بعد إقالة اللواء الزملوط ذراع السيسي الأيمن وعدد من اللواءات هذه هي الكارثة التي تمت داخل الجيش المصري الآن ؟
بقلم أمل صلاح
2017-06-14
أمل صلاح
تحذيرات , منشورات , مقالات كتبتها منذ أكثر من 6 أشهر أوضح فيها لماذا يُقيل السيسي قيادات الجيش من شركاء الانقلاب , مقال كتبته في يناير 2017 شرحت فيه الخطة كاملة والتي ينفذها السيسي ولم ينتبه لها أحد إلا مؤخرا
اليكم نص المقال الذي تم كتابته من أكثر من نصف عام أرجو منكم قراءته بهدوء وقبل فوات الأوان
السيسي يطيح بأكثر من نصف قادة الجيش , خاصة قيادات المناصب رفيعة المستوى والسيادية , وكذلك قادة الأجهزة السيادية , يستبدلهم بغيرهم ثم يحيلهم للتقاعد أو يقلدهم " قلادة النيل" على طريقة الرئيس المختطف " محمد مرسي" بأن يعينهم في مناصب شرفية
تم استبدال أكثر من نصف قادة الجيش خلال السنوات الثلاث الماضية ورجال المخابرات العامة وغيرهم , وحاول السيسي من خلال وسائل اعلامه ان يترك انطباعا لدى الشعب المؤيد له أن هذا اجراء طبيعي جدا وان قيادة الجيش تجدد نفسها من وقت لآخر
وانطباعا يتم تسريبه لدى الشعب المعارض للسيسي بأن الانقلاب يأكل بعضه وصراع الأجنحة بلغ ذروته
ثم يطرح السؤال التالي
لماذا يتخلص السيسي من شركاء الانقلاب , الذين ساعدوه وبذلوا كل طاقتهم لإسقاط حكم الرئيس مرسي وقتل المتظاهرين وحرقهم أحياء واعتقال وخطف أي معارض لهم وتعذيب المعتقلين بالسجون ,وتحويل مصر إلى سجن كبير
لماذا يتخلص منهم وهم الذين دعموه واوصلوه الى ما هو عليه الآن؟
هل يفعل ذلك بسبب " عقدة الخيانة" ؟
هل يطيح بهم لأنه مريض نفسيا و " سادي" ولا يرى الا نفسه كما يُقال على الفضائيات ؟
أم انه يخشى أن تتم خيانته من قبلهم كما خان رئيسه من قبل ؟
لماذا يسارع السيسي في التخلص من شركاء الانقلاب رغم أن أيديهم الملوثة بالدماء تجعلهم لا يستطيعون معارضته فهم في مركب واحد اشتركوا في ذبح أبناء هذا الوطن وحرقهم أحياء ؟
والاجابة على هذا السؤال هي وجهة نظر خاصة كونتها من خلال متابعة الاحداث عن قرب في الفترة الماضية وكذلك الرجوع لبعض ما تم نشره بخصوص قادة الجيش الذين تم استبدالهم ومن خلال تصرفات السيسي الأخيرة وتصريحاته أيضا
عند ربط كل ذلك ببعضه تكونت لدي قناعة خاصة ألا وهي
ان قادة الجيش والمجلس العسكري وقادة الفرق الجوية والبحرية الذين تم استبدالهم بغيرهم في الفترة الماضية هو جزء من خطة" صهيو أمريكية" ليس لها دخل أبدا بمقولة " الانقلاب يأكل نفسه "
السيسي قام بتغيير قادة المجلس العسكري السابق وقام بتغير رؤساء الفرق وقادة الأسلحة , تستطيع أن تقول أنه أعاد هيكلة الأجهزة السيادية مرة أخرى
والسبب من وجهة نظري هو أن السيسي يكون فريق يناسب المرحلة القادمة والخطة المرسومة لـــ " مصر " في السنوات القليلة الآتية
فلا يختلف أحد على اللواء عبد المنعم ألتراس الذي أطاح به السيسي ليلا وفجآة أنه شريك من شركاء الانقلاب , ورجل من رجال السيسي الذين دعموه في خطف الدولة المصرية من حاكمها الشرعي
فلماذا يطيح به السيسي فجآة
وكذلك لماذا أقال اللواء " الزملوط" في هدوء وتكتم بالرغم من أن " الزملوط " اعتبره البعض ذراع السيسي اليمنى في الانقلاب
الإجابة : لأن هؤلاء لن يسمحوا بإقامة مخطط السيسي ,ولن يسمحوا ببيع مصر , هؤلاء قتلة محترفين نعم , قتلوا الشعب من أجل الاستيلاء على البقية الباقية منهم ,نعم , لكنهم لن يسمحوا بتقسيم مصر
هم يريدون مصرا كما هي , من أجل أن يحكموها بالحديد والنار , هم طغاة جبارين , مثلهم كمثل فرعون , وكان فرعون على استعداد أن يذبح معظم شعبه كي يتمكن من حكم البقية الباقية منه , ولم يكن ليسمح أن يفتت مُلكه ولا أن يبيعه ليس لكونه شريف ولا لكونه عادل ولا كونه مخلص في حكمه ,كلا , ولكنه الغرور والفخر بأنه يحكم " مصر " حتى ولو كان يذل شعبها ويستعبده
والذين أطاح بهم السيسي مثلهم كفرعون , ولم يكونوا على استعداد للتنازل عنها
ان المخابرات المصرية والصهيونية هي من تُقيل وتستبدل بل وتغتال , ولا يخفى على أحد أن ملفات كل رجال الدولة المصرية لدى أجهزة المخابرات هذه فما بالنا برجال الأجهزة السيادية , تعرف عن كل شخص منهم حركاته وسكانته , وتعرف أيضا إمكاناته وحدود جرأته وخطوطه الحمراء , فلكل واحد منهم خطوط حمراء
لذلك فان أجهزة المخابرات هذه هي من تقرر بناءا على ما لديها من معطيات ومعلومات من يصلح للمهمة التالية والفترة القادمة ومن لا يصلح ولن يقف الأمر عند حد هؤلاء بل ستطول يد الاقالة والاغتيال كل من كان " خطه الأحمر" لا يتناسب مع الخطة القادمة
ولقد استمعت الى حوار للواء عبد المنعم التراس قبل الاطاحه به بفترة طويلة , وتعجبت كيف يحتفظون به للان وهو لا يناسب المرحلة
كان الرجل يتحدث بفخر عن انتصارات أكتوبر وكيف أمكنهم هزيمة إسرائيل والخطة التي قام بها
والرجل بالفعل حصل على عدة أوسمة لانتصاراته في حرب أكتوبر
فهل من الممكن أن يظل هذا الرجل في مكانه
هذا الرجل شريك في الانقلاب , وشريك في الدم , وفي رقبته الكثير , لكن خطه الأحمر " إسرائيل" فلقد حاربها من قبل على انها عدو ,فهل سيقبلها الان كصديق ؟
قد يقبلها ولكن المخابرات الصهيونية والأمريكية لا تعبث ولا تفترض بل تعمل وفق معلومات ومعطيات تؤدي الى نتائج واضحة ولكنها تريد قادة يقبلون تقسيم مصر وتوزيعها , كما رضي قادة الجيش السوري أن تحتل " الجولان" وأن تقيم اسرائيل داخل دولتهم ولا يشعرون أنهم بعد ذلك أقل وطنية ولا خائنين ولا بائعين لعهدهم وأرضهم ,هذا هو الجيش وهذه هي الدولة التي تسعى اسرئيل لانشائها داخل مصر عن طريق سياسة الاحلال والتبديل
السيسي يطلب المهلة تلو المهلة حتى يسلم مصر الى ىاسرائيل , جزيرتي تيران وصنافير أصبحا بتسلمهما للسعودية تحت السيادة الاسرائيلية ولا يخفى على أحد أن مشروع سد النهضة يعني ان اسرائيل ستكون متحكمة بكمية المياة التي تصل الى مصر , ناهيك عن تواجدها في سيناء , كل ذلك وأكثر تمهيدا لخضوع مصر تحت السيادة الاسرائيلية ,والتي تستلزم رجال بمواصفات خاصة , كل مهمة السيسي الآن انتقاء هؤلاء الرجال , فحتى اذا ما تم المقصود كان كل من يسيطر على مفاصل الدولة المصرية يعمل برضا تام تحت السيادة الصهيونية
وعلي الجميع أن يدرك أن المقال ليس بصدد الدفاع عن هؤلاء فهم قتلة سيُحاسبون وان طال الأجل ولكن لشرح الحالة التي تمر بها مصر الآن
وهؤلاء وأمثالهم من مكن للسيسي وأعطاه الحق في التصرف في مؤسسات الدولة ورجالها كيف يشاء , لا نُبرأهم من جُرم اقترفوه ,ولكن نحذر من سياسة الاستدراج التي يعمل بها السيسي الآن , فهو يُلهي الشارع بالأسعار والدولار وبتحليلات بعيدة كل البعد عن حقيقة الوضع
ان مصر الآن عبارة عن مسرح كبير يتم تجهيزه من قبل الصهاينة والولايات المتحدة الأمريكية للعرض الكبير , يتم تحضير النجوم والكومبارس واعداد السيناريو والمشاهد , أما المسرحية فعند افتتاحها ستكون مؤلمة مفجعة حد " الموت "
انتهى المقال المنشور بتاريخ 11_1 _2017 أي قبل تطور الأحداث الأخيرة وقرائتها بشكل مختلف الآن , ولذلك سأكرر ما لم يتم تحرك سريع لانقاذ مصر من براثن الجيش فإن المنطقة العربية بالكامل ستتحول إلى ساحة حرب جديدة تمهيدا لتقسيمها مرة أخرى وسنتحول جميعا إلى لاجئين , إلا أن الغرب لن يقبلنا على أرضه .
أمل صلاح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق