الجمعة، 16 ديسمبر 2016

سيناريو ريجيني يتكرر في "البطرسية" بقلم: ناصر البنهاوي


سيناريو ريجيني يتكرر في "البطرسية"


بقلم: ناصر البنهاوي

بداية نعزى إخواننا الأقباط في مصابهم ونعلن أن الدم المصري كله حرام. ويبدو أن من قتل الباحث الإيطالي ريجينى وأشرف على التحقيقات الخاصة بمقتله هو نفسه من خطط ونفذ وحقق في حادثة تفجير الكنيسة البطرسية.

فحمود شفيق محمد مصطفى المتهم بتفجير الكنيسة مقبوض عليه منذ مارس عام 2014 وهو في سن 16 عاما بعد تلفيق تهمة الاعتداء على عناصر لحركة تمرد بالسلاح والعثور على متفجرات بحوزته.

وقد نشرت صحيفة الوطن المقربة من النظام الخبر خبرا بتاريخ 15/3/2014. كيف خرج من السجن وفجر نفسه في الكنيسة؟ ولماذا أخذ هويته معه في رحلته التفجيرية؟ ولماذا فشل الأمن في تفتيشه والعثور على هويته أثناء دخوله ونجحت سلطات التحقيق في العثور على هويته بعد أن أصبح أشلاء وارتقت روحه إلى ربه؟

والسؤال هنا لماذا لم يفجر نفسه فى مصلى الرجال واختار أن يفجر نفسه في مصلى السيدات؟ وكيف سمحت له السيدات بالدخول؟

رواية رديئة وغير محبوكة نسجها شخص حاصل على 50% في الثانوية العامة تم تعيينه في سلك القضاء بالوراثة. ثم إن السيسي أعلن أن عمر حمود شفيق محمد مصطفى 22 عاما في حين أن عمره الآن 18 عاما فقط. بمعنى آخر، توصلوا لهويته وللدى إن إيه ولم يتوصلوا لعمره الحقيقي.

والسؤال التالى هو كيف لحزام ناسف أن يحتوى على 12 كيلو متفجرات ويفشل رجال الأمن من اكتشافه أثناء التفتيش؟ كما أعلن أنه تم القبض على 3 رجال وسيدة وجار البحث عن اثنين آخرين.. هل هؤلاء المتهمون كانوا مع الانتحاري؟ وما سبب دخولهم معه؟ أم أن سلطات التحقيق توصلت إليهم عن طريق تحليل ال دى إن إيه للانتحاري؟ ما هو دور هؤلاء في العملية؟ وكيف تم التوصل إليهم بهذه السرعة؟

الغباء نفسه هو الذى حبك قضية مقتل جوليو ريجينى؛ حيث تم تصفية خمسة مواطنين أبرياء بتهمة قتل ريجينى وسرقة متاعه. وقالت السلطات إنهم تشكيل عصابي متخصص في سرقة الأجانب. لكن السطات الإيطالية وعائلة ريجينى لم تصدق رواية سلطات التحقيق المصرية بسبب آثار التعذيب على جسد ريجينى، وما زالت تحقق في الحادثة حتى الآن، واستدعت النائب العام المصري 5 مرات إلى روما للاستماع إلى شهادته.

هناك تخبط شديد وفوضى ولا مركزية في الاتهامات وأنصار السيسي عيارهم فالت.. فأحد الضباط تسرع وقال أن امرأة فجرت نفسها بعد أن أخفت 12 كيلو متفجرات في حمالة صدرها، وصحيفة الفجر اتهمت الشيخ رفاعي طه، على الرغم من أنه استشهد في سوريا في إبريل الماضي.

سجل سلطات المصرية في تلفيق التهم طويل وعريض.. وكذلك سجلها الفاشل في القبض على مرتكبي الحوادث الإرهابية في مصر.. فقد لفقت التهم لخالد سعيد وسيد بلال ونقيب الصحفيين ومنى مينا ونشطاء حركة 6 إبريل والرئيس مرسى و60 ألفًا من إخوانه.

وقد أدانت منظمة العفو الدولة سجل السلطات المصرية في تلفيق التهم أكثر من مرة كان آخرها في 27 نوفمبر الماضى عندما لفقت التهم لمحمد أشرف إبراهيم محمد الطالب بجامعة عين شمس.

السيسي فشل في كل الوظائف التي أسندت إليه.. فقد فشل في وظيفة مدير المخابرات الحربية وفي وزارة الدفاع وفي رئاسة الجمهورية.. وفشل أن يصبح مجرمًا قادرًا على ارتكاب جريمة متكاملة الأركان.

والسؤال هنا.. هل سيصمت أهالي ضحايا تفجير الكنيسة أم سيطالبون بتحقيق دولي عادل شفاف كما فعلت أسرة ريجينى؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق