محمد مهدي عاكف.. ملحمة كفاح في سجون الطغاة
يمثل الأستاذ محمد مهدي عاكف (88 عاما) المرشد السابع للإخوان المسلمين
جزءا مهما من تاريخ مصر، فهو أحد قادة الحركة الطلابية المناهضة للاحتلال
الإنجليزي، شارك في الإعداد للجهاد على أرض فلسطين ومن أبرز قادة مقاومة
الاحتلال على ضفاف قناة السويس، وتشهد له مدن القناة ومعسكرات الجامعات
المصرية بتاريخ ناصع وسجل حافل في سبيل تحرير بلاده.
ابن الباشا... ذلك المعدن الفريد من الرجال الذي قضى في مدرسة الإخوان المسلمين 76 عاما من حياته (1940- 2016م)، قرر منذ صباه تقديم حياته فداء لتحرير بلاده من الاستعمار وأذنابه، ولم يتوقف عن الكفاح حتى بلغ من الكبر عتيا خلف قضبان الطغاة.
76 عاما قضاها مع الإخوان ظل خلالها في مقدمة الصفوف قريبا من مؤسسها الإمام البنا ثم المرشدين الخمسة الذين سبقوه.. ثم المرشد الثامن الدكتور محمد بديع.
هذا العملاق الوطني واجه مع جماعته حربا من كل نظم الحكم التي حكمت مصر منذ فاروق حتى اليوم، انتقاما لدوره الوطني، فبدلا من تكريمه زُج به في سجون مصر عبر كل العصور، من حكومة إبراهيم عبد الهادي في العهد الملكي مرورا بحكم عبد الناصر والسادات ثم مبارك والسيسي. إنه بحق سجين كل عصور الطغاة!
هو اليوم يصارع الموت في سجون الانقلاب، فقد تكالبت عليه الأمراض وتركوه في زنزانة انفرادية بعد إجراء عملية جراحية ثم تدهورت صحته، وأعلن محاميه أنه أصيب بأورام في القناة المرارية، ويتعرض لإهمال طبي. والهدف كسر عزيمته والحصول منه على كلمة اعتراف بالانقلاب، وكسر صمود أكثر من 50 ألف مختطف يرقبونه ويستمدون صمودهم منه وهو صاحب ملاحم الصمود عبر التاريخ.
أتركه يتحدث عن سجونه وما لاقاه فيها من أهوال على يد الطغاة في الحوار الذي أجريته معه عام 2004م، عقب اختياره مرشدا للإخوان، ونشر في مجلة المجتمع على أربعة أعداد (1614- 1617).
يقول: " في اليوم التالي لقتل النقراشي تم القبض علي وعلى آخرين، وتم احتجازنا في سجن بمنطقة الهايكستب ولم يُحقق معنا في شيء، فنحن لم يكن لنا صلة بحادث الاغتيال.. وكان معنا في السجن بعض اليهود معتقلين أيضا.. وكان معنا - أيضا - كبار الشيوعيين مثل هنري كورييل وروماندريك ومجموعة من الشيوعيين اليهود..
وعند بداية الهدنة الأولى في حرب 1948م - وهي سبب المصائب كلها - أقام اليهود داخل السجن احتفالا، لأن الهدنة فكت الحصار عن 120 ألف يهودي كانوا محاصرين في القدس.. وكنا في الزنزانة حوالي 12 أخا وكانوا يطلقون علينا أولاد الباشوات - وكنا فعلا كذلك - وكنا نغلي من داخلنا.. كيف أن دماء شهدائنا لم تجف بعد في فلسطين، واليهود بجوارنا في السجن يحتفلون ويحتسون الخمر ويحدثون صخبا! فقررنا أن (ننكد عليهم)، وكان شراب الكوكاكولا قد ظهر في بدايته فملأنا زجاجات فارغة كانت لدينا رمالا وجعلنا أحد الإخوان يطفئ أنوار السجن.. وقذفنا بالزجاجات من الشبابيك عليهم.. ثم عدنا وجلسنا على أسرّتنا، وكأن شيئا لم يحدث، بينما اليهود يضربون في بعضهم البعض.. وهم سكارى.
وبعد تلك الواقعة بأسبوع، تم تحويلنا إلى سجن الطور، ثم وقع البلاء المبين، حيث قبضوا على مجاهدي الإخوان، وأتوا بهم من ميدان الجهاد في فلسطين إلى المعتقل.. وجاءنا في الهايكستب، بعد أن رجعنا من الطور، د. حسان حتحوت.. ود. أحمد الملط ، وحوالي 5 أطباء.. كانوا يجاهدون في فلسطين.
قلت له: البعض يحتج بجهاد الإخوان في القناة ضد الإنجليز وفي فلسطين بأنهم قتلة وحملة سلاح؟
فرد قائلا: لأنهم جهلة.. نحن كان في يدنا السلاح، كنت أدخل على رئيس الوزراء علي ماهر باشا والسلاح في جيبي، وكذلك بعد مجيء عبد الناصر، لم يحدث ولم أسمع أن أحدا من الإخوان أطلق رصاصة إلا على اليهود أو الإنجليز.
هذه اتهامات أناس لا يعرفون الله، بل هم مأجورون يريدون تشويه هذه الصورة الرائعة من الجهاد ضد الاحتلال.
يقول: في يناير 1954م، احتفلنا بذكرى شهداء القنال، ودعوت "نواب صفوي" رئيس فدائيي الإسلام في إيران، وألقى خطبة في جامعة فؤاد الأول (القاهرة الآن)، وحدث خلالها احتكاك بين أنصار الإخوان وهيئة التحرير (الاتحاد الاشتراكي فيما بعد).
كانت هيئة التحرير قد ظهرت حديثا، وكان بيني وبينهم أخذ ورد، وخاصة عبد الحكيم عامر، وكمال الدين حسين، كانا يريدان مني أن أكون عضواً في الهيئة التأسيسية بهيئة التحرير، ولكني رفضت، فظل عبد الناصر ذاكرا ذلك لي.
وألقى نواب صفوي في الجامعة محاضرة في لقاء الثلاثاء بالمركز العام للإخوان... بعدها عدت إلى البيت نحو الساعة الواحدة صباحا، فجاءني مدير مكتب محمد نجيب في ذلك الوقت ـ المستشار فتحي عوض ـ وكان يسكن بجوارنا في شارع رمسيس بالعباسية، وأخبرني قائلا: لقد تم حل جماعة الإخوان الآن، ومطلوب القبض على 21 شخصا منهم قبل الثالثة صباحا، وأنت أحدهم، فخرجت فورا من البيت، وفعلا في الساعة الثالثة فجرا داهمت قوات البوليس الحربي بيتنا وقلبوه رأسا على عقب.
وظللت بعيدا عن أيدي البوليس إلى أن جاءني الأستاذ عمر التلمساني - رحمه الله - ود. كمال خليفة، وقالا لي: إن الملك سعود سيأتي إلى مصر لإجراء صلح بين عبد الناصر والإخوان، لكن عبد الناصر أصر على أن تسلم نفسك أولا، فقلت لهما: كما ترون، وسلمت نفسي بالفعل، وكان يوجد في مكان محطة مصر للسكك الحديدية بميدان رمسيس مقر البوليس الحربي وسجن البوليس الحربي، وأتى الملك سعود، ولم أمكث في السجن سوى شهر، وخرجنا في آخر مارس، وودعنا الملك وذهب عبد الناصر إلى الأستاذ المستشار حسن الهضيبي في بيته.
وكلفني بالبحث عن صورة تنظيمية لتدريب الإخوان، ليكونوا مستعدين لمحاربة الاستعمار في أي بلد، وكنا ساعتها نعد الجزائر لجهاد الاحتلال الفرنسي، ورتبت مشروع الفصائل التي حوكمنا بسببها في عام 1954م.
نعم... حوكم كل الإخوان بسبب هذه الفصائل، وقد كان عبد الناصر متربصا بي، فقبض عليَّ مبكرا في آب/ أغسطس 1954م، وأدخلني السجن الحربي، ولم يكن معي فيه سوى رشاد مهنا الوصي على العرش، ويوسف صديق، وكانا مكرمين، وأنا الذي أُسام سوء العذاب.
في تلك الفترة انتشرت إشاعات بموتي، وكان جسمي مشلولا، حتى سرح فيه الدود من شدة التعذيب.
ولما وقع حادث المنشية سنة 1954م، وكنت ساعتها داخل السجن.. وجرت حملة الاعتقالات الواسعة للإخوان، ووقع عليهم تعذيب شديد كانوا إذا سئلوا عن شيء قالوا: عند عاكف؛ على أساس أنني مت، وفي يوم من الأيام حملني الزبانية إلى مقر مجلس قيادة الثورة، ودخل عليَّ علي صبري وصلاح الششتاوي، وقالا لي بتحد شديد: ألا يملأ أحد عينك؟ والحقيقة: لم يكن أحد منهم يملأ عيني بالفعل... ولكني كنت متهالكا من شدة التعذيب ولم أكن أستطيع المشي، وحملت من الصالون - الذي دخل عليَّ فيه علي صبري والششتاوي - إلى حجرة التعذيب بمجلس قيادة الثورة (السلخانة). وكنت أفيق ثم أدخل في غيبوبة من شدة التعذيب.
ولا أنسى روبير اليهودي، الذي كان معتقلا معنا.. كان يخدمنا ويمسح لنا الزنزانة، ويضع بعض الماء والطعام في فمي وأنا على وشك الموت، وقد تم الإفراج عن روبير هذا، فقد استبدلت به الحكومة الصهيونية 5 آلاف أسير مصري من أسرى حرب 1967م، ولم يكن عسكريا، بل كان يقوم هو ومجموعة بعمل تفجيرات في الإسماعيلية وأسيوط ثم يشيع أن محمد مهدي عاكف هو الذي يقوم بها، وذلك لدق إسفين بين عبدالناصر والإخوان، وقد انتحر رئيس هذه المجموعة اليهودية في سجن الاستئناف، والباقون حكم عليهم بالمؤبد، وكان بينهم روبير.
وهكذا من سجن إلى سجن، ومن عصر إلى عصر والتهمة الحقيقية واحدة: حرية مصر وتحرير شعبها من قوى الاستعمار وسماسرته!
ابن الباشا... ذلك المعدن الفريد من الرجال الذي قضى في مدرسة الإخوان المسلمين 76 عاما من حياته (1940- 2016م)، قرر منذ صباه تقديم حياته فداء لتحرير بلاده من الاستعمار وأذنابه، ولم يتوقف عن الكفاح حتى بلغ من الكبر عتيا خلف قضبان الطغاة.
76 عاما قضاها مع الإخوان ظل خلالها في مقدمة الصفوف قريبا من مؤسسها الإمام البنا ثم المرشدين الخمسة الذين سبقوه.. ثم المرشد الثامن الدكتور محمد بديع.
هذا العملاق الوطني واجه مع جماعته حربا من كل نظم الحكم التي حكمت مصر منذ فاروق حتى اليوم، انتقاما لدوره الوطني، فبدلا من تكريمه زُج به في سجون مصر عبر كل العصور، من حكومة إبراهيم عبد الهادي في العهد الملكي مرورا بحكم عبد الناصر والسادات ثم مبارك والسيسي. إنه بحق سجين كل عصور الطغاة!
هو اليوم يصارع الموت في سجون الانقلاب، فقد تكالبت عليه الأمراض وتركوه في زنزانة انفرادية بعد إجراء عملية جراحية ثم تدهورت صحته، وأعلن محاميه أنه أصيب بأورام في القناة المرارية، ويتعرض لإهمال طبي. والهدف كسر عزيمته والحصول منه على كلمة اعتراف بالانقلاب، وكسر صمود أكثر من 50 ألف مختطف يرقبونه ويستمدون صمودهم منه وهو صاحب ملاحم الصمود عبر التاريخ.
أتركه يتحدث عن سجونه وما لاقاه فيها من أهوال على يد الطغاة في الحوار الذي أجريته معه عام 2004م، عقب اختياره مرشدا للإخوان، ونشر في مجلة المجتمع على أربعة أعداد (1614- 1617).
يقول: " في اليوم التالي لقتل النقراشي تم القبض علي وعلى آخرين، وتم احتجازنا في سجن بمنطقة الهايكستب ولم يُحقق معنا في شيء، فنحن لم يكن لنا صلة بحادث الاغتيال.. وكان معنا في السجن بعض اليهود معتقلين أيضا.. وكان معنا - أيضا - كبار الشيوعيين مثل هنري كورييل وروماندريك ومجموعة من الشيوعيين اليهود..
وعند بداية الهدنة الأولى في حرب 1948م - وهي سبب المصائب كلها - أقام اليهود داخل السجن احتفالا، لأن الهدنة فكت الحصار عن 120 ألف يهودي كانوا محاصرين في القدس.. وكنا في الزنزانة حوالي 12 أخا وكانوا يطلقون علينا أولاد الباشوات - وكنا فعلا كذلك - وكنا نغلي من داخلنا.. كيف أن دماء شهدائنا لم تجف بعد في فلسطين، واليهود بجوارنا في السجن يحتفلون ويحتسون الخمر ويحدثون صخبا! فقررنا أن (ننكد عليهم)، وكان شراب الكوكاكولا قد ظهر في بدايته فملأنا زجاجات فارغة كانت لدينا رمالا وجعلنا أحد الإخوان يطفئ أنوار السجن.. وقذفنا بالزجاجات من الشبابيك عليهم.. ثم عدنا وجلسنا على أسرّتنا، وكأن شيئا لم يحدث، بينما اليهود يضربون في بعضهم البعض.. وهم سكارى.
وبعد تلك الواقعة بأسبوع، تم تحويلنا إلى سجن الطور، ثم وقع البلاء المبين، حيث قبضوا على مجاهدي الإخوان، وأتوا بهم من ميدان الجهاد في فلسطين إلى المعتقل.. وجاءنا في الهايكستب، بعد أن رجعنا من الطور، د. حسان حتحوت.. ود. أحمد الملط ، وحوالي 5 أطباء.. كانوا يجاهدون في فلسطين.
قلت له: البعض يحتج بجهاد الإخوان في القناة ضد الإنجليز وفي فلسطين بأنهم قتلة وحملة سلاح؟
فرد قائلا: لأنهم جهلة.. نحن كان في يدنا السلاح، كنت أدخل على رئيس الوزراء علي ماهر باشا والسلاح في جيبي، وكذلك بعد مجيء عبد الناصر، لم يحدث ولم أسمع أن أحدا من الإخوان أطلق رصاصة إلا على اليهود أو الإنجليز.
هذه اتهامات أناس لا يعرفون الله، بل هم مأجورون يريدون تشويه هذه الصورة الرائعة من الجهاد ضد الاحتلال.
يقول: في يناير 1954م، احتفلنا بذكرى شهداء القنال، ودعوت "نواب صفوي" رئيس فدائيي الإسلام في إيران، وألقى خطبة في جامعة فؤاد الأول (القاهرة الآن)، وحدث خلالها احتكاك بين أنصار الإخوان وهيئة التحرير (الاتحاد الاشتراكي فيما بعد).
كانت هيئة التحرير قد ظهرت حديثا، وكان بيني وبينهم أخذ ورد، وخاصة عبد الحكيم عامر، وكمال الدين حسين، كانا يريدان مني أن أكون عضواً في الهيئة التأسيسية بهيئة التحرير، ولكني رفضت، فظل عبد الناصر ذاكرا ذلك لي.
وألقى نواب صفوي في الجامعة محاضرة في لقاء الثلاثاء بالمركز العام للإخوان... بعدها عدت إلى البيت نحو الساعة الواحدة صباحا، فجاءني مدير مكتب محمد نجيب في ذلك الوقت ـ المستشار فتحي عوض ـ وكان يسكن بجوارنا في شارع رمسيس بالعباسية، وأخبرني قائلا: لقد تم حل جماعة الإخوان الآن، ومطلوب القبض على 21 شخصا منهم قبل الثالثة صباحا، وأنت أحدهم، فخرجت فورا من البيت، وفعلا في الساعة الثالثة فجرا داهمت قوات البوليس الحربي بيتنا وقلبوه رأسا على عقب.
وظللت بعيدا عن أيدي البوليس إلى أن جاءني الأستاذ عمر التلمساني - رحمه الله - ود. كمال خليفة، وقالا لي: إن الملك سعود سيأتي إلى مصر لإجراء صلح بين عبد الناصر والإخوان، لكن عبد الناصر أصر على أن تسلم نفسك أولا، فقلت لهما: كما ترون، وسلمت نفسي بالفعل، وكان يوجد في مكان محطة مصر للسكك الحديدية بميدان رمسيس مقر البوليس الحربي وسجن البوليس الحربي، وأتى الملك سعود، ولم أمكث في السجن سوى شهر، وخرجنا في آخر مارس، وودعنا الملك وذهب عبد الناصر إلى الأستاذ المستشار حسن الهضيبي في بيته.
وكلفني بالبحث عن صورة تنظيمية لتدريب الإخوان، ليكونوا مستعدين لمحاربة الاستعمار في أي بلد، وكنا ساعتها نعد الجزائر لجهاد الاحتلال الفرنسي، ورتبت مشروع الفصائل التي حوكمنا بسببها في عام 1954م.
نعم... حوكم كل الإخوان بسبب هذه الفصائل، وقد كان عبد الناصر متربصا بي، فقبض عليَّ مبكرا في آب/ أغسطس 1954م، وأدخلني السجن الحربي، ولم يكن معي فيه سوى رشاد مهنا الوصي على العرش، ويوسف صديق، وكانا مكرمين، وأنا الذي أُسام سوء العذاب.
في تلك الفترة انتشرت إشاعات بموتي، وكان جسمي مشلولا، حتى سرح فيه الدود من شدة التعذيب.
ولما وقع حادث المنشية سنة 1954م، وكنت ساعتها داخل السجن.. وجرت حملة الاعتقالات الواسعة للإخوان، ووقع عليهم تعذيب شديد كانوا إذا سئلوا عن شيء قالوا: عند عاكف؛ على أساس أنني مت، وفي يوم من الأيام حملني الزبانية إلى مقر مجلس قيادة الثورة، ودخل عليَّ علي صبري وصلاح الششتاوي، وقالا لي بتحد شديد: ألا يملأ أحد عينك؟ والحقيقة: لم يكن أحد منهم يملأ عيني بالفعل... ولكني كنت متهالكا من شدة التعذيب ولم أكن أستطيع المشي، وحملت من الصالون - الذي دخل عليَّ فيه علي صبري والششتاوي - إلى حجرة التعذيب بمجلس قيادة الثورة (السلخانة). وكنت أفيق ثم أدخل في غيبوبة من شدة التعذيب.
ولا أنسى روبير اليهودي، الذي كان معتقلا معنا.. كان يخدمنا ويمسح لنا الزنزانة، ويضع بعض الماء والطعام في فمي وأنا على وشك الموت، وقد تم الإفراج عن روبير هذا، فقد استبدلت به الحكومة الصهيونية 5 آلاف أسير مصري من أسرى حرب 1967م، ولم يكن عسكريا، بل كان يقوم هو ومجموعة بعمل تفجيرات في الإسماعيلية وأسيوط ثم يشيع أن محمد مهدي عاكف هو الذي يقوم بها، وذلك لدق إسفين بين عبدالناصر والإخوان، وقد انتحر رئيس هذه المجموعة اليهودية في سجن الاستئناف، والباقون حكم عليهم بالمؤبد، وكان بينهم روبير.
وهكذا من سجن إلى سجن، ومن عصر إلى عصر والتهمة الحقيقية واحدة: حرية مصر وتحرير شعبها من قوى الاستعمار وسماسرته!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق