الأربعاء، 6 أغسطس 2014

يزنس إنسايدر: استعداد الإخوان للموت مقابل ما يؤمنون به أمر يحير الغرب

يزنس إنسايدر: استعداد الإخوان للموت مقابل ما يؤمنون به أمر يحير الغرب

جانب من إحدى الفعاليات ضد الانقلاب العسكري المناصرة للرئيس الشرعي د.محمد مرسي
06/08/2014  : 
تحت عنوان (فقدان الإيمان بالسياسة لدى الإسلاميين هو المحرك الأساس لتصاعُد التطرّف) أو 'Almost Complete, Total Loss Of Faith In Politics' Is Driving The Rise Of Violent Extremism ، قال موقع بيزنس إنسايدر الأمريكي أن استعداد الإخوان للموت أمر يحير الباحثين في الغرب لأن السياسية في الغرب هي فن التفاوض والوصول لحلول وسط والممكن لا الموت.
وقالت المجلة -في تقرير، نشرته 2 أغسطس الجاري، ارتكز على كتاب البحث في مؤسسة بروكينجز للدراسات، شادي حميد بعنوان (إغراءات السلطة: الإسلاميون والديمقراطية الليبرالية في الشرق الأوسط الجديد)-: إن "حميد" يري أن شيئًا واحدًا لا يزال يشكل تحديًا بالنسبة له، ألا وهو "الاستعداد للموت" التي أعرب عنه أعضاء جماعة الإخوان المسلمين.
حيث أكد (حميد) أنّه: "إذا أردنا فهم الجماعات الإسلامية، فعلينا أن نتحدث معهم، وعلينا قضاء بعض الوقت معهم" ، وقد ساعدت تلك اللقاءات في صياغة كتابه الجديد ، وأوضح فكرته قائلًا: "إذا سمعت أن الجيش سوف يتحرك لتفريق اعتصام بالقوة الغاشمة وعرفت أنهم على استعداد لارتكاب مجازر واسعة بشكل يقيني مثل ضوء النهار، كما حدث في مجزرة رابعة في 14 أغسطس الماضي، فماذا ستفعل؟ إذا سمعت أنا شيئًا من هذا القبيل لسارعت بالفرار لو كنت أحد المحتجين، وأعتقد، أن ذلك سيكون رد الفعل الطبيعي لكثير منا كأميركيين".
وأكمل قائلًا: "إنّه ليس أمر يستحق الموت من أجله، وهذه ليست الطريقة التي نرى بها السياسة ، فالسياسة بالنسبة لنا (في الغرب) ليست أمرًا وجوديًّا، فالسياسة بالنسبة لنا تدور حول التسوية والحلول الوسط، لكن بالنسبة للأشخاص الذين كانوا في رابعة في ذلك اليوم، كانت تدور حول الموت من أجل قضية يؤمنون بها".
يستحضرون النية قبل الموت
وقال حميد: “كنت في لندن قبل أسبوعين، وتحدثت مع بعض الناشطين الإخوان الذين لا يستطيعون العودة إلى مصر، وكانوا يتحدثون عن كيف أنهم قبل أن يذهبوا إلى رابعة في ذلك اليوم كان عليهم استحضار نيتهم، وإعداد أسرهم، وأطفالهم، وإخوانهم وأخواتهم لاحتمال وفاتهم، وبالفعل استعد الكثير منهم لأن يموت في ذلك اليوم، بل إن الكثير منهم (أكثر من 600 شخص) قد مات بالفعل في ذلك اليوم".
وأضاف: "إن هذه ليست مجرد تعبيرات بلاغية، وليست محاولة للحصول على تأييد الأنصار وحشد القاعدة الشعبية فهؤلاء الناس على استعداد للانتقال بالسياسة إلى هذا المستوى الآخر".
وقال: "أعتقد أننا وصلنا الآن إلى حالة فقدان تام للثقة في السياسة كوسيلة لحل الاختلافات بين الناس ، وهذا هو السبب في أننا نشهد هذا الارتفاع في معدلات العنف والتطرف في أماكن مثل العراق وسوريا، حيث تحول الأمر إلى شبه معركة بين الخير والشر.
فالإخوان يستحضرون ما حدث قبل 1.400 سنة عندما كان النبي محمد يصارع أهل مكة، حيث واجه هو ورفاقه إبادة محتملة، وكان ذلك النضال الوجودي سبيلًا للتعريف بالإسلام.
وتعدّ تلك المرحلة الأولى للإسلام مرحلة مهمة جًّدا بالنسبة للمؤمنين بالإسلام. حيث استخدموا نفس النوع من اللغة وقارنوا أنفسهم وواقعهم بواقع الأجيال الأولى من المسلمين الذين اضطروا إلى وضع حياتهم على المحك.
وقال: "إن فكرة أن تقوم ثورة ثم نحصل على ديمقراطية ليبرالية بين عشية وضحاها ليست فكرة غير واقعية فقط، ولكنها أيضًا غير تاريخية تمامًا ، فهذه ليست هي الطريقة التي يحدث بها التغيير السياسي، لذلك يجب علينا تعديل توقعاتنا".
كما ناقش حميد الإسلام السياسي وتجربة لقائه مع مختلف قادة جماعة الإخوان المسلمين، بما في ذلك الرئيس محمد مرسي، الذي أصبح فيما بعد أول رئيس منتخب ديمقراطيًّا في مصر، لكن تم الانقلاب عليه في وقت لاحق من قبل القوات المسلحة في مصر.
وقال: "عندما تتوقف السياسة عن كونها حلًّا وسطًا بين الحقائق الجزئية، يظهر هذا النوع من النضال، الذي يمكن أن يكون فوضويًّا جدًّا، ويمكن أن يكون داميًا جدًّا أيضًا ، وهذا لا يقتصر فقط على مصر ولكن على المنطقة الأوسع، حيث تصبح الحرب هي السياسة بوسائل أخرى".
وأضاف: "العنف هو ما يحدث عندما يفقد الناس الإيمان بالسياسة اليومية العادية. وهذا ما نراه في جميع أنحاء المنطقة. حسنًا، الناس يكرهون بعضهم البعض، وهناك انقسامات أيديولوجية وطائفية رئيسة. لكن ينبغي التوافق على حلّ تلك الكراهية، من خلال العملية السياسية. نعم، نحن لا نحبّ بعضنا البعض، ولكن هناك عملية سياسية، ويجب أن نحترم قواعد تلك العملية وأن نتفق على عدم قتل بعضنا البعض".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق