الأربعاء، 11 يونيو 2014

بين معاوية بن أبي سفيان و الزبير بن العوام - رضي الله عنهما -

بين معاوية بن أبي سفيان و الزبير بن العوام
- رضي الله عنهما -

كان لعبد الله بن الزبير- رضي الله عنه- مزرعة في المدينة مجاورة لمزرعة يملكها معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما - خليفة المسلمين في دمشق..

وفي ذات يوم دخل عمال مزرعة معاوية إلى مزرعة ابن الزبير، وقد تكرر منهم ذلك في أيام سابقة؛ فغضب ابن الزبير وكتب لمعاوية في دمشق وقد كان بينهما عداوة قائلاً في كتابه:
  " من عبدالله ابن الزبير إلى معاوية
( ابن هند آكلة الأكباد ) أما بعد..

فإن عمالك دخلوا إلى مزرعتي،
فمرهم بالخروج منها،
أو فوالذي لا إله إلا هو
ليكونن لي معك شأن!
"


فوصلت الرسالة لمعاوية،
وكان من أحلم الناس، فقرأها..
ثم قال لابنه يزيد: "ما رأيك في ابن الزبير أرسل لي يهددني ؟ "
فقال له ابنه يزيد: " أرسل له جيشاً أوله عنده وآخره عندك يأتيك برأسه.."
فقال معاوية: "بل خيرٌ من ذلك زكاةً وأقربَ رُحماً ".


فكتب رسالة إلى عبدالله بن الزبير يقول فيها:
 

" من معاوية بن أبي سفيان إلى عبدالله بن الزبير ( ابن أسماء ذات النطاقين ) أما بعد..
فوالله لو كانت الدنيا بيني وبينك لسلّمتها إليك
ولو كانت مزرعتي من المدينة إلى دمشق لدفعتها إليك، فإذا وصلك كتابي هذا فخذ مزرعتي إلى مزرعتك وعمّالي إلى عمّالك؛
فإن جنّة الله عرضها السموات والأرض! "


فلمّا قرأ ابن الزبير الرسالة بكى حتى بلّ لحيته بالدموع، وسافر إلى معاوية في دمشق وقبّل رأسه،
وقال له: " لا أعدمك الله حُلماً أحلّك في قريش هذا المحل ".


دائماً تستطيع إمتلاك القلوب بحسن تعاملك وحبك للغير..
فمهما أساء إليك البعض لا تظن أنك ضعيف وطيبتك من جعلت الآخرين يستغلوك..
تظل طيبتك من تجملك أمام الجميع..
ويكفي أنك تعطي ولا تنتظر من أحد أن يرد لك الجميل..
دوماً ليرتاح قلبك بجميل عطاءك وطيبتك

وتذكر دوما بأن :
• من ابتغى صديقاً بلا عيب، عاش وحيداً
• من ابتغى زوجةً بلا نقص، عاش أعزب
• من ابتغى قريباً كاملاً، عاش قاطعاً لرحمه!

فلنتحمل وخزات الآخرين حتى نعيد التوازن إلى حياتنا
إذا أردت أن تعيش سعيدا:
فلا تفسر كل شيء
ولا تدقق بكل شيء
ولا تحلل كل شيء
فإن الذين حللوا الألماس وجدوه ((فحمــا))...

لا تحرص على إكتشاف الآخرين أكثر من اللازم ، الأفضل أن تكتفي بالخير الذي يظهرونه في وجهكك دائماً ، و اترك الخفايا لرب العباد..
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " المؤمن الذي يخالط الناس و يصبر على أذاهم، خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس و لا يصبر على أذاهم " .
و قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (لو اطّلَعَ الناس على ما في قلوب بعضهم البعض لما تصافحوا إلا بالسيوف)
============================
إضافة وتعليق:
لقد أبي الله سبحانه وتعالي أن يدخل عباده جنته وفي قلويهم مثقال ذرة من كراهية أو بغضاء لبعضهم البعض فإنه بفضله سينزع عن قلوبهم كل آثار الشحناء والبغضاء فيما بينهم قبل أن يدخلهم جنته ويطأون بأقدامهم تربتها المطهرة من كل رجس أو ودنس جعلنا الله من أهلها وذلك مصداقا لقوله تعالي : (ونزعنا مافي قلوبهم من غل إخوانا علي سرر متقابلين) الحجر 47

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق