الجمعة، 7 أغسطس 2015

ليه نقبض عليك ..لما ممكن نقتلك في بيتك؟! شعار قوات الأمن في زمن الإنقلاب

ليه نقبض عليك ..لما ممكن نقتلك في بيتك؟! 
شعار قوات الأمن في زمن الإنقلاب
 

















7 أغسطس , 2015 -

في زمن الإنقلاب العسكري ..ازدحمت السجون والمعتقلات بعشرات الآلاف من طلبة وأساتذة الجامعة ، والأطباء والمهندسيين والمعلمين والحرفيين ، بل وطلاب في المرحلة الثانوية ، ورجال ونساء من كافة الفئات والأعمار والتخصصات ،

وصرحت عدد من المنظمات الحقوقية في مصر أن معتقلي الرأي في سجون الإنقلاب يتجاوز الخمسين ألفا ،وأن اكثر الحالات التي تعلن الداخلية عن وفاتها داخل السجون ، يكون التكدس وقلة التهوية وعدم وجود رعاية طبية هي الأسباب المؤدية للوفاة،

ويصف بعض المفرج عنهم تلك الزنازين بأنها اشبه بعلب سردين ،يصطف داخلها عشرات من المعتقلين في مساحة لا تتجاوز الخمسين مترا مربعا، بلا مراعاة لأي معايير آدمية.

ومع استمرار الحراك الثوري ، توصلت وزارة داخلية الإنقلاب لحل ناجع لذلك التكدس بالسجون ،

وتحت شعار : ليه نقبض عليك ..لما ممكن نقتلك في بيتك؟!!

ارتكبت وزارة الداخلية المصرية في عهد الإنقلاب العسكري بقيادة "عبد الفتاح السيسي" عددا ضخما من وقائع التصفية والقتل العمد ، في تحطيم تام لكل اسس ومعايير دولة القانون ، وعودة بمصر إلى حكم الغاب وعصور ما قبل الدولة والحضارة.

وإذا كانت أهم قاعدة في كتب القوانين بمصر وكافة الدول في العالم : أن كل متهم بريء حتى تثبت إدانته!

فالقاعدة الأولى اليوم لدى قوات الداخلية : هي كل مواطن مجرم ودمه مهدور ولا ثمن له حتى يثبت ولاءه للنظام العسكري.

و بالأمس فقط ، شهدت مصر عمليتين منفصلتين غاية في البشاعة ،

حيث قامت قوات الداخلية بقتل خمسة ممن اتهمتهم بالانتماء لجماعة الإخوان المسلمين في محافظة الفيوم ،وأنها قامت بتصفيتهم بدعوى الاشتباه في اشتراكهم في عملية قتل طفلة لضابط بمباحث الفيوم ،
والقت بجثثهم على قارعة الطريق ، مع التمثيل بجثث البعض ،حيث وجدت بعض الجثامين مقطوعة الأطراف ، كما وجدت بعضها في حالة تيبس ، حيث اليدين مقيدة للخلف ، والرصاص في أدمغتهم من مسافة قريبة للغاية!


ولم تعلن الداخلية عن اي ادلة على اتهاماتها لهم ، ولم تبرر لنا لماذا لم تعتقلهم وتحقق معهم إذا كانوا بالفعل جناة؟!!


وأين هي اسلحتهم التي اشتبكوا بها مع قوات الأمن كما تزعم الوزارة؟!


ولماذا في كل عمليات التصفية التي تقوم بها قوات الإنقلاب لم نسمع عن مجند أو ضابط واحد أصيب بأذى في تلك الإشتباكات..التي تزعم حدوثها الداخلية؟!!


صور بعض الشهداء الخمسة الذين تم تصفيتهم في محافظة الفيوم













فيما أكد أهالي القتلى وابناء بلدتهم أن غالبيتهم يعملون بالتدريس ،ولم يعرف عنهم أي سلوك إجرامي ،أو ممارسة للعنف ، وأنهم كانوا من أفضل ابناء البلدة خلقا ومعاملة.

وكانت أسماء الضحايا التي تم التعرف عليهم كالآتي:
ربيع مراد -مدرس
عبد العزيز هيبة -مدرس
عبد الناصر علواني - مدير مالي
عبد السلام حتيتة -مدرس

وفي عملية أخرى لا تقل إثما وإجراما ،وبالتزامن مع احتفالات الدولة بتفريعة السيسي الجديدة ؛ قامت قوات الأمن بتصفية الشاب "مجدي بسيوني"، عضو حركة "حازمون" والتي ادعت أنه من العناصر "الإرهابية" ايضا هكذا ..بلا تحقيقات ولا محاكمات ولا احكام قضائية.

حيث داهمت منزله بمركز العياط بالجيزة ، وأردته قتيلا ، ثم قامت القوات بأخذ جثته ،

الشهيد : مجدي بسيوني



وصرح "رمضان" شقيق القتيل، بأن اخيه كان ينوي تسليم نفسه للأمن، وصرح بذلك عبر صفحته على فيس بوك، أمس الأربعاء، لثقته الكاملة ببراءته".

وأضاف، أن "قوات الأمن أخذت الجثة معها بعد أن أطلقت النار عليه، وأنه لا يعرف مكان الجثة حاليًا.

ويُعد «بسيوني» أحد القيادات بحركة حازمون المطلوب ضبطه من قبل قوات الأمن، و كانت تلاحقه منذ فترة، مما دفعه لترك منزله بمنطقة فيصل، والتنقل بين عدة مناطق، آخرها بمركز العياط،

واعتقل من قبل لمدة خمسة أشهر بعد ان اتهمته الداخلية بالتظاهر والانضمام لجماعة "إرهابية"، ثم تم إخلاء سبيله لعدم كفاية الأدلة.

والعجيب في الأمر انه بتصفح الحساب الشخصي الخاص بـ«بسيوني» على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» عثر الناشطون على عدة تدوينات له قبل تصفيته بساعات وقاموا بنشرها على نطاق واسع،
حيث أعلن فيها القيادي بـ"حازمون" عن نيته تسليم نفسه لقوات الأمن بعد عشرة أيام، قائلًا: إنه يثق في براءته ،وأنه تعب من مطاردة شرطة الإنقلاب له وهو البريء الذي لم يرتكب أي جرم .


تدوينة كتبها قبل مقتله بعدة ساعات




واعتبر النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أن تدوينة «بسيوني» تلك هي دليل دامغ على براءته ، فقد أعلن طواعية عن نيته تسليم نفسه،
مكذبين بذلك رواية قوات الأمن والتي زعمت أنه إرهابي تمت تصفيته أثناء تبادل إطلاق النار ، ولم تقدم الداخلية اي دليل على روايتها.

وما أثار اللغط على مواقع التواصل بعد الإعلان عن مقتله هو تدويناته العديدة التي كان يتمنى فيها الخير لمصر، حيث كتب معلقًا على حفل افتتاح تفريعة السويس الجديدة قائلًا:
«بجد.. ربنا يفرح مصر».

والتي تداولها رواد مواقع التواصل الإجتماعي ، متسائلين في حيرة :

لماذا تتعمد وزارة داخلية الإنقلاب نشر ثقافة العنف خارج إطار القانون ،من خلال التصفية الجسدية للمعارضين داخل منازلهم وأمام زويهم؟؟

وهل الهدف من وراء ذلك هو إجبار الشباب والثوار الملتزمين حتى الآن بالسلمية على سلوك العنف ، وأخذ الثأر ، طالما أننا نعيش في غابة ، وأننا عدنا لعصور ما قبل التاريخ ،وأنه لا قانون ولا محاكمات ،بل من يملك السلاح من حقه أن يقتل من يشاء!!

بينما اعتبر ناشطون تلك العمليات الإجرامية من شرطة الإنقلاب الهدف الوحيد منها هو جر البلاد لمستنقع حرب أهلية ، تحرق الأخضر واليابس ،وتضمن بقاء الحكم العسكري إلى ما شاء الله.


فهل لدى السلطة الإنقلابية و التي استباحت دماء الجميع ،إجابة عن تلك الأسئلة؟!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق