الخميس، 22 ديسمبر 2016

شاهد- تجديد الخطاب الديني عند السيسي.. الطريق إلى "علمنة" الإسلام

شاهد- تجديد الخطاب الديني عند السيسي.. الطريق إلى "علمنة" الإسلام

https://www.youtube.com/watch?v=0lwcebqsrXI

22/12/2016 

في مرات عديدة دعا عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري الفاشي، إلى ما أطلق عليه تجديد الخطاب الديني، وهو في ذلك لا يقصد تجديد الخطاب الديني بشكل مطلق يشمل الإسلام والمسيحية، ولكنه يختص بكلامه الإسلام تحديدا، ويرى بحسب مزاعمه أنه وحده الذي يستحق التجديد، أما المسيحية فلا يجرؤ على طرح ذلك مطلقا.
وبدأت لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، الخميس الماضي، أولى جلسات مناقشة "آليات تطوير الخطاب الدينى"، بحضور كبار رجال الدين الموالين للعسكر، منهم "شوقى علام مفتى العسكر، وعلي جمعة صاحب فتوى "اضرب في المليان"، ونصر فريد واصل المفتى الأسبق، وغيرهم، كما حضر الأنبا أرميا الأسقف العام وسكرتير تواضروس الثانى، والأنبا بولا.
تشويه "الجهاد والشريعة"
وحسب مراقبين، فإن ملامح تجديد الخطاب الديني عند السيسي إنما تهدف إلى علمنة الإسلام، بحيث يتم إبعاد مفاهيم إسلامية كبرى، منها مفهوم «الجهاد» الذي يتم تشويهه على أوسع نطاق؛ عبر إطلاق مصطلح "الإرهاب" على كل من يفكر-مجرد التفكير- في استخدام معاني وقيم الجهاد في الدفاع عن النفس، ومواجهة أطماع الأعداء الذين يتمددون في عالمنا العربي والإسلامي، وسط ترحيب من بعض حكام العرب السفهاء.
والضابط في مفهوم الجهاد في الإسلام هو قوله تعالى {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [البقرة: 190].
كذلك تم تشويه مفهوم الشريعة والعمل على حصرها في بعض الحدود القليلة، مثل حد الزنا والقذف وشرب الخمر والقصاص.. على الرغم من أن الشريعة في جوهرها إنما تقوم على الحق والعدل وحفظ الكليات الـ5، وهي الدين والنفس والعقل والنسل والمال.
يقول الإمام أبو حامد الغزالي: "إن مقصود الشرع من الخلق خمسة: وهو أن يحفظ عليهم دينهم ونفسهم وعقلهم ونسلهم ومالهم.. فكل ما يتضمن حفظ هذه الأصول الخمسة فهو مصلحة.. وكل ما يفوت هذه الأصول فهو مفسدة ودفعها مصلحة».
بحجة "مناهضة العنف".. علمنة المناهج يحذف "الأيوبي" وتغيير وصف كفار قريش
تشكيك في التراث وتطاول على الإسلام
وشنت الأذرع الإعلامية للانقلاب حملة إعلامية منظمة على التراث الإسلامي، حيث نشرت صحيفة الوطن، المحسوبة على جهاز المخابرات، في عددها الصادر الأحد 18 ديسمبر 2016، تقريرا موسعا أبرزته في مانشيت لها تحت عنوان مسيء للتراث الإسلامي «قنابل التكفير فى كتب التراث»، وزعمت أن «المذاهب الأربعة أوجبت على الذمي أداء الجزية.. و"المالكية" اشترطت ضربه» دون معرفة من محررها بفهوم الجزية وصورها وأشكالها وحالات الاستثناء فيها، باعتبارها وردت بنص قرآني لا يمكن التشكيك فيه.
 وتطرقت الصحيفة إلى التنفير من "المغالاة فى التشدد"، وأنها وصلت إلى حد تحريم تهنئة غير المسلمين فى أعيادهم دون أن تفرق الصحيفة بين الحكم والفتوى.. فالحكم ما ثبت بنص صحيح صريح كتحريم الزنا والكذب والسرقة. أما الفتوى فهي رأي العالم أو الفقيه، ويمكن الأخذ بها أو بغيرها، ومعلوم أن تهنئة الأقباط بأعيادهم من باب الفتوى لا الحكم، وقد اختلف الفقهاء حيالها بين محرم ومجيز، بحسب المناسبة والحالة والسلم والحرب.
لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن عدة صحف وفضائيات عمدت إلى استضافة المدعو إسلام بحيري بمجرد خروجه بعفو سيساوي، وراح ينتقل من صحيفة لأخرى ومن فضائية لأخرى يبث خلالها سمومه، مدعيا أن القنبلة التي كانت في البطرسية إنما هي في كتب التراث التي صنعت "الإرهابي"، بحسب مزاعمه وتطاوله.
وفي لقائه مع المذيع عمرو أديب، ادعى البحيري أنه أكثر علما من الإمامين البخاري ومسلم وابن القيم، قائلا: «أنا أفضل منهم، نتيجة ما تراكم لدي من معلومات لم تتح لهم»!.
التطاول على الأزهر
كذلك من ملامح تجديد الخطاب الديني، الحملة الشعواء على مؤسسة الأزهر، كبرى المؤسسات الإسلامية في العالم، فإننا وإن كانت لنا تحفظات كبيرة على مشيخة الأزهر ومشاركتها في مشهد الانقلاب على إرادة الأمة، إلا أن هناك فرقا بين المشيخة التي لا نحترمها، ومؤسسة الأزهر التي واجب على كل مسلم غيور أن يدافع عنها أمام هذا التطاول والإسفاف تحت لافتة "تجديد الخطاب الديني".
تنفيذًا لتعليمات السيسي.. الأزهر يتجه إلى "علمنة" المناهج
وشنت صحيفة الوطن، في عددها اليوم، هجوما حادا على المناهج التعلمية بالأزهر، وادعت أنها تحول وسطية الأزهر إلى تطرف وتحريض.. وزعمت أن المقررات تجيز امتهان غير المسلمين على غير الحق والحقيقة؛ استنادا إلى اجتزاء بعض الققرات من السياق العام يتم الاستشهاد بها على سبيل المقارنة في القضية لا على سبيل الإقرار بها، فتتلقفها هذه الصحف والفضائيات دون وعي، زاعمة أن الأزهر يدرس هذه الأشياء.
فمناهج الأزهر وعلوم الأزهر وتراث الأزهر، بحسب الكاتب جمال سلطان، هو الذي تخرجت عليه أجيال من رموز مصر وقادتها على مدار التاريخ، في العلوم والدين والمعارف والفنون والآداب ألف عام، ولم تكن مصر طوال ذلك التاريخ تعرف الإرهاب، فلماذا ظهر الإرهاب الآن؟
تدمير التعليم الأزهري مخطط ممنهج لمحو الهوية الإسلامية
إنه انقلابكم المشئوم على ثورة يناير، وإجهاض العسكر لأول تجربة ديقمراطية تشهدها مصر في عصرها الحديث والمعاصر.
يونس حمزاوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق