قيادى سلفى : اعتبار الانقلاب فتنة "دجل مسلفن"!
11/06/2014 :
فند الدكتور عطية عدلان، رئيس حزب الإصلاح السلفى وعضو الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، إدعاءات بعض المنتسبين للتيار السلفي باعتبار الانقلاب الدموي على الشرعية المنتخبة فتنة يجب اجتنابها، ممسميا هذه الادعاءات "الدجل المسلفن" الذي يصيرهم أبواقاً للظلمة وأدوات في أيديهم الملطخة بدماء الأبرياء.
وأوضح د. عدلان، في مقال نشره على موقع" إسلاميون"، أن بعض هؤلاء الدعاة يمارسون التزوير بطريقة ناعمة وخفية في خطابهم الدعوي والسياسي والسلفي؛ حيث يسوقون النصوص الصحيحة في غير ما وردت فيه، وحملها على معان بعيدة عنها كل البُعد، وتحميلها ما لا تحتمل من الدلالات والمعاني والأحكام.
وأكد أن أكثر علماء الأمة أجمعوا على أن الثوار لا يأثمون على مقاومتهم لظلم وطغيان الانقلاب، بل يوجبون على الأمة نصرتهم والقيام معهم على الظالم.
وقال د. عدلان:" إن هذا الحكم في حالة وهو توصيف للواقع مبني على فرض أنّ ما يجري اقتتال بين طرفين، وليس مجرد عدوان من (ميلشيات) مسلحة تمارس القتل والسحل ضد شعب أعزل يعتصم بالسلمية ويتمسك بالكف عن عدو ظالم متجبر، ومبنيّ كذلك على فرض أنّ القضية التي فجرت الصراع ملتبسة، لا يتضح فيها المحق من المبطل، وليست قضية انقلاب على إرادة شعب، انقلاب نسف كل مكتسبات ثورة هذا الشعب، وأنهى كل آمال الإسلاميين في تطبيق شريعة الله تعالى".
وشدد على أن من وصفوا الانقلاب بأنه فتنة، ورطوا أنفسهم بتوصيف الأمر بما ينافي الواقع، وذلك في جملة من التناقضات، الفقهية ووضعوا أعناقهم تحت طائلة لوازم قاصفة للعنق قاصمة للظهر.
وأضاف:"إن التصور الصحيح لما يجري الآن هو الممهد لاستدعاء الحكم المطابق للواقع، والتصور الصحيح لهذه النازلة هو أنها فتنة، أجل: فتنة، ولكن ليس بالمعنى الذي ذهب إليه الذاهبون إلى الاعتزال، وإنما بالمعنى الآخر الذي ورد في سياق التصحيح على لسان ابن عمر رضي الله عنه - وهو أحد الصحابة الذين اعتولوا قتال الفتنة - حين سأله رجل: كيف ترى في قتال الفتنة ؟ قال: " وهل تدري ما الفتنة ؟ كان محمد صلى الله عليه وسلم يقاتل المشركين، وكان الدخول عليهم فتنة، وليس كقتالكم على الملك " ( ) أي أنّ الفتنة الحقيقية التي يخشى عليكم من نسيان خطرها بسبب انشغالكم بغيرها هي فتنة أعداء الأمة للمسلمين".
وأشار د. عدلان إلى أن هذه الفتنة هي في دين الناس وشريعهم وحرياتهم وحقوقهم التي ضمن الشرع احترامها، حيث تمارسها الدول الاستعمارية من خلال عملائها في الوطن، فتتولى إسرائيل إدارتها وتتعهد أمريكا برعايتها، ويحتضنها الاتحاد الأوربي، وتخطط لها أنظمة الاستخبارات الأكثر إجراماً في العالم، مضيفًا أن هذه الفتنة تمارس القتل والتعذيب وانتهاك الإعراض والقمع والسجن والكبت وتكميم الأفواه.
وختم حديثه قائلا: "ومن هنا فالذي حدث هو الفتنة في أصلها وجوهرها؛ هو الفتنة التي أمر الله تعالى بمواجهتها، قال تعالى: " ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً " ومثل هذه الفتنة يجب على المسلمين مواجهتها، ويحرم عليهم التولي عن مناصرة الدافعين لها، ويأثم كل من أعان أهل الفتنة أو وقف في صفهم، وآليات المدافعة تختلف من زمان لآخر ومن مرحلة لأخرى، والثورة تدرك تماماً بفطرتها وبخبرتها ما هي الآليات المناسبة ومتى تحتاج إلى تطويرها بما يتناسب مع المرحلة، حسب ميزان المصالح والمفاسدو، ووفق (ترمومتر) المآلات".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق