22/12/2016
قتل الرسل والسفراء
بقلم : د. عز الدين الكومي
قبل الحديث عن قضية قتل السفراء والرسل،
والتي أثيرت بسبب مقتل السفير الروسي فى العاصمة التركية أنقرة، وبعيدا عن
العاطفة أو التشنج، يجب ضبط الأمر بالضوابط الشرعية، فلا بد من مراعاة
أمرين اثنين:
الأمر الأول: هو النظر للمآلات -أي ما يترتب على هذه الأفعال من مآلات ونتائج- فقد قال الإمام الشاطبي: النظر في مآلات الأفعال معتبر مقصود شرعا، كانت الأفعال موافقة أو مخالفة، وذلك أن المجتهد لا يحكم على فعل من الأفعال الصادرة عن المكلفين بالإقدام أو بالإحجام إلا بعد نظره إلى ما يؤول إليه ذلك الفعل!!
وقال فى موضع آخر: وضابطه أنك تعرض مسألتك على الشريعة فإن صحت في ميزانها فانظر في مآلها بالنسبة إلى حال الزمان وأهله؛ فإن لم يؤد ذكرها إلى مفسدة فاعرضها فى ذهنك على العقول فإن قبلتها، فلك أن تتكلم فيها إما على العموم؛ إن كانت مما تقبلها العقول على العموم، وإما على الخصوص إن كانت غير لائقة بالعموم، وإن لم يكن لمسألتك هذا المساغ فالسكوت عنها هو الجاري على وفق المصلحة الشرعية والعقلية!!
وإذا نظرنا إلى الحادث بمعيار المصالح والمفاسد، وفقه المآلات وجدْنا أنّ ضرره على القضية السورية أكبر بكثير مِن نفعه، فاليوم روسيا تتجه لمجلس الأمن بدم سفيرها، حتى تعطي مبررا لما ستقوم به من جرائم فى حق الشعب السوري، زد على ذلك أن مثل هذه الحادثة لم تمس المجرم بوتين لا من قريب ولا من بعيد، ومقتل سفير هنا أو هناك فلا يترتب عليه نتائج كبيرة!! ناهيك عن وجود عهود ومواثيق وأعراف دولية، تقضي بتأمين الدبلوماسيين وحمايتهم؛ فيجب احترام هذه العهود وهذه المواثيق!!
والأمر الثاني وهو: النظر إلى ما تفعله هذه الدول المعتدية، من أفعال إجرامية ضد المسلمين من قتل وتنكيل وقهر وإذلال، ودعم الأنظمة الفاسدة، والتستر على جرائمها، بزعم محاربة الإرهاب، أو غير ذلك من المبررات، هذه الأفعال التي حتما ستدفع بشباب المسلمين، إلى الغلو والتطرف وارتكاب تصرفات يعبرون من خلالها عن معاناة أمتهم، ظنا منهم أن هذا قد يكون رادعا لهذه الدول المجرمة، لذلك يجب تذكير هذه الدول بما سيترتب على أفعالها الإجرامية!!
هذا؛ والأصل في قضية منع قتل الرسل والسفراء، هو ما رواه الإمام أحمد فى مسنده بسند صحيح وأبوداود فى سننه عن سلمةَ بن نُعيمِ بن مسعود الأشجعيِّ عن أبيه نعيم، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول لهما –للرسولين- حين قرأ كتاب مسيلمة: ((ما تقولان أنتما؟)) قالا: نقول كما قال، قال: ((أما والله لولا أن الرسلَ لا تُقتَلُ لضربتُ أعناقَكُما)). والحديث صححه الشيخ الألباني فى صحيح وضعيف سنن أبي داود، والشيخ شعيب الأرناؤوط.
وقال صاحب كتاب عون المعبود عند شرحه لهذا الحديث فِيهِ دَلِيل عَلَى تَحْرِيم قَتْل الرُّسُل الْوَاصِلِينَ مِنْ الْكُفَّار وَإِنْ تَكَلَّمُوا بِكَلِمَةِ الْكُفْر فِي حَضْرَة الْإِمَام، أي عند رئيس الدولة!! كما أن النبى صلى الله عليه وسلم تغاضى عنهما مع أنهما جهرا بأنهما يؤمنان بمسيلمة الكذاب، ويتبعانه في دينه، وهذا يعني أنهما من المرتدين الذين تحل دماؤهم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ: الثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالنَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ)) وهذان لم يرتدا فقط، ولم يكتفيا بترك الجماعة، ولكنهما يقومان بفتنة الناس، والدعوة إلى اتباع مسيلمة، بل جاءا يساومان رسول الله صلى الله عليه وسلم على اقتسام النبوة أو تبادلها.
فلو سار الإنسان مع هواه، ونظر في المصالح دون مراعاة للشرع ولا لمطلق العدل، لكان قتلهما أمرًا هينًا متوقعًا لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحفظ دماءهما؛ لأنهما من الرسل، والرسل -عُرْفًا- لا تُقتل، والشرع يقرُّ ذلك العرفَ ويؤكده!!
بل إن مسيلمة الكذاب نفسه لما ظفر بأحد رسل المسلمين وهو حبيب بن زيد رضي الله عنه قطعه عضوًا عضوًا، حتى لقي حبيبٌ ربَّهُ شهيدًا!! أخرجه ابن أبى شيبة.
وكان من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يُحمِّل الرسل وزر الرسائل التي يحملونها، فما هم إلا حاملين لها، وحتى إن ظهر من بعضهم أخطاء، فإنه كان يعتبر سفارتهم واقية لهم من العقاب، فلا يتعرض لهم بشيء!!
وهذا ما حدث منه صلى الله عليه وسلم مع رسل كسرى الذين جاءوه في المدينة المنورة، وقالا له: إن شاهنشاه ملك الملوك كسرى، قد كتب إلى الملك باذان يأمره أن يبعث إليك من يأتيه بك، وقد بعثنا إليك لتنطلق معنا، فإن فعلت كتب فيك إلى ملك الملوك ينفعك، ويَكْفِهِ عنك، وإن أبيت فهو من قد علمت؛ فهو مُهْلِكُك، ومُهْلِكُ قومك، ومخرِّب بلادك، ولما نظر إليهما صلى الله عليه وسلم ووجدهما قد حلقا لحاهما وأعفيا شواربهما.. فقال صلى الله عليه وسلم: ((ويلكما، من أمركما بهذا؟)) قالا: أمرنا بهذا ربنا، يعنيان كسرى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لكن ربي قد أمرني بإعفاء لحيتي وقَصِّ شاربي)) ثم قال لهما: ((ارجعا حتى تأتياني غدًا)) قال: وأتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم الخبرُ من السماء، أن الله قد سلط على كسرى ابنه شيرويه فقتله، في شهر كذا وكذا، في ليلة كذا وكذا، قال: فدعاهما فأخبرهما، فقالا: هل تدري ما تقول؟! إنا قد نقمنا عليك ما هو أيسر من هذا، أفنكتب عنك بهذا، ونخبر الملك؟ قال: نعم، أخبراه ذلك عني، وقولا له: إن ديني وسلطاني سيبلغ ما بلغ مُلْكُ كسرى، وينتهي إلى منتهى الخف والحافر، وقولا له: إنك إن أسلمت أعطيتُك ما تحت يديك، ومَلَّكتُك على قومك من الأبناء) تاريخ الطبري، وحسنه الشيخ الألباني فى تخريج أحاديث فقه السيرة للغزالي.
فهذان رسولا كسرى قد جاءا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في عقر داره في المدينة المنورة، ليأخذاه إلى كسرى فارس، وكان كلامهما يتسم بالصلف والغرور، ومع ذلك أخبرهما صلى الله عليه وسلم عن خبر السماء الذي أتاه، وأخبرهما أن يُبَلِّغَا باذان عامل اليمن من قِبَلِ كسرى أنه إن أسلم أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تحت يده، ثم زاد فوق ذلك الاحترام احترامًا أعظم وأكرم، فأعطى أحد الرسولين هدية قيمة عبارة عن مِنْطَقَة (حزامٍ) فيها ذهب وفضة!! وبالتالي لا يجوز قتلُ أيِّ شخصٍ أمَّنه مسلمٌ في أي مكان فجِوارُ المسلمِ وتأمينُه لأيّ شخصٍ غيرِ مسلم يُحترَم، ولو قلنا بأنّ دمَه هدْر في بلد مسلم.. فهل نرضى أنْ يُعامل سفراء المسلمين في بلاد الكفار بالمثل؟!!
فعن أم هانئ بنت أبي طالب، قالت: ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح، فقلت: يا رسول الله زعم ابن أمي عليٌّ أنه قاتلٌ رجلا قد أَجَرْتُه؛ فلان بن هبيرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قد أَجَرْنا مَن أَجَرْتِ يا أم هانئ)) رواه البخاريّ ومسلم. وفي رواية أبي داود والنسائيِّ: ((وأَمَّنّا مَن أَمَّنْتِ)) أخرجه أبوداود، وصححه الشيخ شعيب الأرنؤوط.
هذا هو منهج النبى صلى الله عليه وسلم، فى التعامل مع الرسل والسفراء بعيدا عن النزق والهوى والعواطف والتشنجات، التي رأيناها بالأمس على صفحات التواصل الاجتماعي وغيرها!!
الأمر الأول: هو النظر للمآلات -أي ما يترتب على هذه الأفعال من مآلات ونتائج- فقد قال الإمام الشاطبي: النظر في مآلات الأفعال معتبر مقصود شرعا، كانت الأفعال موافقة أو مخالفة، وذلك أن المجتهد لا يحكم على فعل من الأفعال الصادرة عن المكلفين بالإقدام أو بالإحجام إلا بعد نظره إلى ما يؤول إليه ذلك الفعل!!
وقال فى موضع آخر: وضابطه أنك تعرض مسألتك على الشريعة فإن صحت في ميزانها فانظر في مآلها بالنسبة إلى حال الزمان وأهله؛ فإن لم يؤد ذكرها إلى مفسدة فاعرضها فى ذهنك على العقول فإن قبلتها، فلك أن تتكلم فيها إما على العموم؛ إن كانت مما تقبلها العقول على العموم، وإما على الخصوص إن كانت غير لائقة بالعموم، وإن لم يكن لمسألتك هذا المساغ فالسكوت عنها هو الجاري على وفق المصلحة الشرعية والعقلية!!
وإذا نظرنا إلى الحادث بمعيار المصالح والمفاسد، وفقه المآلات وجدْنا أنّ ضرره على القضية السورية أكبر بكثير مِن نفعه، فاليوم روسيا تتجه لمجلس الأمن بدم سفيرها، حتى تعطي مبررا لما ستقوم به من جرائم فى حق الشعب السوري، زد على ذلك أن مثل هذه الحادثة لم تمس المجرم بوتين لا من قريب ولا من بعيد، ومقتل سفير هنا أو هناك فلا يترتب عليه نتائج كبيرة!! ناهيك عن وجود عهود ومواثيق وأعراف دولية، تقضي بتأمين الدبلوماسيين وحمايتهم؛ فيجب احترام هذه العهود وهذه المواثيق!!
والأمر الثاني وهو: النظر إلى ما تفعله هذه الدول المعتدية، من أفعال إجرامية ضد المسلمين من قتل وتنكيل وقهر وإذلال، ودعم الأنظمة الفاسدة، والتستر على جرائمها، بزعم محاربة الإرهاب، أو غير ذلك من المبررات، هذه الأفعال التي حتما ستدفع بشباب المسلمين، إلى الغلو والتطرف وارتكاب تصرفات يعبرون من خلالها عن معاناة أمتهم، ظنا منهم أن هذا قد يكون رادعا لهذه الدول المجرمة، لذلك يجب تذكير هذه الدول بما سيترتب على أفعالها الإجرامية!!
هذا؛ والأصل في قضية منع قتل الرسل والسفراء، هو ما رواه الإمام أحمد فى مسنده بسند صحيح وأبوداود فى سننه عن سلمةَ بن نُعيمِ بن مسعود الأشجعيِّ عن أبيه نعيم، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول لهما –للرسولين- حين قرأ كتاب مسيلمة: ((ما تقولان أنتما؟)) قالا: نقول كما قال، قال: ((أما والله لولا أن الرسلَ لا تُقتَلُ لضربتُ أعناقَكُما)). والحديث صححه الشيخ الألباني فى صحيح وضعيف سنن أبي داود، والشيخ شعيب الأرناؤوط.
وقال صاحب كتاب عون المعبود عند شرحه لهذا الحديث فِيهِ دَلِيل عَلَى تَحْرِيم قَتْل الرُّسُل الْوَاصِلِينَ مِنْ الْكُفَّار وَإِنْ تَكَلَّمُوا بِكَلِمَةِ الْكُفْر فِي حَضْرَة الْإِمَام، أي عند رئيس الدولة!! كما أن النبى صلى الله عليه وسلم تغاضى عنهما مع أنهما جهرا بأنهما يؤمنان بمسيلمة الكذاب، ويتبعانه في دينه، وهذا يعني أنهما من المرتدين الذين تحل دماؤهم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ: الثَّيِّبُ الزَّانِي، وَالنَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ)) وهذان لم يرتدا فقط، ولم يكتفيا بترك الجماعة، ولكنهما يقومان بفتنة الناس، والدعوة إلى اتباع مسيلمة، بل جاءا يساومان رسول الله صلى الله عليه وسلم على اقتسام النبوة أو تبادلها.
فلو سار الإنسان مع هواه، ونظر في المصالح دون مراعاة للشرع ولا لمطلق العدل، لكان قتلهما أمرًا هينًا متوقعًا لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحفظ دماءهما؛ لأنهما من الرسل، والرسل -عُرْفًا- لا تُقتل، والشرع يقرُّ ذلك العرفَ ويؤكده!!
بل إن مسيلمة الكذاب نفسه لما ظفر بأحد رسل المسلمين وهو حبيب بن زيد رضي الله عنه قطعه عضوًا عضوًا، حتى لقي حبيبٌ ربَّهُ شهيدًا!! أخرجه ابن أبى شيبة.
وكان من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يُحمِّل الرسل وزر الرسائل التي يحملونها، فما هم إلا حاملين لها، وحتى إن ظهر من بعضهم أخطاء، فإنه كان يعتبر سفارتهم واقية لهم من العقاب، فلا يتعرض لهم بشيء!!
وهذا ما حدث منه صلى الله عليه وسلم مع رسل كسرى الذين جاءوه في المدينة المنورة، وقالا له: إن شاهنشاه ملك الملوك كسرى، قد كتب إلى الملك باذان يأمره أن يبعث إليك من يأتيه بك، وقد بعثنا إليك لتنطلق معنا، فإن فعلت كتب فيك إلى ملك الملوك ينفعك، ويَكْفِهِ عنك، وإن أبيت فهو من قد علمت؛ فهو مُهْلِكُك، ومُهْلِكُ قومك، ومخرِّب بلادك، ولما نظر إليهما صلى الله عليه وسلم ووجدهما قد حلقا لحاهما وأعفيا شواربهما.. فقال صلى الله عليه وسلم: ((ويلكما، من أمركما بهذا؟)) قالا: أمرنا بهذا ربنا، يعنيان كسرى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لكن ربي قد أمرني بإعفاء لحيتي وقَصِّ شاربي)) ثم قال لهما: ((ارجعا حتى تأتياني غدًا)) قال: وأتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم الخبرُ من السماء، أن الله قد سلط على كسرى ابنه شيرويه فقتله، في شهر كذا وكذا، في ليلة كذا وكذا، قال: فدعاهما فأخبرهما، فقالا: هل تدري ما تقول؟! إنا قد نقمنا عليك ما هو أيسر من هذا، أفنكتب عنك بهذا، ونخبر الملك؟ قال: نعم، أخبراه ذلك عني، وقولا له: إن ديني وسلطاني سيبلغ ما بلغ مُلْكُ كسرى، وينتهي إلى منتهى الخف والحافر، وقولا له: إنك إن أسلمت أعطيتُك ما تحت يديك، ومَلَّكتُك على قومك من الأبناء) تاريخ الطبري، وحسنه الشيخ الألباني فى تخريج أحاديث فقه السيرة للغزالي.
فهذان رسولا كسرى قد جاءا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في عقر داره في المدينة المنورة، ليأخذاه إلى كسرى فارس، وكان كلامهما يتسم بالصلف والغرور، ومع ذلك أخبرهما صلى الله عليه وسلم عن خبر السماء الذي أتاه، وأخبرهما أن يُبَلِّغَا باذان عامل اليمن من قِبَلِ كسرى أنه إن أسلم أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تحت يده، ثم زاد فوق ذلك الاحترام احترامًا أعظم وأكرم، فأعطى أحد الرسولين هدية قيمة عبارة عن مِنْطَقَة (حزامٍ) فيها ذهب وفضة!! وبالتالي لا يجوز قتلُ أيِّ شخصٍ أمَّنه مسلمٌ في أي مكان فجِوارُ المسلمِ وتأمينُه لأيّ شخصٍ غيرِ مسلم يُحترَم، ولو قلنا بأنّ دمَه هدْر في بلد مسلم.. فهل نرضى أنْ يُعامل سفراء المسلمين في بلاد الكفار بالمثل؟!!
فعن أم هانئ بنت أبي طالب، قالت: ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح، فقلت: يا رسول الله زعم ابن أمي عليٌّ أنه قاتلٌ رجلا قد أَجَرْتُه؛ فلان بن هبيرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قد أَجَرْنا مَن أَجَرْتِ يا أم هانئ)) رواه البخاريّ ومسلم. وفي رواية أبي داود والنسائيِّ: ((وأَمَّنّا مَن أَمَّنْتِ)) أخرجه أبوداود، وصححه الشيخ شعيب الأرنؤوط.
هذا هو منهج النبى صلى الله عليه وسلم، فى التعامل مع الرسل والسفراء بعيدا عن النزق والهوى والعواطف والتشنجات، التي رأيناها بالأمس على صفحات التواصل الاجتماعي وغيرها!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق