محمد مصطفى يكتب: أم السيسي و أم مرسي و أم مبارك و أم السادات أم عبد الناصر ..!
24 أغسطس 2015
24 أغسطس 2015
ماتت "أم السيسي".. وكل من عليها فان (Getty)
الموت عليها و علينا حق.
"توفيت إلى رحمة الله تعالى في ساعة مبكرة من صباح اليوم السيدة والدة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي.. وسوف يقتصر العزاء على أسرة الفقيدة". بيان رئاسة الجمهورية – الإثنين 17 أغسطس/ آب 2015. "
مهاجمة أم/ أب/ أخ/ أخت/ ابن/ ابنة خصم سياسي، تتنافى مع المروءة أخلاقيا، ومع المصلحة سياسيا، ومع كسب الأنصار شعبيا!"
ماتت "أم السيسي".. وكل من عليها فان.
جدلية (سعاد/ مليكة)، التي لم يذكر اسمها صراحة في البيان الرسمي، ليست -في رأيي- أكثر من رصاصة "فشنك" في معركة استنزاف، بميدان خاطئ، ضمن حرب "غير شريفة".
لم يشغلني البتة الحديث عن جنسية أم عبد الفتاح السيسي، أو ديانتها، ولم يكن ليضيرني يهودية أمه، إن كان قد حقن دماء المصريين، ولم يكن ليشفع له أن يكون أبوه من "آل البيت" وقد سفك دماءً، وكرس انقلابا، ووأد ثورة.
أكاد أجزم أن بعضا ممن يزعمون أن "أمه يهودية" كانوا سيتحولون إلى أول من يروج لمناقب "أهل الكتاب" في تاريخ الدولة الإسلامية، إن كان قد صح مانشيت "الجيش ينحاز إلى الشرعية" صبيحة الثالث من يوليو/ تموز عام 2013!
كلما زادت المعركة ابتذالا، والثورة انزلاقا، طفا على السطح أصحاب فيديوهات "10 أدلة على أن السيسي أمه يهودية"، و"الحقيقة وراء مليكة تيتاني"، و"بالأدلة: مقتل قائد الانقلاب.. والشبيه يظهر في عرض عسكري"!
"شاهد قبل الحذف" و"فضيحة بجلاجل" و"عر# مصر" عناوين لم تكن لتقرأها إبان ثورة 25 يناير.. ربما كنا أرقى تعبيرا عن أهدافنا، أو أكثر نبلا مع خصومنا.. أكثر بكثير مما ينبغي للأمانة!
الثورة المصرية واضحة، وميدانها قبلة، وأهدافها بوصلة، وهتافاتها دستور، ودماؤها في مجازر (ماسبيرو، محمد محمود، العباسية، مجلس الوزراء، الحرس الجمهوري، المنصة، النهضة، رابعة، سيارة الترحيلات) وغيرها، أكبر من فيديو مفبرك، أو مقطع ممنتج، أو هاشتاج مسيء!
الخوض في الأعراض ليس من أساليب النضال، ولا مقاصد الشريعة، وترويج الأكاذيب لا يأتي بخير لثورة، ولا بحق لشهيد، ولا بحرية لوطن.
مهاجمة أم/ أب/ أخ/ أخت/ ابن/ ابنة خصم سياسي، تتنافى مع المروءة أخلاقيا، ومع المصلحة سياسيا، ومع كسب الأنصار شعبيا!
خلافنا الجوهري مع ابن "فهيمة محمد حماد".. أنه نكص عن "إقامة حياة ديمقراطية سليمة" بعد انقلاب عسكري تحول إلى ثورة شعبية، وقمع الحريات العامة، فذاقت البلاد على يديه هزيمة منكرة، سمّاها، نزقا واستكبارا، مجرد "نكسة"!
اعتراضنا الأساسي على ابن "ست البرين عبد الله عفر" أنه حوّل انتصارا عسكريا مجيدا، إلى ورقة تفاوض رخيصة، أنتجت معاهدة سياسية منقوصة الحقوق والسيادة والكرامة، مستغلا بسالة جنود الميدان، في الإجهاز على خصومه السياسيين، وتكريس الحكم الديكتاتوري.
ثورتنا على ابن " نعيمة أحمد إبراهيم"، لم تكن قط اعتراضا على نكاته السمجة، ولا سمعه الضعيف، إنما رفضا لسياسات ممنهجة لإفقار الوطن، وتقنين الفساد، وقتل السياسة، ومحاولة توريث البلاد والعباد للابن المدلل!
اختلافنا الرئيسي مع "ابن الحاجة نادرة" -إن صح الاسم- أنه اختار الإصلاح في لحظة الثورة، فلا إصلاحاً حقق، ولا ثورةً أبقى!
لم تكن معارضة عبد الناصر أو السادات أو مبارك أو مرسي لأسباب تتعلق بأمهاتهم، وإن كان ذكر اسم الأم عيبا، لكان أحق الناس بإخفائه رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ابن "آمنة بنت وهب".. وبالمناسبة أمي اسمها "نعيمة"!
"إن الله يحب معالي الأمور وأشرافها.. ويكره سفسافها"، وأخطر ما تواجهه الثورة المصرية أن تتحول إلى "إفيّه ساخر"، أو "مكايدة سياسية"، أو "ردح على أنغام الشرعية"!
الابتذال أخطر علينا من الجنرال. هذا ما أعتقده.
إن أمك -يا سيسي- أو أباك..
تدينك المصطنع أو دينك المستتر..
مسقط رأسك أو موطنك الأصلى..
كلها أمور لا تشغلني عن حقيقة أنك قمت باغتصاب السلطة على أشلاء وطن.
رحم الله الفقيدة.. وحمى مصر من أفعال ابنها.
(مصر)
الموت عليها و علينا حق.
"توفيت إلى رحمة الله تعالى في ساعة مبكرة من صباح اليوم السيدة والدة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي.. وسوف يقتصر العزاء على أسرة الفقيدة". بيان رئاسة الجمهورية – الإثنين 17 أغسطس/ آب 2015. "
مهاجمة أم/ أب/ أخ/ أخت/ ابن/ ابنة خصم سياسي، تتنافى مع المروءة أخلاقيا، ومع المصلحة سياسيا، ومع كسب الأنصار شعبيا!"
ماتت "أم السيسي".. وكل من عليها فان.
جدلية (سعاد/ مليكة)، التي لم يذكر اسمها صراحة في البيان الرسمي، ليست -في رأيي- أكثر من رصاصة "فشنك" في معركة استنزاف، بميدان خاطئ، ضمن حرب "غير شريفة".
لم يشغلني البتة الحديث عن جنسية أم عبد الفتاح السيسي، أو ديانتها، ولم يكن ليضيرني يهودية أمه، إن كان قد حقن دماء المصريين، ولم يكن ليشفع له أن يكون أبوه من "آل البيت" وقد سفك دماءً، وكرس انقلابا، ووأد ثورة.
أكاد أجزم أن بعضا ممن يزعمون أن "أمه يهودية" كانوا سيتحولون إلى أول من يروج لمناقب "أهل الكتاب" في تاريخ الدولة الإسلامية، إن كان قد صح مانشيت "الجيش ينحاز إلى الشرعية" صبيحة الثالث من يوليو/ تموز عام 2013!
كلما زادت المعركة ابتذالا، والثورة انزلاقا، طفا على السطح أصحاب فيديوهات "10 أدلة على أن السيسي أمه يهودية"، و"الحقيقة وراء مليكة تيتاني"، و"بالأدلة: مقتل قائد الانقلاب.. والشبيه يظهر في عرض عسكري"!
"شاهد قبل الحذف" و"فضيحة بجلاجل" و"عر# مصر" عناوين لم تكن لتقرأها إبان ثورة 25 يناير.. ربما كنا أرقى تعبيرا عن أهدافنا، أو أكثر نبلا مع خصومنا.. أكثر بكثير مما ينبغي للأمانة!
الثورة المصرية واضحة، وميدانها قبلة، وأهدافها بوصلة، وهتافاتها دستور، ودماؤها في مجازر (ماسبيرو، محمد محمود، العباسية، مجلس الوزراء، الحرس الجمهوري، المنصة، النهضة، رابعة، سيارة الترحيلات) وغيرها، أكبر من فيديو مفبرك، أو مقطع ممنتج، أو هاشتاج مسيء!
الخوض في الأعراض ليس من أساليب النضال، ولا مقاصد الشريعة، وترويج الأكاذيب لا يأتي بخير لثورة، ولا بحق لشهيد، ولا بحرية لوطن.
مهاجمة أم/ أب/ أخ/ أخت/ ابن/ ابنة خصم سياسي، تتنافى مع المروءة أخلاقيا، ومع المصلحة سياسيا، ومع كسب الأنصار شعبيا!
خلافنا الجوهري مع ابن "فهيمة محمد حماد".. أنه نكص عن "إقامة حياة ديمقراطية سليمة" بعد انقلاب عسكري تحول إلى ثورة شعبية، وقمع الحريات العامة، فذاقت البلاد على يديه هزيمة منكرة، سمّاها، نزقا واستكبارا، مجرد "نكسة"!
اعتراضنا الأساسي على ابن "ست البرين عبد الله عفر" أنه حوّل انتصارا عسكريا مجيدا، إلى ورقة تفاوض رخيصة، أنتجت معاهدة سياسية منقوصة الحقوق والسيادة والكرامة، مستغلا بسالة جنود الميدان، في الإجهاز على خصومه السياسيين، وتكريس الحكم الديكتاتوري.
ثورتنا على ابن " نعيمة أحمد إبراهيم"، لم تكن قط اعتراضا على نكاته السمجة، ولا سمعه الضعيف، إنما رفضا لسياسات ممنهجة لإفقار الوطن، وتقنين الفساد، وقتل السياسة، ومحاولة توريث البلاد والعباد للابن المدلل!
اختلافنا الرئيسي مع "ابن الحاجة نادرة" -إن صح الاسم- أنه اختار الإصلاح في لحظة الثورة، فلا إصلاحاً حقق، ولا ثورةً أبقى!
لم تكن معارضة عبد الناصر أو السادات أو مبارك أو مرسي لأسباب تتعلق بأمهاتهم، وإن كان ذكر اسم الأم عيبا، لكان أحق الناس بإخفائه رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ابن "آمنة بنت وهب".. وبالمناسبة أمي اسمها "نعيمة"!
"إن الله يحب معالي الأمور وأشرافها.. ويكره سفسافها"، وأخطر ما تواجهه الثورة المصرية أن تتحول إلى "إفيّه ساخر"، أو "مكايدة سياسية"، أو "ردح على أنغام الشرعية"!
الابتذال أخطر علينا من الجنرال. هذا ما أعتقده.
إن أمك -يا سيسي- أو أباك..
تدينك المصطنع أو دينك المستتر..
مسقط رأسك أو موطنك الأصلى..
كلها أمور لا تشغلني عن حقيقة أنك قمت باغتصاب السلطة على أشلاء وطن.
رحم الله الفقيدة.. وحمى مصر من أفعال ابنها.
(مصر)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق