الخميس، 22 ديسمبر 2016

قوائم الاغتيالات تكشف.. يد الصهاينة الطولى وعمالة أنظمة عربية

قوائم الاغتيالات تكشف.. يد الصهاينة الطولى وعمالة أنظمة عربية

 

يحيى عياش
22/12/2016  
 
يكشف الكيان الصهيوني والموساد من خلال حوادث الاغتيال التي يقوم بها ضد رموز المقاومة الفلسطينية، عن يده الطولى في قلب المنطقة العربية، وأنه يستطيع من خلال وكلائه وعملائه العرب الوصول إلى أي شخصية تخطط لتصفيتها في عقر دارها، وبالتعاون مع أجهزة الأمن التي تدين بالولاء في المقام الأول للصهاينة وليس للمسلمين.

ولعل تعقيب وزير الحرب في حكومة الاحتلال أفجيدور ليبرمان على اغتيال مهندس الطيران التونسي محمد الزواري، قائلا: "إن إسرائيل تفعل ما يجب القيام به للدفاع عن مصالحها"، يكشف كيف توغل الموساد في إدارة المنطقة العربية، والقيام بما تريد من تصفية أو اغتيالات، أو عمليات إرهابية يتم إلصاقها بالمسلمين، في الوقت الذي تدين الأنظمة العربية للكيان الصهيوني بالولاء، حتى أنك لم تجد تعقيبا أو إدانة واحدة من أي مسئول عربي حال تم اغتيال أو تصفية أي مواطن على أراضيها.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية أقوال ليبرمان التي جاءت خلال مؤتمر لنقابة المحامين، أمس الثلاثاء 2016 في تل أبيب، وتطرق خلالها إلى تصفية مهندس الطيران التونسي محمد الزواري.

وأضاف ليبرمان "إذا ما قتل شخص في تونس فافترض أنه لم يكن نصيراً معروفاً للسلام، ولم يكن مرشحاً لجائزة نوبل للسلام كذلك".
بعد اغتيال "الزواري".. تعرف على قائمة جرائم الاغتيالات الصهيونية لقادة المقاومة
اغتيالات مماثلة
وتعد جرائم الاغتيال جزء من الإستراتيجية الأمنية الإسرائيلية، وقد اكتسبت زخما بقيام إسرائيل عام 1948، حيث حفل تاريخها بالمجازر وعمليات التصفية التي استهدفت العديد من القيادات الفلسطينية ومعارضي المشروع الصهيوني في الداخل والخارج.

ومن أبرز تلك العمليات المبكرة اغتيال اللورد موين (سياسي ورجل أعمال بريطاني) عام 1944، لأنه لم يكن يشجع هجرة يهود بريطانيا إلى فلسطين.
كما اغتالت العصابات اليهودية الوسيط الدولي السويدي الكونت برنادوت في فندق الملك داود بـالقدس عام 1948 بسبب موقفه من الصراع الذي تفجر بين الفلسطينيين والحركة الصهيونية بمنظماتها الإرهابية مثل الهاغانا والأرغون وأتسل.
كما تورطت مجموعات تابعة للوكالة اليهودية في التنسيق مع "الغستابو" الألماني (الشرطة السرية) لاغتيال عدد من اليهود لإثارة رعبهم ودفعهم للهجرة إلى إسرائيل، وتكررت عمليات مشابهة في العراق ومصر حين استهدِف اليهود هناك لدفعهم إلى الهجرة، أبرزها فضيحة "لافون" في مصر عام 1954.

ومن أبرز حلقات مسلسل الاغتيالات الإسرائيلية، حوادث استهداف علماء الذرة في مصر والعراق التي امتدت عقودا طويلة، فلاحقت هؤلاء العلماء في بلادهم وفي العديد من البلدان الأخرى، مثل نبوية موسى التي اغتيلت في أمريكا عام 1952، ويحيى المشد الذي اغتيل في باريس 1980، وسعيد السيد بدير المغتال في الإسكندرية عام 1989.

أما على الصعيد الفلسطيني، فإن جرائم الاغتيال الإسرائيلية تواصلت في الداخل والخارج، ومن أبرز عمليات الاغتيال كانت في  24 نوفمبر 1993، حيث قتل عماد عقل (أحد مؤسسي الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية - حماس) خلال معركة خاضها مع جنود الاحتلال الذين هاجموه في حي الشجاعية بغزة. وذلك بعد ثلاث سنوات من العمل العسكري قتل خلالها 11 ضابطا وجنديا صهيونيا، وجرح أكثر من 30 آخرين في عمليات نفذها.

5 يناير 1996: اغتيال يحيى عياش (قائد مجموعات الاستشهاديين في كتائب القسام) في بيت لاهيا بغزة، بتفجير عبوة ناسفة زرعت في الهاتف المحمول الذي كان يستخدمه.

25 سبتمبر 1997: حاول عميلان للموساد الإسرائيلي اغتيال خالد مشعل (رئيس المكتب السياسي لحماس) في العاصمة الأردنية عمان عبر حقنه بالسم، ولكن العملية فشلت وأدت إلى توتر في العلاقات بين الأردن و إسرائيل كان من نتائج تسويته إطلاق سراح مؤسس حماس الشيخ أحمد ياسين الذي كان مسجونا آنذاك في إسرائيل.

23 يوليو 2002: اغتيال صلاح شحادة (القائد العام لكتائب عز الدين القسام في قطاع غزة) بإطلاق طائرة إسرائيلية من نوع "أف 16" قنبلة تزن طنا على عمارة سكنية بغزة كان ينام فيها، واستشهد معه 15 فلسطينيا بينهم زوجته وابنته ومساعده زاهر نصار، بينما جرح 174 شخصا.

21 يونيو 2003: اغتيال عبد الله القواسمي (قائد كتائب القسام في الخليل) بإطلاق نار نفذته وحدة من القوات الإسرائيلية الخاصة وهو خارج من أحد المساجد وسط مدينة الخليل.

10 سبتمبر 2003: اغتيال خالد محمود الزهار (ابن القيادي البارز في حركة حماس) بقصف جوي على منزله في مدينة غزة، وأصيب والده الدكتور محمود الزهار الذي كان مستهدفا بهذا القصف لكنه نجا.

الشيخ أحمد ياسين
22 مارس 2004: اغتيال الشيخ أحمد ياسين (مؤسس حركة حماس، وأحد أبرز وجوه الصحوة الإسلامية في فلسطين) بصواريخ أطلقتها الطائرات الصهيونية فأصابته وهو على كرسيه المتحرك عائدا من صلاة الفجر في أحد مساجد مدينة غزة.

17 إبريل 2004: اغتيال عبد العزيز الرنتيسي (أحد مؤسسي حركة حماس، وقائدها بعد استشهاد الشيخ ياسين) بقصف جوي صهيوني استهدف سيارته في مدينة غزة، وكان نجا من قصف آخر استهدفه قبل ذلك بحوالي 14 شهرا.

19 يناير 2010: اغتيال محمود المبحوح (القيادي في حركة حماس) على يد عملاء للموساد الإسرائيلي في أحد فنادق دبي بالإمارات العربية المتحدة.

واغتيل المخترع ومهندس الطيران محمد الزواري الخميس الماضي 15 ديسمبر على يد مسلحين مجهولين بمدينة صفاقس جنوبي تونس.

وكان موقع "واللا" العبري، اتهم الزواري بعلاقته مع حركة حماس وجناحها العسكري كتائب القسام، ومساعدتها بشكل أساسي في تصنيع طائرات بدون طيار، التي كانت قد أعلنت عن امتلاكها وتسييرها خلال حرب غزة الأخيرة صيف 2014، وأطلقت عليها اسم "أبابيل".
تعرف إلى مهندس طيران حماس الشهيد "الزواري" وعطائه للمقاومة
الزواري وحركة حماس
وأثار إعلان حركة "حماس" انتماء مهندس الطيران التونسي محمد الزواري للمقاومة الفلسطينية تعاطفا شعبيا واسعا، حيث تصاعدت وتيرة الاحتجاج في الشارع التونسي بعد مضي نحو أسبوع من اغتياله، خاصة فى ظل تلميح وزارة الداخلية التونسية إلى إمكانية تورط جهاز أجنبي في عملية اغتيال الزواري.

وأعرب التونسيون عن إدانتهم الشديدة لما وصفوها بالجريمة النكراء، معبرين عن اعتزازهم بزف "شهيد" دفاعا عن القضية الفلسطينية.

وأعلنت حركة حماس، السبت الماضي، عن انتماء الزواري إلى جناحها المسلح "كتائب عز الدين القسام"، قبل 10 أعوام، وهو أحد القادة الذين أشرفوا على مشروع طائرات الأبابيل القسامية (طائرات بدون طيارة)، كما اتهمت إسرائيل بالوقوف وراء اغتياله.

ووصف أحمد الزريبي، صاحب مكتب محاماة، "الاغتيال بالعمل الجبان والمؤلم لكل التونسيين، بقطع النظر عن اختلافاتهم الفكرية والسياسية".

وقال في تصريحات صحفية: إن "الجريمة النكراء حصلت على التراب التونسي، وهو أمر مرفوض وعمل إجرامي يضاهي اغتيال المعارضيْن التونسيين "شكري بلعيد، ومحمد البراهمي" سنة 2012".

فيما قالت عزيزة مصطفى، إن "هذا العمل الجبان يذكر التونسيين باغتيال القائد الفلسطيني أبو جهاد، (هو خليل الوزير قائد في حركة "فتح" قتل أثناء وجوده بتونس في 1988)، واستباحة الأراضي من قبل الكيان الصهيوني".

وأعلن وزير الداخلية التونسي "الهادي المجدوب"، الاثنين الماضي، عن أن لدى وزارته "تخمينات" عن إمكانية تورط جهاز أجنبي -لم يسمه- في عملية اغتيال الزواري، غير أنه قال "إننا لا نملك دلائل قطعية".

من جانبه، قال عماد الدين العبيدي (موظف): إن "اغتيال الزواري مس كل التونسيين، خاصة أن العملية حصلت في وضوح النهار، منتقدا بشدة ضعف جهاز المخابرات".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق