ماذا خسر العرب بدعمهم الانقلاب؟!
بقلم: عامر شماخ
لا يخفى على لبيب الآن أن الكوارث قد حلت
على كل دولة عربية ساندت انقلاب العسكر فى 23 يوليو 2013، بل تخطتها إلى
باقى دول العرب، بنسب ودرجات متفاوتة، ومما لا شك فيه أن الجميع، الداعم
والساكت، قد خسر، ولسوف يستمر هذا الخسران -فيما بعد- حتى يسقط هذا
الانقلاب، وتذبل ورقته، وحتى يتوب التائبون عن جناياتهم، وحتى تجف الدماء
بالقصاص لذويها، وربما كان من الخسران زوال دول، وذهاب ممالك وعروش، ووقوع
الذل على أقوام كانوا فى منعة وعزة؛ ذلك أنهم والوا القتلة الفجرة، وأمدوهم
بالمال وأعانوهم على سفك الدماء، وهتك الأعراض ومصادرة الأموال وسجن
الصالحين.
من كان يظن أن تضرب الفوضى سوريا العراق، وليبيا واليمن، وأن تتسلط إيران بالتهديد على ممالك الخليج، وأن تتراجع اقتصادات دول ويجف ضرعها وزرعها حتى تقلص رواتب موظفيها، وحتى تلغى التقويم الهجرى من أجل توفير عدة مليارات لدعم ميزانيتها المنهارة.. إنها السياسات الخاطئة، والملك العضود، والاستبداد الذى غير سنة الله التى فطر الناس عليها، فهلك الخلق وزاغت الأبصار؛ وعم القلق والخوف من حدود يتهددها الأعداء، ومن عيش نكد وأجواء سياسية واجتماعية بئيسة، حتى كادت المجاعات تصل إلى بلاد عُرفت بكثرة خيرها وتساند أهلها، وما فعل ذلك إلا حكام خانوا الأمانة، وصاروا ألعوبة فى يد القريب والبعيد، لا ينظرون إلا إلى مصالحهم الخاصة، وإن تعارضت مع مصالح الدين والوطن.
إن الناظر إلى حال دول الخليج الآن، والتى دعمت -بشدة- انقلاب العسكر فى مصر، ليدرك أن يد الانتقام الإلهى تعمل عملها، وأن من نكث فإنما ينكث على نفسه، وأن الجزاء من جنس العمل، فها هى هذه الدول نفسها تقع فيما كانت تخشاه؛ كانت تخشى الحكم الإسلامى فى مصر وتصدير ثورته إليهم فتنتفض شعوبهم، فأعطوا للعسكر (رز) بلا حدود، وتوسطوا عند رؤساء العالم ومراكز القرار لدعمهم سياسيًا ودبلوماسيًا، رغم الكلفة الباهظة لهذا الأمر.. وها هم الآن يبحثون لأنفسهم عن داعم لدفع تهديدات الشيعة فلا يجدون، وقد تخلى عنهم العسكر الذين خلعوا لهم عباءتهم بالأمس وأعانوهم فى مهمة التخلص من الإخوان.
ينظر الخلايجة الآن حواليهم نظرة من انقطع أمله وخاب رجاؤه، فإيران من شرقهم واليمن من جنوبهم، وسوريا من شمالهم، كلها مخاطر تتهددهم ولا فكاك من المواجهة، وهم عاجزون عن تلك المواجهة؛ عاجزون فنيًا وماديًا، فلا جيوش أعدت لهذه الساعة، ولا إمكانات تغطى تلك الحدود المفتوحة، والأخطر هو عجز القرار، فلا يستطيعون البت فى أمر إلا بعد الرجوع لأسيادهم فى الغرب، الذين يضنون عليهم بالحرية؛ لأنهم يعلمون أنهم اغتصبوا تلك الممالك وسرقوا هذه العروش.
ماذا لو كان الحال لو لم يكن هناك انقلاب؟ ماذا كان الحال لو ظلت مصر فى طريقها الديمقراطى بعيدة عن التبعية سالمة من الفساد والنهب؟.. لا أبالغ إن قلت إن هذا كان يعنى ببساطة: حقن دماء السوريين، ومنع تدمير بلدهم، الحفاظ على وحدة العراق ووأد الطائفية فى هذا القطر الشقيق، ومنع حرب أهلية فى اليمن، وحسم الأمور فى ليبيا.. إلخ.
نقول هذا ثقة فى مصر وفى أهلها، لو كان حكامهم على رغبتهم وباختيارهم، فإنهم يكونون نجدة لأبناء أمتهم، وإقامة العدل والقسط بين طوائفهم، ودعم استقرار أراضيهم، دون انتظار (رز) أو (شعير)، ولم لا.. والكل يعتبر مصر هى القاطرة، وصمام الأمان، إن استقرت استقر عالمنا العربى، وإن ضاعت -وهو ما وقع بالفعل- ضاع العرب؛ من أجل ذلك صارت الدول دويلات، وفى كل ركن صار ناعق، ولا شك، لو فكر الصهاينة الآن فى تنفيذ مخطط دولتهم التوراتية من النيل إلى الفرات ما اعترضهم معترض.. نسأل الله السلامة.
من كان يظن أن تضرب الفوضى سوريا العراق، وليبيا واليمن، وأن تتسلط إيران بالتهديد على ممالك الخليج، وأن تتراجع اقتصادات دول ويجف ضرعها وزرعها حتى تقلص رواتب موظفيها، وحتى تلغى التقويم الهجرى من أجل توفير عدة مليارات لدعم ميزانيتها المنهارة.. إنها السياسات الخاطئة، والملك العضود، والاستبداد الذى غير سنة الله التى فطر الناس عليها، فهلك الخلق وزاغت الأبصار؛ وعم القلق والخوف من حدود يتهددها الأعداء، ومن عيش نكد وأجواء سياسية واجتماعية بئيسة، حتى كادت المجاعات تصل إلى بلاد عُرفت بكثرة خيرها وتساند أهلها، وما فعل ذلك إلا حكام خانوا الأمانة، وصاروا ألعوبة فى يد القريب والبعيد، لا ينظرون إلا إلى مصالحهم الخاصة، وإن تعارضت مع مصالح الدين والوطن.
إن الناظر إلى حال دول الخليج الآن، والتى دعمت -بشدة- انقلاب العسكر فى مصر، ليدرك أن يد الانتقام الإلهى تعمل عملها، وأن من نكث فإنما ينكث على نفسه، وأن الجزاء من جنس العمل، فها هى هذه الدول نفسها تقع فيما كانت تخشاه؛ كانت تخشى الحكم الإسلامى فى مصر وتصدير ثورته إليهم فتنتفض شعوبهم، فأعطوا للعسكر (رز) بلا حدود، وتوسطوا عند رؤساء العالم ومراكز القرار لدعمهم سياسيًا ودبلوماسيًا، رغم الكلفة الباهظة لهذا الأمر.. وها هم الآن يبحثون لأنفسهم عن داعم لدفع تهديدات الشيعة فلا يجدون، وقد تخلى عنهم العسكر الذين خلعوا لهم عباءتهم بالأمس وأعانوهم فى مهمة التخلص من الإخوان.
ينظر الخلايجة الآن حواليهم نظرة من انقطع أمله وخاب رجاؤه، فإيران من شرقهم واليمن من جنوبهم، وسوريا من شمالهم، كلها مخاطر تتهددهم ولا فكاك من المواجهة، وهم عاجزون عن تلك المواجهة؛ عاجزون فنيًا وماديًا، فلا جيوش أعدت لهذه الساعة، ولا إمكانات تغطى تلك الحدود المفتوحة، والأخطر هو عجز القرار، فلا يستطيعون البت فى أمر إلا بعد الرجوع لأسيادهم فى الغرب، الذين يضنون عليهم بالحرية؛ لأنهم يعلمون أنهم اغتصبوا تلك الممالك وسرقوا هذه العروش.
ماذا لو كان الحال لو لم يكن هناك انقلاب؟ ماذا كان الحال لو ظلت مصر فى طريقها الديمقراطى بعيدة عن التبعية سالمة من الفساد والنهب؟.. لا أبالغ إن قلت إن هذا كان يعنى ببساطة: حقن دماء السوريين، ومنع تدمير بلدهم، الحفاظ على وحدة العراق ووأد الطائفية فى هذا القطر الشقيق، ومنع حرب أهلية فى اليمن، وحسم الأمور فى ليبيا.. إلخ.
نقول هذا ثقة فى مصر وفى أهلها، لو كان حكامهم على رغبتهم وباختيارهم، فإنهم يكونون نجدة لأبناء أمتهم، وإقامة العدل والقسط بين طوائفهم، ودعم استقرار أراضيهم، دون انتظار (رز) أو (شعير)، ولم لا.. والكل يعتبر مصر هى القاطرة، وصمام الأمان، إن استقرت استقر عالمنا العربى، وإن ضاعت -وهو ما وقع بالفعل- ضاع العرب؛ من أجل ذلك صارت الدول دويلات، وفى كل ركن صار ناعق، ولا شك، لو فكر الصهاينة الآن فى تنفيذ مخطط دولتهم التوراتية من النيل إلى الفرات ما اعترضهم معترض.. نسأل الله السلامة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق