عبد الرحمن يوسف يفضح مشاريع العسكر الوهمية تحت شعار "نكسة أخرى!"
07/08/2014 :
وجه الشاعر والكاتب الصحفي عبدالرحمن
يوسف -في مقاله الأسبوعي، اليوم- انتقادات لاذعة لقادة العسكر في مصر،
مشددا على أنهم فقط يجيدون استغلال شعارت الوطنية وحب مصر في زيادة نفوذهم
بمشاريع اقتصادية مصيرها دائما الفسل؛ لأنها في الغالب لا تقوم إلا على
مجرد دعاية، بروباجاندا، كالضجيج بلا طحن، أو طق الحنك، والكلام فارغ على
حد قوله.
وتأتي هه الانتقادات بالتزامن مع إعلان
العسكر انطلاق مشروع حفر قناة موازية لقناة السويس، وتنمية محور القناة
الذي هو بالأساس أحد المشاريع المسروقة من البرنامج الإقتصادي للرئيس مرسي.
وقد استعاد الكاتب الصحفي عبدالرحمن يوسف
الخبر القديم الذي نشر في الصحف والمواقع المصرية يوم الأحد الثلاثين من
أكتوبر 2011 في العديد من الصحف المصرية، والذي جاء فيه "يقام غدا الاثنين
في مركز شباب الجزيرة، احتفال برفع العَلَمِ المصري على سارية تعد الأطول
في العالم، وتدخل به مصر موسوعة جينيس للأرقام القياسية. ويبلغ ارتفاع
العَلَمِ الذي سيوازي برج القاهرة طولا، 176 مترا، وأبعاده 12 مترا في 15
مترا، يرفع عَلَم مصر على السارية فى تمام الساعة الثانية عشرة ظهرا؛ حتى
يمكن رؤيته من كافة أنحاء محافظة القاهرة، تحت رعاية القوات المسلحة، وفى
إطار الاحتفالات بانتصارات أكتوبر. يرفع العَلَمَ نيابة عن رئيس المجلس
الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوى، واللواء محسن الفنجرى، ويتزامن
ذلك مع قيام المحافظين بكافة أنحاء محافظات جمهورية مصر العربية برفع
العَلَمِ المصرى في محافظاتهم فى نفس التوقيت، حيث تقام مهرجانات واحتفالات
شعبية".
وقال يوسف: "بعد قراءة هذا الخبر القديم نسبيا دعني أطرح بعض الأسئلة عزيزي القارئ:
ما فائدة أن ترفع عَلَمَ مصر على أعلى سارية
في العالم؟ الإجابة لا شيء! هل ارتفعت مصر بارتفاع عَلَمِها فوق هذه
السارية؟ الإجابة أبدا !
هل تقدمت مصر بهذا "الإنجاز"؟ الإجابة ولا
شبرا واحدا! هل استفاد المصريون شيئا بهذه السارية؟ الإجابة بتاتا! هل يوجد
أي معنى لهذا المشروع أصلا؟! الإجابة لا أدري!.
وتابع قائلا "خلاصة الأمر أن هذا المشروع
(مشروع السارية المزعوم) عنوان للفشل العسكري في إدارة الدولة المصرية"،
ودعا الكاتب الصحفي عبدالرحمن يوسف قراء مقاله إلى مشاهدة الصور المرفقة
بالمقال قبل استكماله، تلك الصور التي توضح عملية تفكيك السارية المرفوع
عليها العلم، بعد أن ثبت أن المشروع فاشل فاشل فاشل.
وأضاف الكاتب "العَلَمُ المصري منذ الشهر
الأول لهذا المشروع يبدو متهدلا مثقلا بالتراب، ولا أحد يستطيع أن يصل إليه
لكي يغيره كل فترة، فالمشروع يحتاج إلى تعيين موظفين لكي نحافظ على نظافة
العَلَم.
وبالمناسبة... كم تكلف هذا المشروع؟ الإجابة لا أحد يعرف.
وأوضح "أن هذا المشروع خلاصة إدارة العسكر
لمصر، مشروع لا يعرف أحد من الذي خطط له، ولا من نفذه، ولا يعرف أحد جدواه،
أو الهدف منه، ولا تكلفته".
واستدرك قائلا "رغم كل ذلك يقام المشروع، ثم
يفشل كالعادة، ويهدم قطعة قطعة بعد أن ينساه الناس، وربما تباع بقاياه في
سوق الخردة، ولا أحد يحاسب من أقام المشروع، ولا من تسبب في إهدار كل هذا
المال العام، وأهم من كل ذلك ... أنه فشل على رأسه عَلَمُ البلاد، وجود
العَلَمِ على رأس المشروع يخرس الجميع، وبالتالي إذا اعترضت على المشروع
قبل أو أثناء أو بعد إطلاقه، سيزايد عليك كلاب الحاكم قائلين : "أنت تكره
العَلَم ... ولا تريد أن ترى عَلَمَ مصر خفاقا في سمائها الصافية".
وأكمل قائلا "لو قال أحد حينها إن عَلَمَ
مصر يرفرف بالعِلْمِ والعَمَلِ، سيقال عنه إنه مزايد، عميل، من "نحانيح
الثورة"!! وفي النهاية ... ما الذي حدث؟ فشل المشروع، فشل برغم وجود
العَلَمِ على رأسه، فشل مثل سائر المشاريع التي سميت بمشاريع وطنية، لأنها
مجرد دعاية، بروباجاندا، ضجيج بلا طحن، طق حنك، كلام فارغ.
وأضاف "قِسْ على ذلك مشروع توشكى، وكل
المشاريع التي صدعونا بها، بل إنني أقول لك جازما قِسْ على ذلك المشاريع
التي يروجون لها الآن، ويقدمونها للناس على أنها نقلة مصر للمستقبل، مشاريع
قناة السويس، ومشاريع التصنيع والزراعة ...الخ كل ذلك أفلام هابطة رأيناها
على مدار ستين عاماوكل ذلك مصيره الفشل، والأيام بيننا.
وأكد عبدالرحمن أن العَلَمُ لا ينقذ
المشاريع من الفشل.. ولا يستر الفشل.. وأنه إذا أردت دليلا فانظر إلى
العَلَمِ المصري وهم ينكسونه بعد أن فشل خازوقهم الذي أقاموه -بكل فخر- في
وسط القاهرة دون أي معنى، وبلا أي هدف!.
وتابع قائلا "لن ينقذك إذا كنت فاشلا أن
ترفع شعار "تحيا مصر"، أو "مصر أم الدنيا"، أو "المصريين أهمه"، لن يغير من
حقائق الفشل العسكري رفع عَلَمِ مصر، ولن يغير من قوانين الكون، وسنن
الحياة أنك تملك ميكروفونا تقول فيه "كله تمام" برغم المصائب.
واختتم مقاله قائلا: "خلاصة القول : ارفعوا
ما شئتم من شعارات وأعلام ... مصيركم الفشل، لأن الدول لا تبنى إلا
بالعدل.، العَلَمُ يستر جثث الشهداء (مدنيين كانوا أو عسكريين)، ولكنه لا
يغسل الحزن، ولا يشفي غليل الصدور.
وأردف قائلا "ملحوظة: حرب اليمن فيها عِبَرٌ
كثيرة، ومن العار على أمة خاضت حرب اليمن أن تخوض حرب يمن ثانية بنفس
السذاجة، ولن ينفع قتلانا حينها أنهم يرفعون العَلَم، ولن يغير من الهزيمة
أن الشهداء يعودون للوطن ملفوفين في العَلَمْ ! عاشت مصر للمصريين
وبالمصريين" .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق