على الناشف!
بقلم: عبد العزيز مجاور
عليك أن تصدق بأنه تم محاصرة
الأسطول الأمريكي والقبض على قائده، وأن أوباما لا يستطيع النوم من الخوف
والرعب الذي يتملكه عندما يتذكر عرش مصر، وعليك أن تنعم بحل مشكلة
المواصلات وتسعد بمشاهدة (العجل) الذي يستخدمه المسئولون في الذهاب
لمكاتبهم وتحركاتهم، ويستخدمه طلاب وطالبات مصر تنفيذاً لأحلام الفكيك،
وعليك أن تشكر الانقلابيين على نجاحهم في حل مشكلة الكهرباء باللمبات
الموفرة، ومشكلة البطالة بعربيات الخضار التي تملأ سوق العبور، ولا تنس أن
تشكر دول العالم التي سارعت بتلبية الدعوة لمؤتمر المانحين، وعليك أن تفكر
في سبل استثمار المليارات المتدفقة على مصر من كل صوب وحدب بخلاف المائة
مليار التي تم جمعها في صندوق تسول مصر، وعليك أن تهلل لحفر القناة على
الناشف.
ولا تشك أن بمصر علماء أفذاذًا من
خير أجناد الأرض استطاعوا أن يبهروا العالم بعلاج الأمراض المستعصية
بالكفتة، وأصبحت مصر أول دولة يختفي منها فيروس سي ومرض الإيدز، وأن تشكر
العسكر أيضاً على حل مشكلة نقص المياه وإيقاف بناء سد النهضة بمجرد
الإشارة.
الحقيقة لست مع من ينظر إلى من يطلق
هذه الدعوات بأنه ساذج أو ينقصه العقل والمنطق، فهم يعلمون جيداً زيف وكذب
ما يدعون إليه، ويعلمون أنها أشياء ستكون محل سخرية العالم ولكنها تنطلي
على شعبهم وتزيد من جهله وتخلفه وولائه بلا حدود، وكما أسقطنا طائرات العدو
في 67 والعالم الخارجي يشاهد الملابس الداخلية للجنود المصريين وشعبهم
يخرج يحيي البطل الهمام صاحب الفضيحة، فكذلك الآن نسقط العقل والمنطق
والعالم يشاهد الدولة الفاشلة في سخرية ويستعد لما بعد سقوط الانقلاب.
إن اجتماع قائد الانقلاب أكثر من
مرة بالإعلاميين الموالين يدلل أنهم لا يعطونه كل ما يتوقع، ربما لأنهم لا
يستطيعون بفعل اللعب على حصان خاسر(هما مش قادرين مش مش عايزين) فهو يتوقع
إعلاما يصنعه كعبد الناصر المحظوظ كما قال، وفي الوقت نفسه هو من الضعف
بمكان يجعله يخاف من جريدة واحدة وهو يملك كل الجرائد وكافة القنوات
التليفزيونية بالداخل، لذا فهو يكرر الاستغاثة بالسحرة علهم ينقذونه من عصا
الثوار التي تبطل سحرهم، ولعله نصحهم بتغيير خطابهم وتوجيهه للخارج الذي
لا يصدق حتى الآن أن (العلبة بها فيل).
إن من يحكم مصر بالفكاكة والحفر على
الناشف اعتماداً على وجود قوى خارجية تدعمه عسكرياً ومادياً، وإعلام في
الداخل يدلس على الشعب، عليه أن يعلم أن القوى الخارجية لن تصبر عليه
كثيراً، ولربما يكون قرار التخلص منه قد صدر بالفعل، وتبقى خطة صناعة
العميل الجديد وحرق القديم، والحصول على أكبر منافع من عملية التغيير،
ولربما كان تعليق أمريكا على التقرير الأخير لمذبحة رابعة، وكذلك تسريب
التدخل العسكري المصري الإماراتي في ليبيا جزءا من الخطة، ولربما سارع من
ذلك نجاح المقاومة في غزة وفرضها شروطها على الرغم مما فعله الانقلابيون من
تقديم كافة إمكاناتهم المخابراتية للعدو، ودعمهم بهدم الأنفاق وغلق معبر
رفح تزامناً مع قصف غزة حتى يزيد الخناق على المقاومة.
كما أن إعلام الضلال المتمثل في
عشرات القنوات ومئات الأقلام المأجورة لا يستطيع أن يواجه جريدة وقناة، فلا
يظن أحد أن سقوط الانقلاب سيأتي من الخارج والشعب يشاهد ولا يحرك ساكناً،
فقد مضى ذاك الزمن فقد تحرك الشعب المصري وأصبح فاعلاً بصموده أكثر من عام
في الشوارع، كما أن الثوار في الشارع يطورون من أساليبهم في المقاومة مما
يضع الانقلابيين في ورطة ويبشر بسقوط الانقلاب، وكلما مر الوقت ازدادت
المقاومة خبرة وتم إنهاك الانقلاب، وما تذمر جنود الأمن المركزي إلا دليل
على ذلك، وإن كنت لا تصدق فعليك بإعادة التفكير، بس يا ريت يكون على
الناشف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق