يخص السياسة الخارجية ، لقد عينتم ثلاثة وزراء خارجية من النظام الجديد في خمسة أشهر ، وكان هناك مؤشرات منذ تعيين صديقي نبيل العربي وزيرا للخارجية أنه سيكون هناك بعض التغيرات ، وسيكون هناك انفتاح نحو غزة وتشجيع الفلسطينيين علي الوحدة ، بل وحتي تلميحات بتغير العلاقات مع إيران ، وأن السلوك نحو إسرائيل قد يصبح أكثر برودة ، وقد تحول هو - يقصد نبيل العربي - لأشياء أخري ( رئاسة جامعة الدول العربية ) ، وأنا الآن لا أعرف حتي من هو زير الخارجية الحالي ، لكن من حيث السياسة الخارجية هل تري أن مصر ستظل مستمرة في الوفاء بإلتزاماتها الخارجية ، أم أنكم تحاولون أن تلووا سياساتكم الخارجية بشكل أكبر لتلائم توقعات الشعب ؟ لأن هذه مساحة ما زلتم أنتم المسئولون عنها .
وفي هذا السياق أخبرنا قليلا عن العلاقات الأمريكية المصرية .
اللواء محمد العصار يجيب :
حسنا ، من فضلكم دعوني أبدأ من النقطة الأخيرة ، وهي العلاقات الأمريكية المصرية ، تعلمون أن علاقاتنا إستراتيجية وقوية جدا ،وقد بدأت بتوقيع معاهدة كامب ديفيد ، ومعاهدة السلام مع إسرائيل عام 1979 ، وبالنسبة للعلاقات العسكرية بين الجيشين لدينا علاقة رائعة ، ونحن نعتبرها عمود وحجر زاوية بالنسبة للعلاقات بين أمريكا ومصر ، وقد دعمتنا الولايات المتحدة بالمساعدات العسكرية والمساعدات الاقتصادية ، وأود أن أنتهز هذه الفرصة لأشكر الشعب الأمريكي والكونجرس والإدارة الأمريكية علي دعهمهم القيم لمصر ، ونحن أيضا فخورون بأن نكون عنصرا هاما للأمن القومي الأمريكي ، ونحن فخورون بأهمية مساهماتنا في البعد الإستراتيجي لمصالح أمريكا ، فهي إذن علاقات متبادلة ، ونحن لدينا احترام كامل للمؤسسة العسكرية الأمريكية ، وأعتقد أننا نحظي بنفس الاحترام من المؤسسة العسكرية الأمريكية للمؤسسة العسكرية المصرية ، كما أن هناك علاقات جيدة بين الولايات المتحدة ومصر ، ولكن في السياسة تعلم أن هناك صعود وهبوط ، وهذا طبيعي ، لكن في المؤسسة العسكرية نحن نحافظ علي علاقات ممتازة ، وفي زياراتي كل عام لدي هدف توسيع وتحسين هذه العلاقة الممتازة ، هذا بخصوص الولايات المتحدة.
بالنسبة للإلتزامات الأخري :
أود تذكيركم بأننا أصدرنا إعلانا 2011/11/13 أي بعد يوم واحد من تولينا المسئولية ، لنؤكد للمجتمع الدولي أن مصر ملتزمة بكل الاتفاقيات التي وقعناها من قبل وخاصة معاهدة السلام مع إسرائيل ، وأستطيع أن أخبركم أننا كمؤسسة عسكرية في مصر مقتنعون تماما بالسلام مع إسرائيل ، وأن السلام هو خيارنا الإستراتيجي ، ولا تغيير بهذا الخصوص علي الاطلاق .
وبخصوص العلاقة مع إيران ، من فضلكم دعوني أخبركم شيئا عن حالة الثورة في وسائل الإعلام ، حالة الثورة أثرت علي الإعلام أكثر من اللازم ، وهناك الكثير من المبالغة في كثير من القضايا بما في ذلك العلاقات الخارجية لمصر ....
يقاطعه الباحث :
هذا يحدث مع الديمقراطية ...
اللواء محمد العصار :
يضحك بشدة نعم ، نعم ...
ويكمل اللواء محمد العصار :
لذا بالنسبة لإيران لا يوجد أي تغيرات ، لا يوجد لدينا سفير إيراني بمصر ، ولا يوجد سفير مصري بطهران ، وتعلمون أن كل دول الخليج لديهم سفير ، نعم ههههه نعم
يقاطعه الباحث :
بما في ذلك السعودية .
يستكمل اللواء العصار :
نعم ههههههه نعم ، المملكة العربية السعودية لديها سفيران ، سفير إيراني إلي السعودية ، وسفير إيراني إلي منظمة المؤتمر الإسلامي ، إيران لا تغييرات مطلقا ، أوكد لك ، برغم كل الإدعاءات التي ظهرت في الإعلام .
وأيضا بالنسبة لمعبر رفح لا تغييرات أيضا ، معبر رفح ظل مفتوحا بسبب السفينة التركية منذ 13 شهر في يونيه 2010 لا تغييرات في فتح معبر رفح ، نفس الإجراءات ، ولهذا لا تستطيع أن تجد أي تغيير في علاقاتنا الخارجية .
" لكن أود أن أؤكد لك أنه بعد الفترة الانتقالية ، وبعد قدوم برلمان جديد ورئيس منتخب جديد ورئيس جديد منتخب شعبيا علي أسس نزيهة وديمقراطية ، يجب أن يستمعوا إلي الرأي العام ولن تجدوا شخصا واحدا بمصر تستطيعون إقناعه ليتخذ القرار الذي تريدونه ، بل ستجدون إن شاء الله دولة ديمقراطية يحكمها شعب ، ولهذا فليست أمريكا وإسرائيل فقط ، ولكن المجتمع الدولي كله مطالب بأخذ التغيرات بمنطقتنا في الحسبان وليس في مصر فقط ، من أجل حل أو تسوية كل القضايا ، وخاصة القضية الفلسطينية والقضية السورية والقضية اللبنانية مع إسرائيل إن شاء الله ، إسرائيل يجب أن تذعن لهذه التغيرات ( شكرا جزيلا لك )".
انتهي الحوار ، وهكذا استطاعت عناصر مخابرات صفحة كلنا خالد سعيد أن تكشف لنا العميل الثالث اللواء / محمد سعيد العصار ، لقد كشف لنا الفيديو بالصوت والصورة أنه العميل الأخطر علي الإطلاق ، إنه الأكثر خبثا ومكرا .
لقد كان اللواء العصار في حواره العميل الصريح لا مواربة في حديثه ، لا لف ، لا دوران ، لا خجل مما سيقوله عنه المستمعون له ، لقد كشف لنا الحوار ما يأتي :
أولا : أنهم أي مجلس العسكر يعتبرون العلاقات العسكرية بين الجيشين المصري والأمريكي هي عمود وحجر الزاوية بالنسبة لكامل العلاقات بين الدولتين ، فلا شعب ، ولا برلمان ، ولا مجلس شوري ، ولا حكومة ، الجيش فقط هو عمود العلاقات المصرية الأمريكية الإسرائيلية .
ثانيا : أن مجلس العسكر فخور بأن يكون عنصرا هاما للأمن القومي الأمريكي ، وفخور بأهمية مساهماته في البعد الإستراتيجي لمصالح أمريكا ، وأنهم ممتنون للمساعدات العسكرية التي يحصلون عليها ويقدمون الشكر للشعب الأمريكي والكونجرس الأمريكي والإدارة الأمريكية ، ويكشف لنا أنه يحج سنويا للولايات المتحدة الأمريكية لتوسيع وتدعيم هذه العلاقات .
ثالثا : أن مسألة السلام مع إسرائيل لا تغيير فيها علي الإطلاق .
رابعا : العميل يطمئنهم بإلتزام العسكر بعدم إعادة العلاقات مع إيران علي الإطلاق ، بما يؤكد لنا أن كل السياسيات التي اتبعها ويتبعها العسكر علي حسب التعليمات الأمريكية وليس علي حسب ما يحقق مصالح مصر علي ضوء معطيات الواقع ومتغيرات الأحوال .
خامسا : يكشف لنا العميل العصار أن غلق العسكر لمعبر رفح وحصار أهلنا المسلمين في غزة من فوق الأرض ومن تحت الأرض هوإلتزام أيضا بالتعليمات الأمريكية الإسرائيلية .
سادسا : وهذا هو الجزء الأخطر في حديثه حين يختم حديثه بالتحذير أيضا من الديمقراطية كما فعل سيده السيسي كبيرهم الذي علمهم السحر ، يحذرهم بالكلمات وتعبيرات الوجه واستخدام عبارة ( إن شاء الله مرتين باللغة العربية ) ليشير لهم إلي مرجعية من يترجح أن يؤول لهم الحكم في حالة تطبيق قواعد الديمقراطية ، يحذرهم من أنه بعد انتخاب برلمان ورئيس من خلال انتخابات نزيهة لن يجدوا من ينفذ لهم قرارا واحدا ، لأن الرئيس والبرلمان في هذه الحالة سوف ينفذون إرادة الشعب الذي انتخبهم ، وأن علي العالم كله وليس أمريكا وإسرائيل فقط أن يعدوا أنفسهم لهذه المتغيرات الجديدة وعلي رأسها إسرائيل التي سيكون عليها أن تلتزم بحل قضاياها مع الفلسطينين ومع الجانب السوري والجانب اللبناني ، ويستخدم لفظ علي إسرائيل أن تذعن .
وهكذا كان كلامه واضحا نحن رجالكم ، نحن من ننفذ تعليماتكم ، نقاطع إيران ، ونحاصر غزة ، ونغض الطرف عن نزاعات إسرائيل مع الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين ، أما إن جاءكم رئيس وبرلمان منتخب انتخابات نزيهة فقد انتهي كل شئ ، بما معناه احذروا الديمقراطية ، احذروا أن يكون الرئيس أو البرلمان منتخبا انتخابا نزيها ، لابد أن تأتي هذه المؤسسات بالتزوير كما كنا نفعل طوال عهد الرئيس السادات ومبارك .
فلما لم يفلح الأمر وجاءت المؤسسات منتخبة انتخابا نزيها وكان لهذه المؤسسات المنتخبة رأيا آخر في الأمور الصادر فيها تعليمات للعسكر ، تم ترتيب الانقلاب ليعود العسكر للإمساك بزمام جميع السلطات ومن ثم يتم الحفاظ علي مصالح أمريكا وإسرائيل والعسكر الذين يعيشون في "قتة محلولة" علي ذمة التبعية لأمريكا وإسرائيل .
إن ما سمعناه وقرأناه حتي الآن عن تخابر كل من السيسي وصدقي صبحي والعصار يحتم علي الشعب المصري ، لا بديل عن تحديد وضعية المؤسسة العسكرية وإلزامها بمهمتها الأساسية وإقصائها عن السياسة لاسيما العلاقات الخارجية وايجاد حل للمساعدات العسكرية بتحويلها إلي الحكومة مجتمعة واخضاعها لرقابة البرلمان ، ورقابة مشددة علي طبيعة علاقات المجلس العسكري بالدول والمنظمات الدولية حتي لا يتكرر ما قرأتموه في هذا المقال وما سبقه ، فضلا عن اقصاء الجيش عن الاقتصاد ، وإلا فهو الفساد في السياسات الخارجية والداخلية والمؤامرات التي تشاهدونها تظل مستمرة حتي قيام الساعة .
وكيل لجنة الشئون الدستورية والتشريعية ببرلمان الثورة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق