مفاجأة: التقرير الذي فضحهم ليس مفاجأة!
بقلم: محمد عبد القدوس
تكشف في
الأيام الأخيرة مزيد من المعلومات حول التقرير الذي فضح النظام المستبد
بمصر وجريمته في فض اعتصامي رابعة والنهضة والتي وصفها التقرير الصادر من
منظمة "هيومان رايتس" الأمريكية بأنه من اكبر المذابح التي شهدها العالم في
تاريخنا الحديث.
تبين أن
هذا التقرير ليس بمفاجأة للحكومة المصرية؛ فقد تم إرسال نسخ منه إلى مختلف
الجهات لاستطلاع رأيها قبل إصداره في صيغته النهائية بنحو شهرين، ومنها
مثلا وزارتي الدفاع والخارجية، والسفارة المصرية في واشنطن، ومكتب النائب
العام في مصر، ولكن أحدا منهم لم يرد.
وعند
صدوره اكتفوا بالهجوم عليه دون أي رد موضوعي، وقاموا بمنع المشرفين عنه من
دخول مصر واحتجزوهم في المطار، وعلى رأسهم عمر شاكر الباحث الأمريكي وهو من
أصول عراقية ويعتبر المشرف على هذا التقرير.
والمعلومات
التي وردت به تم جمعها بعد مقابلات مع 122 شاهدا منهم 69 متظاهرا، و20
مسعفا، و10 من سكان المنطقة، و20 صحفيا، وشارك في إعداد هذا التقرير 20
باحثا وباحثة، ويقول من قرأوه أنه مكتوب بطريقة موضوعية ويحتوي على معلومات
كثيرة وتفاصيل عديدة، ولعل هذا هو سر غضب الحكومة المصرية وأجهزتها منه،
فلا يمكن اعتباره تقريرا أي كلام، بل مكتوب باحتراف.
*******************
مذبحة رابعة أمام محكمة دولية
بعد
التقرير الذي أصدرته أشهر منظمة لحقوق الإنسان في أمريكا عن الفظائع التي
ارتكبها الاستبداد الذي يحكمنا عند فض رابعة والنهضة. تتجه الأنظار الآن
إلى إثارة هذه المذبحة أمام الجنائية الدولية، فالعالم حاليا أصبح بمثابة
"قرية واحدة"، فإذا لم يتم محاسبة المسئولين عن المذابح التي جرت داخل مصر،
فإن العالم الخارجي سيتولى هذا الأمر بنفسه!!
والسلطات
المصرية هي المتهمة بارتكاب تلك الجرائم، فهل يعقل أن تقوم بمحاسبة
نفسها!! أمر لا يمكن توقعه بالطبع ولن يتم إلا في المشمش!! بل إنهم يحاولون
إغلاق هذا الملف الأسود بكل الطرق!!
ولم يبق
إذن إلا محاكمة دولية لهؤلاء المجرمين الذين يحكمون مصر حاليا، وهذا الأمر
ليس بمستبعد كما يظن البعض، ونتائجه ستكون وخيمة عليهم بإذن الله، فيكفي
مثلا أن يكونوا ممنوعين من السفر إلى دول العالم الحر! ويمكن فرض الحراسة
على أموالهم الموجودة بالخارج.. وتلك عقوبات استخدمها النظام القمعي مرارا
وتكرارا ضد كل من يعارضه وسيأتي يوم قريب تنقلب عليه وتستخدم ضده بإذن
الله.. وقل يا رب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق