الخميس، 12 يونيو 2014

وليمة إبليس التي في التحرير! بقلم: شعبان عبد الرحمن

 وليمة إبليس التي في التحرير!
بقلم: شعبان عبد الرحمن

 - اغتصاب السلطة ثم الحقيقة هو الطريق الطبيعي لاغتصاب الشرف.
- السلطة التي تعجز عن تأمين ميدان بحجم "التحرير".. هل تستطيع تأمين بلد بحجم مصر؟!.
- دعاة الانحلال يجدونها فرصة للدعوة لتقنين الدعارة!
- التحرش والاعتداءات الوحشية على النساء عرفها ميدان التحرير مع مليونيات جبهة الخراب "الانقاذ". و لم تعرفها رابعة أو النهضة .
*****
كانت خاتمة الاحتفال الأسطوري بتنصيب الانقلاب العسكري حكم مصر تلك الاحتفالية «البهيمية» التي هزت ميدان التحرير.. فقد ذهبوا للاحتفال برئيسهم الجديد، و دخلوا من الأبواب الحديدية المحكمة الحراسة، حيث يتم التأكد عبر قوات الأمن بشتى أنواعها من شخصية الداخل إلى الميدان، اكتمل عدد المحتفلين ليملأ زاوية في الميدان، فإذا بالميدان يتحول إلى وليمة جنسية نتنة.. رجال وشباب تحولوا فجأة إلى ذئاب ضوارٍ يفترسون كل من حولهم من فتيات أو نساء، هكذا تحولت خاتمة الاحتفال بسلطة مغتصبة إلى تحرش جماعي ثم اغتصاب من طالتها حوافر الذئاب وسط سمع وبصر قوات الجيش والشرطة وبقية «برتيتة» الأمن بزي مدني أو عسكري الذين ملؤوا الميدان والشوارع الجانبية، حتى لا يتسرب معارض لداخل الميدان وإفساد وليمة إبليس! من المسئول إذا عن تأمين الميدان ووقف الجريمة وضبط المتحرشين؟!
لقد بدت السلطة عاجزة مشلولة أمام طوفان المهووسين.. فهل السلطة التي عجزت عن ضبط ميدان بحجم ميدان التحرير قادرة على ضبط بلد كبير مثل مصر.. أم أن الاغتصاب هو سمة العصر الجديد.. فالناس على دين ملوكهم، كما يقول المثل!
الأغرب من حفلة الاغتصاب الدنيئة في الميدان هو حفلة اغتصاب الحقيقة والمصداقية التي حفل بها إعلام العار للتغطية على الجريمة ومداراة وجه الحكم الجديد الذي لقي أول صفعة، فقد أرجعت مها بهنسي، مذيعة قناة "التحرير" ما جرى إلى أن "الشعب كان مبسوط وبيهيص"، وتلك قاعدة جديدة ترسيها "سيدة" - المفترض أن وظيفتها توجيه الرأي العام إلى الأصلح - تبيح فيها الاغتصاب لأي "مبسوط.. عايز يهيص"، فماذا لو كانت هي أو أختها أو أمها مادة "الانبساط" المزعوم.. هل كانت ستقدم على ذلك القول.. أم أن لحوم الأخريات رخيصة؟!
وليت الأمر توقف عند مذيعة التحرير "الانبساط والتهييص"، لكن هناك من ألقى بمسؤولية ما جرى على الإخوان صراحة، مثلما فعلت أمينة الاتحاد النوعي للنساء قائلة: "إن طريقة التحرش إخوانية ممنهجة لإفساد فرحة المصريين بتنصيب السيسي"! وكأن السيدة خبيرة تحرش وتعرف أنواعه وطرقه وإلى من ينتسب!! ولأول مرة نسمع من سيدة عن طريقة تحرش إخوانية.. هل هناك هذيان أكثر من ذلك؟ وهل هناك اغتيال للحقيقة أحقر من ذلك؟!
وقد وجد دعاة الدعارة وهدم قيم المجتمع المصري فرصة متاحة في سوق الكلمة الرخيصة المنصوب يوم الاحتفال الكبير، فقد دعا المخرج السينمائي عمرو سلامة إلى الحرية الجنسية والسماح لمن يرغب بممارسة الرذيلة بعملها تحت أطر قانونية قائلاً: "ماذا لو لم يوجد حل حقيقي إلا الحرية الجنسية"!!!
وقد سايره بصورة أكثر فجاجة الكاتب كمال غبريال مقدماً مشروعاً جاهزاً في "دماغه العفنة" قائلاً: "تقنين البغاء تحت رقابة الشرطة ووزارة الصحة، سيؤدي إلى اختفاء ظاهرة التحرش في الشوارع ووسائل المواصلات، كما يؤدي لاختفاء ظاهرة خطف الإناث واغتصابهن وقتلهن أحياناً، سيؤدي أيضاً لاختفاء مراكز الدعارة بين الأبنية التي تقيم فيها العائلات المحترمة، هذا هو الحل العلمي الصحيح لما تعانيه مصر الآن".
وبين هذا وذاك تأتي فاطمة ناعوت لتحمّل الدين الإسلامي كل الذنب فيما يحدث، فقالت في تدوينة عبر "تويتر": "لن يختفي التحرش إلا بضبط الخطاب الديني الذي يكرس الكلام حول سبايا الغزوات وملكات اليمين ونهود وسيقان الحور العين اللواتي ينتظرن المتطرفين".. لم نسمع عن أي خطاب دين تحدث بهذا الكذب.. ولتسأل ناعوت صديقها مظهر شاهين وشيخها ياسر برهامي!
وهكذا حوَّل إعلام العار قضية اجتماعية خطيرة مثل التحرش والاغتصاب العلني إلى مهاترات وأكاذيب واغتيال للحقيقة؛ سعياً لتجميل وجه السلطة الجديدة، وإبعاد أية لائمة عليها، لم نسمع واحداً من هؤلاء حمَّل السلطات مسؤولية ما جرى!
مليونيات "جبهة الإنقاذ"
وقد عرف ميدان التحرير التحرش مع مليونيات الجبهة التي عرفت إعلاميا بـ"جبهة الإنقاذ" التي ثبت اليوم أنها الذراع السياسية للانقلاب العسكري، فقد امتدت تلك الظاهرة من شوارع القاهرة العتيقة، حيث تفشت في أواخر عهد "مبارك"، ولم يدن واحد من جبهة الخراب (الإنقاذ) ما جرى يومها من اعتداءات أكثر وحشية في ميدان التحرير.
وبينما انتفض عرق الشرف والشهامة لدى د. محمد البرادعي ووجه صاروخاً عبر الإنترنت - مكانه المفضل بعد النمسا - للشعب المصري يصفه فيه بأنه شعب همجي تعليقاً على ما جرى من تحرش في أحد شوارع القاهرة.
وهو موقف يدل على أن الرجل يرفض التحرش، فما بالك بالاغتصاب؟! ولئن سرى ذلك على البرادعي فإنه أوجب عند حمدين صباحي، الذي أكد أن مبادئ حركته تنبع من قيم ديننا الحنيف.. هكذا قالها بحماس شديد في مؤتمر جبهته الصحفي الذي عقدته الإثنين 28/1/2013م، وكان بجواره البرادعي، وعمرو موسى، والسيد البدوي.. لكن المفزع في الأمر أن البرادعي، وصباحي وبقية القادة تجاهلوا حفلة التحرش والاغتصاب الوحشية التي طالت ثلاثة وعشرين فتاة مصرية على أرض ميدان التحرير وخلال احتفال الجبهة بالذكرى الثانية لثورة يناير.
الخبر جاء من المجلس القومي للمرأة وعلى لسان الأستاذة شيرين نجيب، المحامية بالمجلس القومي للمرأة والتي قالت: إن تظاهرات ميدان التحرير شهدتها البلاد خلال فعاليات الذكرى الثانية للثورة، أسفرت عن 18 حالة اغتصاب لفتيات خرجن عشية أحداث إحياء الذكرى الثانية لثورة 25 يناير، حسب ما أكدته سجلات مستشفى السلام الدولي.
وقالت المحامية، في تصريحات لـ"بوابة الأهرام": إنها زارت الفتاة التي تبلغ من العمر 19 عاماً وهي تحت الرعاية الطبية بمستشفى السلام الدولي.. حيث فوجئت بحالتها الصحية السيئة جراء إعياء شديد إثر ما تعرضت له من انتهاكات جسدية واغتصاب جماعي وحشي، فقد تبين خلال الاطلاع على حالتها أنها تعرضت لتقطيع في جسدها بآلة حادة في أماكن متفرقة من جسدها النحيل.. وإن من قام بنقل الفتاة إلى المستشفى سيدة وجدت مصادفة في مكان الحادث، وتبرعت للمستشفى بمبلغ خمسة آلاف جنيه.
فيما ذكر موقع «إيلاف» الإلكتروني أنه تم توثيق 23 حالة اعتداء على فتيات من هذا النوع ونقل الموقع عن د. ماجدة عدلي، مدير مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف، أن الاعتداءات من هذا النوع تمت بطريقة ممنهجة.
يومها لم يسمع البرادعي الذي كان يتقطع حزناً لأن الدستور المصري لم يسمح بإقامة معبد بوذي في مصر بتلك الحوادث المروعة.. وبالطبع لم يسمع بها حمدين صباحي، وعمرو موسى، والسيد البدوي!
المعروف أن قادة "الإنقاذ" كانوا هم الداعين لتلك المظاهرات في ميدان التحرير، والمفترض أنهم مسؤولون سياسياً عما يقع من عدوان من أي من أولئك المتظاهرين ضد آخرين يشاركونهم.. هم المسؤولون سياسياً كزعماء عن تأمين مداخل ومخارج الميدان وتحصينه، فعل الإسلاميون ذلك بنجاح في مليونياتهم، إذ لم نسمع بحالة تحرش واحدة في أية مليونية نظموها.
القيادات النسائية والفنية
وسؤالي للقيادات النسائية البارزة من السياسيات والفنانات اللاتي شاركن في تظاهرات جبهة الخراب ضد الرئيس "مرسي" ولم يغبن عن مظاهرات تأييد الانقلاب: ألم يصلكن خبر ما جرى في التحرير؟!
ألم تغلِ الدماء في عروقكن غضباً لبنات جنسكن وانتصاراً لحقوق المرأة؟! نعم، لقد أرجعت د. كريمة الحفناوي نجم كل مظاهرات "جبهة الإنقاذ" تقريباً والتي اختفت عن الساحة بعد الانقلاب، أرجعت خلال حديثها لـ«برنامج 90 دقيقة» ما جرى من اعتداءات وحشية في التحرير خلال مظاهرات جبهة الخراب بأن سببها الكبت! ولا عزاء للسيدات بعد ذلك!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق