الشعـب المصـري يقـود ثـــورته
بقلم: محمود عيد حسان
انتهت
المهزلة الانتخابية والمسرحية الهزلية والتي أثبتت للعالم كله بأن إرادة
الشعوب لا تقودها البنادق الآلية وأنهار الدماء والأشلاء، وأن العسكر
بإعلامهم وأسلحتهم وبكل أموالهم وكروشهم وضمائرهم الميتة لم ولن يستطيعوا
بأن يستنسخوا "إرادة لمصر وللمصريين" وذلك مهما بلغت دقة كاميرات المخرجين،
وبراعة تعليقات السياسيين الدوليين، والنخب المأجورة.
نعم..
انتهى الدرس للأغبياء من رعاع العسكرتارية المصرية، وممن يطوف حولهم من
"الأذرع" (كما يسميهم العسكر)، وهي النخب المستنسخة من وحي "خيال البيادة"
والإعلام المنبطح والحملات الفاشلة، ليحفر التاريخ أمام شاشات المصريين صور
اللجان الخاوية والصناديق المسعورة بنسب 99.99 من جديد، وهي النسب التي
شهدت على الرابح الفعلي على مدار الأعوام الأخيرة من الصراع مع العسكرتارية
المصرية الفاشلة والبليدة.
نعم..
فالرابـــح الأول هم "الشهداء" والذين سطروا ملحمة الصمود والشموخ
الإنساني الفريد وقد أعادوا لحضارة وشعب مصر تاريخ النضال وروح جهاده وقوته
وعنفوانه وإصراره في ملاحم حطين وعين جالوت، وسط حالة من العزف الأسطوري
منقطع النظير من حالات الصمود السلمي والعنفوان نحو التغيير، ولكتابة تاريخ
جديد لشعب عنيد، أقسم بأن يواصل ملاحم الجهاد والتحرر من الاستعباد
والاستبداد والخروج عن السيطرة الأمريكية والصهيونية وكروش مرتزقة العسكرية
المصرية.
والرابــح
الثاني في الملحمة المصرية هم "المعتقلون" في "سجون العسكر" والذين قاوموا
الظلم والبطش وحرموا أنفسهم من نعم الحرية والأمن ليحفروا للمصريين قنالاً
جديدة أشد وطأة وأهمية من "قنال السويس"، وسط حالة مصرية مليئة بمجموعات
الديليسبس ورموز الوصاية الخارجية على المشهد السياسي والقرار المصري.
ورغم ما يعانيه المعتقلون من زنازين لا تصلح لإعاشة حيوان بري مع فقدان لأية "حقوق للإنسان" أو "نظام للرعاية الصحية".
إلا
أن الزنازين المصرية تشهد حالة "أسطورية من النضال الثوري" الذي أثبت
للعالم أجمع بأن "ملحمة الصمود المصرية" تقودها "الزنازين" بعد أن سطرتها
دماء الشهداء الذكية والطاهرة والتي روت أرض المصريين فأعادت إليها رواءها
ونظامها ونظافتها بعد عقود مريرة من الرجس العسكري والتضليل الفكري
والتجهيل والتهميش المتعمد.
الرابــح
الأخير هو الشعب المصري بكل أطيافه ومكونه العقائدي والفكري، والذي رفض
الظلم وقاوم البغي وحارب الطغيان ونهش الباطل. بل وملأت حشوده أيام العسكر
بمشاعر الرعب والذعر والسواد. فهم مرتعدون.. نعم العسكر مرتعدون..
فالعسكرتارية المصرية "لا فحولة لها الآن" بعد أن فقدت غطاء شعبها، فجيوش
المرتزقة مهما كان تعدادها ومهما أصبحت متخمة "بالفساد والتخوين والجراح
والألم" فلا تزال الكتائب المدججة بالسلاح تتلفت "يمنة ويسرة" من حشود شعب
جاوز الشوارع والميادين بدمائه وأشلائه وجماجمه، بل وأصبحت نظراته الحزينة
وجراحه المضنية لعنة تلاحق كل من شارك في القتل وسفك الدماء من هؤلاء.
فلم
نكن يوماً لنسمن هذه "العجول" لتنهش في لحم أبنائنا، بل وتستأسد علينا
بسلاحنا ومكتسباتنا وثرواتنا، ولتقوم بتوزيع المال الحرام المكتسب على
القضاء الفاسد والعسكر التالف والإعلام البغيض والمؤسسات الدينية القابعة
تحت قيادات قميئة.
تحية للرابح الحقيقي.. "الشعـب المصـري يقـود ثـــورته".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق