السبت، 7 يونيو 2014

إجازة "التنصيب" .. سببها الخوف ونتيجتها تعطيل المصالح

إجازة "التنصيب" .. سببها الخوف ونتيجتها تعطيل المصالح

08/06/2014  : 
في موقف مثير للدهشة قررت حكومة الانقلاب منح العاملين بالدولة اليوم الأحد إجازة رسمية، احتفالاً بتنصيب عبد الفتاح السيسي رئيسًا للبلاد، والذي من المقرر أن يحضره عدد من قادة الدول العربية وممثلي الدول الأجنبية، ربما يحمل هذا القرار في طياته الكثير من المعاني أهمها خوف السيسي من النزول إلى الشارع، ناهيك عن أنه يعمل على تعطيل مصالح المواطنين، فضلا عن إهدار الموارد والوقت بالإضافة إلى عدم الاكتراث بالمصالح الاقتصادية للبلاد.
 
الأدهى من ذلك أن يوم الإجازة هذا يمكن أن يكلف الدولة نحو 3.5 مليار جنيه وهو ما قاله الخبير الاقتصادي صلاح جودة إن إجمالي الناتج القومي يبلغ 2 تريليون جنيه، ومن ثم فإن توقف الإنتاج يومًا واحدًا يساوي 3.5 مليار جنيه، وتوقف الإنتاج يضر بالاقتصاد المصري بشكل كلي.
وإذا رجعنا إلى الوراء نجد أنه في المقابل قام الرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي بحلف اليمين الدستورية أمام المحكمة الدستورية العليا وسط حضور عدد كبير من الشخصيات البارزة ووافق ذلك يوم السبت ولم تتأثر مصالح المواطنين، ولم يقف الأمر عند هذا الحد؛ حيث أدى الرئيس مرسي اليمين قبلها بيوم في ميدان التحرير فاتحًا صدره أمام الثوار معربًا عن عدم خوفه.
 
ولأول مرة يبدأ ثوار التحرير آنذاك في توجيه مطالبه للرئيس الجديد بدلا من المجلس العسكري, حيث بدأت مليونية "تسليم السلطة وصلاحيات الرئيس" بمطالبات منها إلغاء حل البرلمان, وإلغاء الإعلان المكمل للدستور, وعدم التفريط في أي صلاحية للرئيس, والتدخل للعفو الشامل عن المعتقلين السياسيين, والافراج عن ضباط 8 إبريل, ومعتقلي أحداث العباسية ومحمد محمود.
 
التناقض الواضح
وتعليقا على هذا القرار يقول د. أحمد تهامي -أستاذ العلوم السياسية بجامعة دورهام البريطانية-: قرار الإجازة الرسمية اليوم الأحد يعد إهدارا للموارد والوقت وتعطيلا للمصالح والأعمال في الدولة، بما يتناقض مع تصريحات السيسي حول سعيه للعمل والإنتاج والتنمية، بمعنى آخر هناك تناقض في القول والفعل. 
 
* أحمد تهامي: هذا القرار إهدار للموارد والوقت وتعطيل لمصالح الدولة 
ويفسر تهامي هذا القرار بأن له أبعادا سياسية وترتيبات أمنية، خشية وجود تجمعات جماهيرية وتظاهرات، وأن يحدث قمع لهذه التظاهرات من جانب الشرطة، متوقعا أنه في الفترة المقبلة ستكون الاعتبارات الأمنية فوق المصالح الاقتصادية ومصالح الناس.
 
صفعة العزوف 
يرى محمود نصير -عضو التحالف الوطني لدعم الشرعية والمتحدث باسم حزب الأصالة- أن قرار حكومة الانقلاب بمنح المواطنين إجازة رسميا اليوم الأحد؛ نظرا لتنصيب عبد الفتاح السيسي رئيسا للبلاد في العاشرة صباح اليوم ما هو إلا حظر تجوال اختيارى.
 
ويضيف "بالتأكيد هذا القرار ينبع من خلفية السيسي المخابراتية والتي ما زالت تسيطر على تفكيره وعلى إدارته للأمور منذ 3 يوليو، والآن صار رسميا في الواجهة وعليه تحمل تبعات القرارات الحكومية وخصوصا المتعلقة بالدماء التي أريقت وكان يتحمل القدر الأكبر منها".
 
* محمود نصير: قرار إجازة اليوم لتنصيب السيسي ما هو إلا حظر تجول اختيارى
ويتابع نصير قائلا "اتخاذ السيسي لمثل هذا القرارات فيما بعد سيعتمد في المرحلة المقبلة التي أشك أن تتغير كثيرا"، موضحا أن عليه أن يركز على السياسة الاقتصادية ومحاولة إنعاش الاقتصاد الذي يكاد يتهاوى مع رفع مستوى الخدمات الجماهيرية، هذا من ناحية القطاع المؤيد لـ30 يونيو، متوقعا أن يلحق هذا القطاع بركب الثائريين قريبا إن لم يرَ واقعا أفضل.
 
ويستطرد قائلا "لعل صفعة عزوف الشعب المصري عن المشاركة في مسرحية الانتخابات الرئاسية جعلت الجنرال يعرف حقيقة شعبيته المزعومة وأنها شعبية افتراضية متوهمة، وهذا ما فضحه ظاهرة اللجان الخاوية في مقار مسرحية الانتخابات الهزلية".
 
تعطيل مصالح الشعب
ومن جانبه يقول خالد السنوسي -مؤسس الجبهة الثورية الحرة- قرار الإجازة الرسمية لتنصيب السيسي يمكن وصفه بأنه "أول القصيدة كفر"، حيث يعطل مصالح الشعب من أجل تنصيبه رئيسا.
ويضيف "أيام تنصيب الرئيس محمد مرسي لم تعطل مصالح الشعب، وكان القسم أمام المحكمة الدستورية العليا يوافق يوم السبت، وليس يوم أحد و يوم عمل"، مشيرا إلى أنه تم اختيار يوم الأحد وفقا للبعثات الخارجية التي ستحضر، ولاتخاذ المزيد من الاحتياطات الأمنية، دون الالتفات إلى تأجيل مصالح المواطنين.  
 
* خالد السنوسي: الإجازة تعطل مصالح المواطنين وتعكس مدى خوف السيسي من النزول في الشارع
ويوضح السنوسي أن قرار الإجازة هذا يعكس مدي خوف السيسي، لافتا إلى أن الاحتياطات الأمنية فاشلة في حماية السيسي، مدللا على ذلك بأنها لو كانت تستطيع حمايته لنزل وسط الشعب، الأمر الذي يجعلنا نقول إنه يتخوف حتى من ولاء المحيطين به.
 
ويشير إلى أن الفترة القادمة تعد هي الأصعب بالنسبة له، خاصة وأنه كان يتحجج أنه ليس هو من يحكم، أما وقد أصبح رئيسا بانتخاباتهم، فقد أصبح مسئولا عن كل شيء، رغم أنه مسئول منذ 3 من يوليو إلا أنه الآن أصبح أكثر تخوفا من ذي قبل، متوقعا أن الأيام القادمة ستكون كل الحركات الثورية الحقيقية ضده، وأنه سيواجه بمظاهرات ضخمة، تؤدي لفشله في احتوائها مما يعجل بسقوط الانقلاب .
 
إظهار الشعبية
وبدوره يقول المهندس ياسر صديق -عضو المكتب التنفيذي لمجلس أمناء الثورة– إن هذا القرار يعد بمثابة محاولة رخيصة لجذب انتباه الشعب بحدث التنصيب، فضلا عن أنه محاولة لتجميع عدد من الناس لإظهار أن للسيسي شعبية كبيرة.
 
* ياسر صديق: إجازة اليوم محاولة رخيصة لجذب انتباه الشعب بحدث تنصيب السيىسي رئيسًا 
يوضح أن الحكومة بهذا القرار لا تأبه بمصالح البلاد الاقتصادية، مؤكدا أن السيسي أثناء حملته الانتخابية لم يره أحد في الشارع واكتفى بظهوره على موقع التواصل "الإسكاي بي"، مؤكدا أنه يخاف حتى ممن حوله.
 
وينوه إلى أن لهذا القرار دلالات أهمها التأكيد أن السيسي ما زال بعيدا جدا عن الشعب الذي سيسقطه قريبا، ولا يستطيع النزول إلى الشارع، لذا يتم تأمين الجو والبر له، مستنكرا هذه القرارات قائلا "هل هذا رئيس منتخب، سنرى الفارق الرهيب بين موكب الرئيس المنتخب والرئيس المغتصب، هناك فرق بين الثرى والثريا، سنجد آلاف القوات لحمايته أثناء خروجه في أي مكان وسنرى اليوم!".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق