الثلاثاء، 25 أغسطس 2015

داعش وأخواتها أشداء على الجيش رحماء على الشرطة بقلم: ناصر البنهاوي

داعش وأخواتها أشداء على الجيش رحماء على الشرطة
بقلم: ناصر البنهاوي


إذا أمعنت النظر فى هجمات داعش وأخواتها ضد الجيش والشرطة تجد أن خسائر الهجمات ضد القوات المسلحة عالية جداَ وخسائر الهجمات ضد قوات الشرطة ضئيلة جداً. فعلى سبيل المثال، أسفر تفجير مبنى الأمن الوطنى بشبرا مؤخراً عن جرح 29 فرد منهم 6 من رجال الشرطة.

كما قامت داعش فى يوليو الماضى بتفجير سيارة تحمل 450 كيلو من المواد المتفجرة أمام القنصلية الإيطالية فى القاهرة، مما تسبب في مقتل شخص واحد وإصابة 9 آخرين. كما أن محاولة إغتيال وزير الداخلية بسيارة مفخخة ومحملة ب 165 كيلو من المتفجرات فى سبتمبر الماضى فشلت وأسفرت عن إصابة 21 شخص منهم 10 من رجال الشرطة، إصابة أحدهم فقط كانت خطيرة. بمعنى آخر لم تسفر العملية عن قتلى. وبالمثل، أسفرت عملية تفجير مبنى المخابرات العسكرية بمحافظة الإسماعيلية فى أكتوبر الماضى عن إصابة 6 أشخاص ولا يوجد قتلى بين الضحايا.

وفى الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، وقع تفجير في مديرية أمن القاهرة تسبب في مقتل 4 أشخاص وإصابة 76 آخرين، ويوجد تضارب فى أعداد أفراد الشرطة بين الضحايا. كما حدث انفجار آخر بالقرب من قسم شرطة الطالبية في الجيزة فى نفس اليوم ولم يسفر عن أية إصابات. ووقع تفجير ثالث أمام سينما رادوبيس أسفر عن مقتل شخص واحد، من الجيش وليس الشرطة، وإصابة 6 آخرين. كما وقع انفجار رابع أمام محطة مترو البحوث تسبب في مقتل شخص مدنى واحد وإصابة 9. وأعلنت وزارة الداخلية عن نجاح خبراء المتفرقعات بمحافظة بورسعيد في إبطال مفعول كميات كبيرة من المتفجرات. فرغم حدوث 4 هجمات متزامنة على مقرات الأمن الوطنى لم يعلن عن إسم ضابط شرطة واحد قتل فى هذه الهجمات.

هذه هى الإحصائيات الرسمية ولم يشذ عن هذا السياق غير حادثة تفجير مديرية أمن الدقهلية التى أسفرت عن مقتل بعض أفراد الشرطة، حسب تصريحات الداخلية رغم عدم ذكر أسماء الضحايا ولم تقام لهم جنازات رسمية أو غير رسمية.

أما هجمات داعش وأخواتها على أكمنة الجيش فكانت قاسية وشديدة ومهينة رغم وقوف الجنود على أهبة الإستعداد بطبيعة عملهم، بخلاف قوات الشرطة. فعلى سبيل المثال، قتل 28 ضابط ومجند على كمين للجيش يقع بين واحة الفرفرة والواحات البحريةا فى يوليو 2014. كما أعلن عن مقتل ضابطان و4 مجندين من القوات المسلحة وأصيب 7 آخرين إثر هجوم إرهابي على كمين أبو رفاعي فى الشيخ زويد، فى يوليو الماضى. كما قتل 17 من القوات المسلحة على أقل تقدير جراء عدة هجمات متزامنة على عدة نقاط تفتيش للجيش بالشيخ زويد فى بداية يوليو الماضى.

وهناك تباين أيضاً فى توقيت الهجمات. فتفجيرى شبرا والقنصلية الإبطالية حدثا فى ساعة مبكرة وكأن الإرهابيين يخشون مواجه قوات الشرطة أو يحاولون تجنب كثير من الضحايا.

وهنا يبرز السؤال: لماذا تنجح هجمات داعش ضد القوات المسلحة وتفشل هجماتها ضد الداخلية؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق