السبت، 23 أغسطس 2014

الحرب البيولوجية تتحول إلى "إفلاس أخلاقي" وحرب تجارية

الحرب البيولوجية تتحول إلى "إفلاس أخلاقي" وحرب تجارية





23/08/2014 

الجيش الأمريكي ينتج فيروسات قاتلة ثم يبيع المصل الواقي لفقراء العالم

كشفت تقارير صحفية غربية عن جريمة جديدة لإدارات الحرب البيولوجية في الجيش الأمريكي تتمثل في عدم الاكتفاء بإنتاج فيروسات قاتلة ونشرها في دول إفريقية لتجربتها، ولكن أيضا الاستفادة من بيع المصل الواقي لهذه الفيروسات في تحقيق أرباح تجارية خيالية.
ووصفت صحيفة الاندبندنت شركات الأدوية الغربية التي تفعل هذا والتي ترفض إنتاج مصل واق ما لم يكن مربحا لها بعد رفضها إنتاج مصل واق لفيروس أيبولا، بدعوى أن من قتلوا نتيجة الفيروس عدد قليل لا يتجاوز 1500 إفريقي، بأنها "تعاني من الإفلاس الأخلاقي لا المالي".
و\حيث أرجع البروفيسور جون أشتون، رئيس كلية الصحة العامة في المملكة المتحدة تأخر إنتاج لقاح ضد فيروس الإيبولا إلى "الإفلاس الأخلاقي" لصناعة الأدوية لعدم الاستثمار في المرض لأن المتضررين حتى الآن من إفريقيا فقط - على الرغم من سقوط مئات الضحايا.
وأضاف "أشتون" لصحيفة "الاندبندنت" البريطانية أن : "الغرب يحتاج لعلاج الفيروس القاتل فقط لو كان يترسخ في أغنى أجزاء لندن بدلا من مجرد سيراليون وغينيا وليبريا، وقارن أشتون بين تباطوء الاستجابة الغربية والدولية لصنع فيروس إيبولا، مقابل المسارعة بإنتاج مضادات لمرض الايدز، بمجرد انتشاره في الولايات المتحدة وبريطانيا في ثمانينيات القرن الماضي، مع أنه أودي قبل هذا بحياة الملايين في إفريقيا قبل صنعهم هذا العلاج دون أن يتحرك الغرب".
قتل المرضي أفضل من إنتاج دواء غير مربح
وأنتجت السينما الأمريكية عام 1995 فيلم خيال علمي شهير اسمه Outbreak (أي تفشى أو اجتياح المرض) يتحدث عن تصنيع الجيش الأمريكي، ضمن الحرب البيولوجية، فيروسا خطيرا يصيب الإنسان ويؤدي للوفاة اسمه Motaba، نسبة لظهوره في وادي "موتابا" في دولة إفريقية فقيرة (زائير) وتجربته هناك، وعندما انتشر الفيروس وأصاب ألاف السكان الأفارقة في وادي نهر (موتوبا)، فضل الأمريكان إلقاء قنبلة ضخمة لإبادة القرية بغرض احتواء المرض في 1994، وهو ما يحدث حاليا في دول غرب إفريقيا التي ينتشر فيها فيروس أيبولا وترفض شركات الغرب إنتاج دواء له غير مربح لها، مفضله موت هؤلاء الضحايا.
وعندما يكتشفون انتقال المرض إلى أمريكا، عبر قرد دخل أمريكا مع بحار أسيوي في سفينة شحن، وتصاب به مدينة أمريكية بصورة وبائية، يفكر قادة أمريكا أيضا في تدمير المدينة وقتل كافة سكانها لإخفاء جريمة تصنيعهم الفيروس القاتل لأنهم لم ينجحوا في إنتاج المصل الواقي بعد.
ويقول مراقبون أن فيلم Outbreak يشبه إلى حد كبير، ما يجري حاليا لمواجهة فيروس يعتقد أنه ظهر أيضا في مختبرات الحرب البيولوجية الأمريكية ولم يمكنهم السيطرة عليه، وهو فيروس (إيبولا) الذي أطلق عليه أيضا في الصحافة الغربية عبارة (Ebola outbreak)، وانتشر في غرب إفريقيا ويشبه في بوادره وأعراضه فيروس (موتابا) الوهمي، وتبدو طريقة المعالجة الأمريكية للكارثة هي نفسها التي جرت في فيلم الخيال العلمي، أي ترك الأفارقة يموتون، ولكن السبب الأكبر هنا "مادي" يتعلق برفض شركات الأدوية الغربية إنتاج دواء غير مربح.
ويقولون إن الغرب صم آذانه لأصوات صراخ المرضى الأفارقة المطالبين بإنتاج دواء واق من انتشار فيروس المرض القاتل الذي قتل المئات، لسبب بسيط – كما قالت صحيفة الاندبندانت – هو أن القتلى في إفريقيا لا في الغرب وعددهم لا يزال قليلا نسبيا بالمقارنة مع النفقات التي يمكن أن تدفعها شركات الأدوية الغربية لإنتاج المصل أو اللقاح اللازم كدواء !.
فيروسات للحرب والثراء
وقد تحدثت صحيفة (برافد) الروسية في تقرير نشرته السبت 16 أغسطس الجاري عن الدول التي تصبّ مصالحها في انتشار هذا الفيروس كتهديد عالمي، واتهمت صراحة الولايات المتحدة بأنها قد تكون صممت فيروس (الإيبولا) ليكون سلاحها البيولوجي الجديد.
وكشفت الصحيفة الروسية النقاب عن أن علماء بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) عملوا على تطوير لقاح للإيبولا منذ نحو 30 عامًا، وأن جميع حقوق هذه اللقاحات احتكرتها واشنطن، مشيرة إلى أن طبيبين أمريكيين أصيبا بالفيروس وتم حقنهما باللقاح الذي طورته البنتاجون ونجح اللقاح وبدأ يتعافيان من الفيروس بشكل سريع.
وطرحت الصحيفة عدة تساؤلات أهمها "لماذا تم الكشف عن فيروس الإيبولا الآن فقط للعامة ؟ ولماذا تحتكر واشنطن جميع حقوق استخدام اللقاح المضاد للإيبولا ؟،وتابعت موضحة : "هناك إجابتان فقط للرد على هذه الأسئلة .. (أولا) "إن الإيبولا سلاح بيولوجي مثالي، فهو ينتشر مثل النار في الهشيم ويتسبب بوفاة جميع الحالات المصابة، ولذا فإن الدولة التي تمتلك اللقاح المضاد لهذا الوباء يمكنها إملاء أي شروط على الآخرين.
والإجابة (الثانية) هي "أن يكون نشر الفيروس بمثابة مصلحة تجارية بحتة، بحيث تعمل واشنطن من خلال تسخير منظومة وسائل الإعلام المؤثرة التابعة لها، كما هو الحال مع عدة أوبئة أخرى مثل أنفلونزا الطيور، على ترويع العالم من فيروس الإيبولا المميت، ومن ثم تكون واشنطن هي منفذ بيع اللقاحات المضادة الوحيد في العالم.
وكان الانتشار الحالي لمرض إيبولا (الذي كان يعرف بالحمى النزفية في السابق) قد بدأ في غينيا في فبراير الماضي، ثم انتشر منذ ذلك الحين إلى كل من ليبيريا وسيراليون ونيجيريا، ولكن منظمة الصحة العالمية أكدت أن مخاطر انتقال العدوى بالمرض عن طريق السفر جوا ما زالت قليلة؛ إذ إن المرض لا ينتقل عن طريق التنفس، وينتقل عن طريق التماس المباشر مع إفرازات جسم المصاب.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن تفشي المرض في غرب إفريقيا "يتحرك بشكل أسرع من جهودها للسيطرة عليه"، وحذر المدير العام للمنظمة، الدكتورة مارجريت تشان، من أنه إذا استمر الوضع في التدهور، فإن العواقب ستكون "كارثية" على حياة الإنسان، وأنه يجب ضخ المزيد من المال في البحث عن العلاج.
وكي تحث المدير العام للمنظمة "تشان" الغرب علي إنفاق المال لتطوير أبحاث للبحث عن مصل واق سريعا وعدم الانتظار لنفشيه كما حدث مع الايدز وغيره، قالت : "يجب علينا أن نستجيب لهذه الحالة الطارئة كما لو كانت في كنسينجتون وتشيلسي وستمنستر، ويجب علينا أيضا معالجة فضيحة عدم استعداد صناعة الأدوية الاستثمار في البحوث على العلاجات واللقاحات، وهو ما يرفضون القيام به لأن الأعداد المصابة، في حساباتهم، صغيرة جدا ولا تبرر الاستثمار، وهذا هو الإفلاس الأخلاقي للرأسمالية في غياب الأطر الأخلاقية والاجتماعية"!!.
الاستخبارات في خدمة نشر الفيروسات
ولا ينفي العديد من أطباء علم السموم أو الفيروسات، هذا الخيال الذي تذيعه هوليود في صورة أفلام خيال علمي، ويقولون أن هذه الأفلام لها صلة بالواقع، وأن هناك من يعبث بالفعل في الغرب بهذه الفيروسات البيولوجية بهدف استخدامها كسلاح وقت الحروب أو حتي وقت السلم لتعجيز دولة ما وإلهائها في الدمار الداخلي، أو بغرض الربح.
حيث يؤكد الدكتور عبد الرحمن النجار أستاذ علم الأوبئة بجامعة القاهرة ومدير المركز القومي للسموم بمصر أن هناك بالفعل أمراض فيروسية خطيرة تظهر بشكل مفاجئ، وترافقها حملة إعلامية ترفع من درجة الهلع عبر العالم، قبل أن يتم الإعلان عن اكتشاف مصل أو تلقيح، يتم بيعه لدول العالم الثالث خصوصا بمبالغ طائلة، ويقدم أنفلونزا الطيور وأنفلونزا الخنازير، ثم الكورونا وأخيرا الإيبولا كأدلة.
ويؤكد د. النجار أن الفيروسات القاتلة ليست كلها وليدة الصدفة، بل تقف وراءها أنظمة ودول وشركات أدوية عالمية، قائلا: "أمريكا مسئولة عن تحوير بعض الفيروسات لأهداف سياسية، كما أن بعض الشركات الكبرى مسئوله عن تصنيع بعض الفيروسات الخطيرة، ثم إعادة إطلاق المصل بعد مدة وبيعه بأموال طائلة وارد".
أيضا يؤكد د. جمال الدين إبراهيم أستاذ علم السموم بجامعة كاليفورنيا أن "أنفلونزا الخنازير صناعة غربية لمواجهة الأزمة الاقتصادية، ويشير إلى أن هذا الفيروس قامت بتصميمه مخابرات الدول الغربية ونشرته في العالم مصحوبا بحملة رعب إعلامية لتسويق مخزون راكد من الدواء!!.
ويشرح كيف تقوم الدول الغربية بتخليق هذه الفيروسات في معاملها ثم نشره في العالم ثم صناعة عقارا لمواجهته وبيعه بمليارات الدولارات للدول التي نشرته فيها أو انتشر فيها الفيروس من أجل حل أزمتها الاقتصادية، قائلا : "الغرب يدرك أن سِر الحياة تكمن خلفه قاعدة اقتصادية قوية والنظام الاستخباراتى في هذه البلدان يعمل بقوة من أجل خدمة اقتصاد هذه الدول والحفاظ عليه قويا، وقد سخرت الأجهزة الاستخباراتية في الدول الغربية علماءها وأجهزتها ومعاملها البحثية في دعم هذا الاقتصاد حفاظا عليه من الانهيار كواجب وطني فتم تخليق هذا الفيروس ونشره مصحوبا بحملة تخويف إعلامية واسعة، وفي نفس الوقت صنعوا له الدواء لمواجهته، أي أنهم أوجدوا المشكلة والحل في آن واحد لاستقطاب مزيد من الأموال الخارجية لدعم اقتصاد بلادهم".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق