رصد اليوم الثالث لمسرحية الانتخابات الهزلية
* الإقبال محدود لا يختلف عن اليومين الماضيين واللجان خاوية
* رغم عزوف الناخبين حكومة الانقلاب تعلن أن حجم الإقبال جيد جدا!
* إجبار الموظفين على المشاركة في الانتخابات والتهديد بخصم الحوافز
* تهديد وإجبار العمال من رجال الأعمال
* استخدام مكبرات المساجد في دعوة المواطنين للمشاركة
* انتخابات بلا رقابة.. استمرار منع دخول الصحفيين
رغم
القرار الذي أصدرته اللجنة العليا للانتخابات بمد التصويت ليوم ثالث في
مسرحية الانتخابات الهزلية تحت ذريعة موجة الحر، إلا أن الركود الانتخابي
كان مستمرا ولم يختلف عن اليومين السابقين، حيث كان الإقبال على اللجان في
المحافظات شبه منعدم وبدت اللجان خاوية من الناخبين.
ربما
يعكس ضعف الإقبال في اليوم الثالث للانتخابات عدم جدوى (الإجازة الرسمية
ومد فترة الانتخابات ليوم وتهديدات الغرامة 500 جنيه لمن يتخلف عن المشاركة
في الانتخابات والإحالة إلى النيابة العامة) في السيطرة على دفع الناس
للنزول والمشاركة في الانتخابات.
ولعل
مأزق العزوف عن المشاركة في العملية الانتخابية دفع رجال الأعمال المحسوبين
على نظام مبارك إلى استخدام سلاح "لقمة العيش" في الضغط على العاملين
بشركاتهم وإجبارهم للنزول والإدلاء بأصواتهم، حيث أصدر محمد أبو السعود
-مدير عمليات الموارد البشرية بمجموعة شركات "يونيفرسال" للأجهزة
الكهربائية ببرج العرب- بيانا أعلن فيه التفتيش على عمال الشركة عن طريق
الحبر الفسفوري لبيان مشاركتهم بالانتخابات من عدمه ومعاقبة من لم يذهب
للانتخابات الرئاسية أمس الثلاثاء بخصم فترة الانصراف المبكر.
تهديد العمال
فيما
قامت إدارة مصنع "فاروق" للطوب بقرية النجار التابعة لمركز يوسف الصديق
بالفيوم صباح ثالث أيام الانتخابات بطرد "10" من عمال المصنع إثر عدم
مشاركتهم في العملية الانتخابية ومقاطعتهم لها، وتوعدت إدارة المصنع العمال
بالطرد من العمل في حال ثبوت عدم مشاركتهم في الانتخابات.
لم
يكن الفصل والتهديد الوسيلة الوحيدة التي استخدمت لإجبار العاملين
للمشاركة في الانتخابات؛ حيث قررت عدد من الشركات البترولية والصناعية
بمدينة السويس إخراج العمال مبكرا من الشركات في ثالث أيام الانتخابات
للمشاركة في الانتخابات، حيث قامت بنقل العاملين إلى المقرات الانتخابية
بأتوبيسات خاصة وذلك وفقا لتصريحات محمد هاشم سعد، أحد مراقبي الانتخابات
الرئاسية بالسويس.
وفي
الإسماعيلية أصدر المحافظ أحمد بهاء الدين القصاص قرارا فوريا بدفع عدد 11
سيارة ميكروباص دعما لتسهيل حركة نقل المواطنين من وإلي اللجان والمقرات
الانتخابية بجميع القرى والتوابع بمراكز ومدن المحافظة بالمجان،وبذلك يصل
إجمالي عدد السيارات الحكومية الموزعة على مراكز المحافظة إلى 380 سيارة.
كما
توقفت عدة "ميني باصات" أمام ديوان عام محافظة بورسعيد، ظهر الأربعاء، وذلك
استعدادا لحشد الموظفين، ونقلهم إلى مقارهم الانتخابية للتصويت والمشاركة
في انتخابات العسكر وذلك بعد إجبار موظفي المديريات بمنطقة "المنزلة
والمطرية" من قبل إداريي هذه الإدارات، مهددين الموظفين بالفصل عن العمل
وتقديم كل من يمتنع عن التصويت للتحقيق .
وهناك
أيضا وسائل مختلفة تم اتباعها في مختلف المحافظات وهي استخدام مكبرات
المساجد ودعوة المواطنين إلى المشاركة في التصويت لصالح السيسى، حيث كشفت
العديد من الفيديوهات التي نشرها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي هذا
الاستغلال الفاضح للمساجد في الترويج للانتخابات حيث قام العديد من الأشخاص
في محافظة المنوفية بالدعوة لانتخاب السيسي إنقاذا للبلد .
المثير
للدهشة أنه بالرغم من العزوف عن الانتخابات وارتفاع نسبة المقاطعة على مدار
الثلاثة أيام خرج علينا رئيس وزراء حكومة الانقلاب بتصريحات أن نسبة
المشاركة في الانتخابات وإقبال الناخبين جيد جدا، وانتشرت تصريحات لمصادر
قضائية في منتصف اليوم الثالث تقول إن عدد المصوتين بلغ حتى الآن 25
مليونًا و86 ألف ناحب بنسبة تصويت 46.5%، ومن المتوقع زيادة هذا الرقم
بكثافة قبل إغلاق باب التصويت على حد قولها بما يخالف الوقائع التي تقطع
بتدني نسب الإقبال والمشاركة.
"الحرية والعدالة " في تقريرها تفند هذه التصريحات وترصد حجم الإقبال الحقيقي على مدار اليوم الثالث للانتخابات.
عزوف الناخبين
لم
يختلف اليوم الثالث للانتخابات عن اليومين الماضيين حيث بدت اللجان خاوية
من الناخبين كان الإقبال شبه منعدم على معظم اللجان في كافة المحافظات
وتصدر المشهد كبار السن.
ففي
الإسماعيلية شهدت الساعات الأولى من عملية التصويت إقبالا منعدما في اليوم
الثالث للانتخابات، وواصل موظفو المحليات وأعضاء حزب النور نداءاتهم
للمواطنين عبر مكبرات الصوت للمشاركة في العملية الانتخابية، كما هدد موظفو
مجلسي مدينة فايد والقصاصين المواطنين بغرامة 500 جنيه حال عدم خروجهم
للتصويت.
أما
محافظة بني سويف كان الإقبال ضعيفا على اللجان حيث جابت السيارات
و"التكاتك" الشوارع والميادين وعددا من المناطق الشعبية للدعوة للتصويت وحث
الناخبين على التصويت، كما تم تشغيل الأغاني "بشرة خير".
وفي
الإسكندرية أغلقت لجنة مدرسة محسن القديمة بشرق الإسكندرية أبوابها بعد
عزوف الناخبين عن الإدلاء بأصواتهم، وشهدت دائرة ميامي إقبالا ضعيفا بمدرسة
على المصري لجنتي 2،3، ومدرسة صلاح الدين لجان رقم 97، 98، 99.
وفي
حلوان شهدت كافة اللجان خلوا تاما من الناخبين ومقاطعة واسعة من قبل
الأهالي، فيما خلت لجان مناطق التبين وكفر العلو ومايو والمعصرة وحدائق
حلوان وحلوان وعزبة الوالدة وعرب غنيم والمساكن الاقتصادية من جميع
الناخبين، وساد الهدوء والسكون التام أمام تلك اللجان.
شهدت
لجان مدارس المطرية وعين شمس توافدا محدودا وسط مقاطعة من جانب الأهالي،
وفي لجان منطقة الجمالية لم يختلف المشهد الانتخابي حيث عمّ الهدوء أمام
اللجان، واختفت طوابير الناخبين وشهدت اللجان الفرعية بمنطقة الجمالية، في
مدارس الفريير وأمير الجيوش وباب الشعرية، إقبالًا ضعيفًا للناخبين حتى
الساعات المتوسطة من النهار خلال ثاني أيام الانتخابات.
فيما
خلت معظم لجان مدينة السادس من أكتوبر من الناخبين، أما في بولاق الدكرور
شهدت لجنتي مدرستي حمزة بن عبد المطلب ونجيب محفوظ إقبالا ضعيفا، فيما شهدت
لجان محافظة البحيرة إقبالا محدودا على عملية التصويت، وكذا الحال بالنسبة
لمحافظة الوادي الجديد.
أما
محافظة القاهرة فقد شهد مجمع المدارس بإمبابة تواجد عدد محدود من الناخبين
بلجان مدارس الحداد الثانوية بنات والمنيرة المشتركة وأحمد زويل والنيل وطه
حسين والشروق، وتكرار ذات الأمر بحي حدائق القبة مدرسة طه حسين لجنة رقم
5، 6، ومدرسة النقراشي التجريبي لجان. 3,4,7,8
وفي
محافظة الدقهلية شهدت لجان المنصورة إقبالا ضعيفا، فيما لجان ساحل سليم
البداري بالنخيلة كان الإقبال محدود،أما محافظة جنوب سيناء فقد شهدت لجنة 4
بطور سيناء المدرسة الثانوية الفندقية إقبالا ضعيفا.
وفي
محافظة السويس شهدت لجان مدارس الخليفة المأمون والشيماء بحي الأربعين
والصفا بحي عتاقة والمستقبل وصلاح حافظ بحي فيصل إقبالا محدودا، فيما شهدت
محافظة لشرقية إقبالا محدودا في 6 لجان انتخابية بمركز كفر صقر.
وكان
الإقبال شبه منعدما في مدرسة السنية الإعدادية بالسيدة زينب وكذا مدرسة
الخديوي إسماعيل، ولم يختلف الوضع بالنسبة لمدارس مصر القديمة حيث كان هناك
توافد محدود للناخبين، فيما كان الإقبال ضعيفا في لجان مدرسة قباء
الإعدادية المشتركة بجسر السويس وبعض اللجان في شبرا.
أما
الجيزة الإقبال كان أقل من المتوسط في لجان مدارس محمد محمود عبد العزيز
بالطالبية والسادات الابتدائية وحافظ إبراهيم والشهيد هشام شتا والفريق
عزيز المصري بالهرم ومجمع المدارس بالعمرانية ولجان كفر طهرمس.
في
السويس كان الإقبال ضعيفا بمجمع مدارس السادات الذي يضم مدرسة السادات
الإعدادية والشيماء ومدرسة الخليفة المأمون الإعدادية، فيما تواجدت بعض
اللجان في قري كفر الشيخ لم يدخلها أي ناخب منذ الصباح ولجان في مدينة كفر
الشيخ تراوح عدد المصوتين فيها اليوم ما بين 5 ناخبين و25 ناخبا مثل لجان
الشهيد رياض واللغات والسلام..
وفي
الفيوم شهدت أغلب اللجان إقبالا محدودا مثل لجان مدرستي محيي الدين أبو
العز والباسل، فيما في بورسعيد كان الإقبال ضعيفا، وفي أسيوط واصل حزب
النور حشد الناخبين للتصويت، وقام محمد حسني أمين حزب النور بالمحافظة
وأحمد فرحات مسئول التسويق السياسي بمجموعة من الجولات في المقاهي والأسواق
لحث المواطنين على المشاركة.
وفي
البحر الأحمر كان الإقبال متوسطا في لجان الغردقة وضعيفا في لجان مرسي علم
ورأس غارب ومتزايدا في مدن القصير وسفاجا والشلاتين فيما شهدت لجان محافظة
الغربية إقبالا ضعيفا برغم خروج سيارات تحمل مكبرات الصوت في الشوارع لحث
المواطنين على التصويت.
أعلن
مراقبو مؤسسة "عالم واحد " للتنمية أنهم لاحظوا أنه خلال الساعات الأولى من
بداية اليوم الثالث للانتخابات كان هناك ضعف إقبال من قبل الناخبين على
محطات الاقتراع بصورة أكبر مما كانت عليه في صباح اليوم الثاني.
منع الصحفيين من دخول اللجان
حقيقة
غياب المشاركين في الانتخابات ربما جعلت قوات أمن الانقلاب يخشى نقل هذه
الحقيقة وفضحهم أكثر من ذلك، فقاموا بمنع الصحفيين من ممارسة عملهم ودخولهم
اللجان، حيث أعلنت غرفة عمليات نقابة الصحفيين أنه تم منع محمود أبو الدهب
ومحمد سالم ومحمد إبراهيم -جريدة البديل- من التصوير في لجان مجمع مدارس
إمبابة وسعد زغلول الابتدائية ولجنة المدرسة الثانوية بالحوامدية، وطلب
مسئول الأمن المعينون على تلك اللجان من الزملاء العودة مساء بعد زيادة
الإقبال على الاقتراع .
وأيضا
تم منع عبد الناصر النوري –جريدة البديل– من الدخول بحجة أن تصريح التغطية
خاص بيومي 26 و27 مايو 2014 فقط ولا ينسحب على اليوم الثالث .فيما احتجزت
قوات الأمن محمود بكار -مصراوي، وحسام رشدي - جريدة الأسبوع – أمام مدرسة
المعادي الثانوية بنات وقامت بسحب الكاميرات الخاصة بهما لتفريغها.
تراجع نسب المشاركة
لا
ينبغي تجاهل نسب المشاركة خلال اليومين الماضيين التي أعلنت عنها العديد من
المراكز الحقوقية حيث كشف المرصد العربي للحقوق والحريات، أمس الثلاثاء،
أن نسبة المشاركين في مهزلة انتخابات الرئاسة المصرية في اليوم الأول لم
تتعد الـ6.57% من إجمالي من يحق لهم التصويت البالغ عددهم 54 مليونًا، وسط
انتهاكات واسعة من قبل السلطات ودعاية داخل اللجان، وتسويد بطاقات، وحرمان
مراقبين من متابعة عملهم.
أكد
"المرصد العربي للحقوق والحريات" في تقرير أصدره عقب إغلاق الصناديق في
اليوم الثاني من الانتخابات "الهزلية لـ"رئاسة الدم"، بين المرشحين عبد
الفتاح السيسي، وحمدين صباحي، أن عدد الناخبين الذين صوتوا على مدار
اليومين لم يتجاوز 11.71% من إجمالي المقيدين بالجداول الانتخابية البالغ
عددهم 53 مليون ناخبا.
وقال
التقرير الثاني للمرصد حول العملية الانتخابية: إن المصوتين بلغ تعدادهم
6313954 ناخبا، مكذبا مزاعم السلطات الانقلابية التي أكدت أن المصوتين
يتراوحون بين 20 و25 مليون مصوت، بعد الانتهاكات الواسعة التي ارتكبتها بعد
يومين من التصويت والتي كان أبرزها تدخل الدولة المباشر بفرض غرامات على
التصويت ومده ليوم إضافي لرفع نسب المشاركة لصالح "قائد الانقلاب"، فضلا عن
الرشاوى الانتخابية التي قدمتها حملته للناخبين في صورة وعود أو في صورة
مالية مباشرة وصلت لـ 100 جنيه للصوت أو وجبات غذائية.
كما رصد
مراقبو المرصد عمليات ترهيب للمواطنين لإجبارهم على التصويت القسري
واستغلال الدين في دعم مرشح عقب استخدام المساجد والكنائس للدعاية لمرشح
الدولة وتخويف المواطنين من المقاطعة، علاوة على التصويت الجماعي وإجبار
العاملين على التصويت بتهديدهم في خصم حوافزهم أو حرمانهم من مميزات مالية،
وحشد العاملين في أتوبيسات الشركات وتصويتهم في لجان بعينها.
كما كشف
المرصد عن تدخل قوات تأمين المقار الانتخابية في العملية الانتخابية
بتسويد البطاقات لصالح "مرشح الجيش" أثناء أوقات التصويت أو بعد التصويت في
عملية تزوير واسعة لرفع أرقام المصوتين المشاركين في تلك المهزلة.
كما وثق
المرصد وجود ضباط بالقوات المسلحة في الخدمة مندوبين لمرشح الجيش، في
الوقت الذي غاب فيه مندوبو المرشح المنافس في أغلب اللجان.
أكد
المركز المصري لدراسات الإعلام والرأي العام "تكامل مصر" في تقرير أصدره
عقب إغلاق الصناديق في اليوم الثاني من الانتخابات الهزلية لـ"رئاسة الدم"،
بين المرشحين عبد الفتاح السيسي، وحمدين صباحي، أن عدد الناخبين الذين
صوتوا على مدار اليومين لم يتجاوز 7.5% من إجمالي المقيدين بالجداول
الانتخابية.
وقال
التقرير الثاني للمركز حول العملية الانتخابية إن من صوتوا يبلغ عددهم
أربعة ملايين وأربعون ألف خلال يومي 26 و27 مايو، حيث قام المركز بتقدير
أعداد المشاركين بواسطة 53 باحثا و297 متطوعا.
وكان
المركز قد أعد دراسة استطلاعية ميدانية، خلال الفترة بين 17 و22 مايو
الجاري، أظهرت أن 90 % من الناخبين قرروا مقاطعة الانتخابات.
وأورد
المركز بيانا تفصيليا بتوزيع التصويت ونسبه في المحافظات، حيث حصدت القاهرة
أعلى درجات المشاركة بنسبة 10.8%، فيما جاءت مرسى مطروح في المركز الأخير
بـنسبة 1.2% من إجمالي الناخبين بها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق