بعد ان استشهد به "السيسي"..ماذا قال د."جمال حمدان" عن حكم العسكر ؟
7 أغسطس , 2015
استشهد قائد الإنقلاب العسكري "عبدالفتاح السيسي"، بمقولة العالم و المفكر الكبير الدكتور جمال حمدان، والتي أشاد فيها بالدور الذي يمكن أن تقوم به قناة السويس في المستقبل بشرط التخطيط والعمل الدءوب. وأشار السيسي، خلال كلمته بحفل افتتاح قناة السويس الجديدة، إلى أن نبوءة «حمدان» تحققت من خلال مشروع قناة السويس بعد 10 سنوات من تلك المقولة والتي جاء فيها: «لنا أن نطمئن رغم كل التحديات والعقبات أن مستقبل قناة السويس وثيق كما هو مضمون أو مشرق أكثر مما كان في أي وقت مضى فقط بشرط أن نقبل بالتحدي وان نتصدى للخطر باليقظة وبالإصرار وبالتخطيط الدءوب ثم بالعمل الحازم الحاسم».
والخطأ الذي وقع فيه كاتب الخطاب، هو مجرد الاستشهاد بـ«جمال حمدان» ذاته، والمعروف برأيه السلبي تجاه الحكام أصحاب الخلفية العسكرية. كما ان د. جمال حمدان نفسه مات قبل اكثر من عشرين عاما و ليس عشر سنوات كما جاء على لسان السيسي.!
ومن أشهر ما قاله «حمدان»، في هذا الشأن جاء في الجزء الرابع من كتابه «شخصية مصر»، والذي وصف فيه حكم العسكريين للبلاد بـ«الاغتصاب»، مشيرًا إلى أن حكام مصر العسكريين خضعوا للاستعمار الأجنبي على المستوى الخارجي، في مقابل أخضعوا الشعب المسالم تحت سيطرتهم بالحكم البوليسي، وفقًا لوصفه.
وقال الدكتور « جمال حمدان»: إنه «خلال أكثر من ٥٠٠٠ سنة لم تحدث أو تنجح في مصر ثورة شعبية حقيقية واحدة بصفة محققة بصفة مؤكدة، مقابل بضع هبات أو فورات قصيرة متواضعة أو فاشلة غالبًا، مقابل عشرات بل مئات من الانقلابات العسكرية يمارسها الجند و العسكر دوريًا كأمر يومي منذ الفرعونية وعبر المملوكية وحتى العصر الحديث ومصر المعاصرة».
وأضاف: «هكذا بقدر ما كانت مصر تقليديًا و من البداية إلي النهاية شعبًا غير محارب في الخارج، كانت مجتمعًا مدنيًا يحكمه العسكريون كأمر عادي في الداخل، و بالتالي كانت وظيفة الجيش الحكم أكثر من الحرب، و وظيفة الشعب التبعية أكثر من الحكم، و في ظل هذا الوضع الشاذ المقلوب، كثيرًا ما كان الحكم الغاصب يحل مشكلة الأخطار الخارجية والغزو بالحل السياسي وأخطار الحكم الداخلية بالحل العسكري، أي أنه كان يمارس الحل السياسي مع الأعداء والغزاة في الخارج والحل العسكري مع الشعب في الداخل، فكانت دولة الطغيان عامة، استسلامية أمام الغزاة، بوليسية على الشعب».
وتابع: «من هذا وذالك جاءت لعنة خضوع الحكم العسكري الاغتصابي الاستسلامي للاستعمار الأجنبي على المستوى الخارجي، و لعنة خضوع الشعب السلبي المسالم للحكم البوليسي في الداخل، وهي جميعًا سلسلة متناقضات ساخرة بقدر ما هي قطعة من الاستمرارية المأساوية المحزنة المخجلة».
7 أغسطس , 2015
استشهد قائد الإنقلاب العسكري "عبدالفتاح السيسي"، بمقولة العالم و المفكر الكبير الدكتور جمال حمدان، والتي أشاد فيها بالدور الذي يمكن أن تقوم به قناة السويس في المستقبل بشرط التخطيط والعمل الدءوب. وأشار السيسي، خلال كلمته بحفل افتتاح قناة السويس الجديدة، إلى أن نبوءة «حمدان» تحققت من خلال مشروع قناة السويس بعد 10 سنوات من تلك المقولة والتي جاء فيها: «لنا أن نطمئن رغم كل التحديات والعقبات أن مستقبل قناة السويس وثيق كما هو مضمون أو مشرق أكثر مما كان في أي وقت مضى فقط بشرط أن نقبل بالتحدي وان نتصدى للخطر باليقظة وبالإصرار وبالتخطيط الدءوب ثم بالعمل الحازم الحاسم».
والخطأ الذي وقع فيه كاتب الخطاب، هو مجرد الاستشهاد بـ«جمال حمدان» ذاته، والمعروف برأيه السلبي تجاه الحكام أصحاب الخلفية العسكرية. كما ان د. جمال حمدان نفسه مات قبل اكثر من عشرين عاما و ليس عشر سنوات كما جاء على لسان السيسي.!
ومن أشهر ما قاله «حمدان»، في هذا الشأن جاء في الجزء الرابع من كتابه «شخصية مصر»، والذي وصف فيه حكم العسكريين للبلاد بـ«الاغتصاب»، مشيرًا إلى أن حكام مصر العسكريين خضعوا للاستعمار الأجنبي على المستوى الخارجي، في مقابل أخضعوا الشعب المسالم تحت سيطرتهم بالحكم البوليسي، وفقًا لوصفه.
وقال الدكتور « جمال حمدان»: إنه «خلال أكثر من ٥٠٠٠ سنة لم تحدث أو تنجح في مصر ثورة شعبية حقيقية واحدة بصفة محققة بصفة مؤكدة، مقابل بضع هبات أو فورات قصيرة متواضعة أو فاشلة غالبًا، مقابل عشرات بل مئات من الانقلابات العسكرية يمارسها الجند و العسكر دوريًا كأمر يومي منذ الفرعونية وعبر المملوكية وحتى العصر الحديث ومصر المعاصرة».
وأضاف: «هكذا بقدر ما كانت مصر تقليديًا و من البداية إلي النهاية شعبًا غير محارب في الخارج، كانت مجتمعًا مدنيًا يحكمه العسكريون كأمر عادي في الداخل، و بالتالي كانت وظيفة الجيش الحكم أكثر من الحرب، و وظيفة الشعب التبعية أكثر من الحكم، و في ظل هذا الوضع الشاذ المقلوب، كثيرًا ما كان الحكم الغاصب يحل مشكلة الأخطار الخارجية والغزو بالحل السياسي وأخطار الحكم الداخلية بالحل العسكري، أي أنه كان يمارس الحل السياسي مع الأعداء والغزاة في الخارج والحل العسكري مع الشعب في الداخل، فكانت دولة الطغيان عامة، استسلامية أمام الغزاة، بوليسية على الشعب».
وتابع: «من هذا وذالك جاءت لعنة خضوع الحكم العسكري الاغتصابي الاستسلامي للاستعمار الأجنبي على المستوى الخارجي، و لعنة خضوع الشعب السلبي المسالم للحكم البوليسي في الداخل، وهي جميعًا سلسلة متناقضات ساخرة بقدر ما هي قطعة من الاستمرارية المأساوية المحزنة المخجلة».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق