الأحد، 23 أغسطس 2015

"مقص الرقيب"يوقف طباعة عشرات الصحف في "سنة أولى سيسي"

"مقص الرقيب"يوقف طباعة عشرات الصحف في "سنة أولى سيسي"

23/08/2015


منعت مطابع "الأهرام" طباعة العدد الأسبوعي من جريدة "الصباح" بسبب تضمنه مقالا عن محمد بدران، رئيس حزب مستقبل وطن، أحد الوجوه التي يكثر ظهورها برفقة عبدالفتاح السيسي، بعد اشتراط مطابع "الأهرام" استبدال المقال لإتمام طباعة العدد، والذي يحمل عنوان "كيف تصبح طفلاً للرئيس في 9 خطوات؟".


تزامنًا مع هذا وقف الأهرام طبع العدد الأسبوعي من صحيفة "المصريون"، اليوم السبت بسبب مقال رئيس التحرير المقرر صدوره غدًا الأحد، وهي المرة الثانية التي يُعطل فيها طبع الجريدة، بعد أن سبق وعطلت جهات أمنية طبع عددها الصادر في 14 ديسمبر الماضي، بسبب تحفظات على محتوى العدد.


كانت "المصريون" قد أرسلت صفحات العدد الجديد لمطابع "الأهرام" في وقت مبكر صباح السبت، إلا أنها تفاجأت بصدور أوامر مجهولة بوقف الطبع، بسبب اعتراضات على مقال جمال سلطان رئيس التحرير بعنوان (لماذا لا يتوقف السيسي عن دور المفكر الإسلامي)، الذي ينتقد تركيز السيسي على مسألة الخطاب الديني أكثر من انشغاله بواجبات وظيفته الأساسية ، وطلب المسئولون بـ"الأهرام" استبدال المقال، بعد أن أبدوا اعتراضهم على فحوى المقال الذي ينقد انشغال السيسي بالحديث المتكرر عن الشأن الديني، وأهمية تجديد الخطاب الديني، وتصحيح المفاهيم الدينية، وضبط صحيح الدين، والقراءة الصحيحة للتاريخ الإسلامي، ويطالبه بالتوقف عن توجيه الدروس لعلماء في تخصصاتهم وقضايا الدين والفكر، والاهتمام بقضايا الاقتصاد والأمن والصحة والتعليم والخدمات الضرورية للمواطنين.


كما اعترضت "الأهرام" على تقرير في الصفحة الرابعة، بعنوان "الغموض يحيط بزيارة "السيسي" إلى بريطانيا خوفًا من الاعتقال، والذي يتناول مصير زيارة السيسي إلى بريطانيا، المقررة قبل نهاية العام الجاري، في ظل مخاوف من إمكانية ملاحقته قضائيا من قبل جماعة "الإخوان المسلمين"، واعتراضات برلمانيين بريطانيين على تلك الزيارة. واستمرت الأزمة عدة ساعات، إلى أن تم السماح بطباعة "المصريون"، بعد أن قامت الصحيفة بتغيير مقال رئيس التحرير، وموضوع الآخر.


طالت المصادرة صحيفة "صوت الأمة"؛ بسبب تناولها الحالة  الصحية  لوالدة عبدالفتاح السيسى، وقال عبدالحليم قنديل، رئيس تحرير الجريدة إن "جهة رقابة" قررت فرم المطبوع من صوت الأمة بعد اكتمال طبعه ونزول عدد محدود من النسخ إلى السوق، مشيرا إلى أن الجريدة أرسلت بروفات الصحيفة إلى مطابع "الأهرام" في موعدها، وبعد الطباعة تم فرم النسخ.


وأضاف "قنديل" في تصريحات صحفية أن الجريدة أعدت نسخا بديلة بعد رفع الخبر المختلف عليه، وعاودت طبع الصحيفة وطرحها في الأسواق من جديد، مؤكداً أن الخبر الذى صادر الجريدة  "خبر اجتماعي يتحدث عن أحزان (السيسي) لمرض والدته وزيارته لها في مستشفى الجلاء ، بعد تدهور حالتها، وعن النزلاء الآخرين بالمستشفى".


وبالرجوع لتاريخ العسكر مع وقف طباعة الصحف وسحب نسخها من الأسواق خلال العامين الماضيين نجده حافلا بالنماذج ،  حيث مُنِعت  جريدة الشعب الناطقة باسم حزب الاستقلال يوم 24 يناير عام 2014 من الصدور، بعد صدور أوامر للمؤسسات الرسمية بعدم الطباعة أو توزيع الجريدة، علي خلفية موقف الصحيفة المناهض للانقلاب وفتح العديد من ملفات الفساد الحساسة كسرقة إسرائيل غاز مصر، وثروة عبد الفتاح السيسي، وتطور استهداف الصحيفة إلى رئيس تحريرها مجدي حسين.


 وطال الاستهداف صحيفة الوطن، المحسوبة على الانقلاب، حيث تم سحب 40 ألفًا من نسخها يوم 6 فبراير 2014، وتم إعادة طباعتها من جديد بعد حذف خبر عن الذمة المالية لعبد الفتاح السيسي حينما كان وزيرا للدفاع، وقدرت ثروته في الخبر بـ30 مليون جنيه ، وفي 11 مارس 2015 تم  مصادرة  الطبعة الأولى من صحيفة "الوطن" بعدما نشرت تقريرا حول تهرب مؤسسة الرئاسة من سداد ضرائب موظفيها، والذي جاء تحت عنوان "الوطن تكشف عن الكارثة بالمستندات: مصر تبحث عن مليم والحكومة تهدر المليارات".. "13 جهة سيادية بينها الرئاسة والداخلية لا تدفع ضرائب لموظفيها.. الرئاسة والمخابرات والداخلية والدفاع في مقدمة المتهربين من الضرائب والخسائر وصلت 7.9 مليارات جنيه"، ومنعت السلطات توزيع الصحيفة في الأسواق، وأمرت بوقف طبعها لحين حذف الموضوع، فاضطر مجلس تحريرها إلى تغيير الموضوع بآخر يتناول مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي حينها.


وفي يوم الثلاثاء 4 مارس عام 2014، أعلن خالد البلشي، رئيس تحرير صحيفة الوادي آنذاك، أن العدد الثالث للصحيفة توقف عن الطبع، لتضمنه ملفا عن اقتحام مقرات أمن الدولة  والأطراف المسئولة عن  ذلك ، وفي 2 أكتوبر 2014 سُحِبت جميع نسخ صحيفة "المصري اليوم"، المؤيدة للانقلاب، من السوق بسبب حوار مع اللواء رفعت جبريل مدير المخابرات السابق، وأوقفت مطابع الأهرام طبع الصحيفة بدعوى ورود معلومات بالحوار تمس الأمن القومي ، وفي يوم السبت 13 ديسمبر 2014 أوقفت مطابع مؤسسة "الأهرام" طباعة عدد لجريدة "المصريون" بعد أن أبدت جهة سيادية اعتراضها على عدد من الموضوعات المطروحة على صفحات الجريدة، من بينها مقال رئيس التحرير جمال سلطان، بحسب ما ذكره موقع الجريدة ذلك اليوم.


من  جانبه أكد محمود كامل عضو مجلس نقابة الصحفيين، أن مصادرة الصحف بالمنع والحجب أمر غير مقبول، وانتهاك صارخ للمواثيق الدولية والدستور، مشددًا على ضرورة وجود وقفة جادة من جميع الصحفيين .


 يأتي حجب الصحف في وقت تتردد فيه أنباء عن غلق جريدة "التحرير" وتسريح العاملين بها ورحيل عدد من رؤساء تحرير كبري الصحف بسبب ملفات صحفية معينة ، مثلما حدث مع مجدي الجلاد والذي تم إقالته مؤخرًا من صحيفة "الوطن" علي خلفية مقال انتقد فيه الأوضاع الراهنة في مصر حمل عنوان "أنا صرصار"، بالإضافة إلى منع الصحفي عبد الحليم قنديل رئيس تحرير جريدة "صوت الأمة"، بالإضافة إلى تضمن قانون "الإرهاب" مواد تحجم حرية الصحفيين وتجعلهم عرضة للملاحقات الأمنية والاعتقال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق