المعركة تحت الشمس
بقلم: صادق أمين
يُحكى
أن مجنوناً فرّ هارباً من الدجاج؛ لتوهمه أنه حبة قمح.. رغم اقتناعه بحجج
الطبيب أنه ليس حبة قمح؛ ذلك أن كان له سبب وجيهٌ جداً للفرار؛ عندما قال:
نعم، أنا اقتنعت بأني لست حبة قمح، ولكن مَنْ الذي يُقنع الدجاج؟!!
لم
يدر بخاطري قط رؤية هذا المشهد الكوميدي واقعا ملموسا في وطني بعدما دمر
الانقلاب وسحرته الأساس النفسي لدى جزء من شعبنا بعدما رممته ثورة 25
يناير.
فهل
استقر الأمر لجمهورية الخوف بتنصيب رأس الانقلاب أم لازال الأمل معقودا
بعدما قاطعت الأغلبية مسرحية الانتخابات الهزلية وأماطت اللثام عن كذبة 30
"سونيا"؟
إن
الواقع يجيب أن ما تم رصده من تحليلات وقراءات صادقة للمشهد المصري ورسائل
ينبغي ألا تضيع وسط عاصفة الدهشة والغضب، لتكشف عن تباشير انتصار حاسم
بإذن الله، وهذا ما قرأه مواطن تونسي للشعب المصري فكتب إليه قائلا:
"كان
لابد من سقوط مرسي ليطفو عدو الأعماق إلى السطح، أن تتحول الدولة العميقة
من العمق إلى السطح هو التعبير المباشر عن هزيمتها. الدولة العميقة تمسك
بخيوط السلطة من وراء جدران ولا تحكم، لا تخرج الدولة العميقة لحكم إلا في
اللحظات الفارقة والمصيرية. إذا رأيتم دولة عميقة تحكم فاعلموا أنها في حرب
مصيرية وأنها في المربع الأخير.. مربع حرب الوجود.. تخوضها بعنف وشراسة
وبدون ضوابط.
مرسي
أجبر الأفاعي على الخروج من الجحور. المعركة معهم اليوم في مصر تحت الشمس،
الشعوب لا تُهزم تحت الشمس؛ وهذه قاعدة من دون استثناء.
لا
تتراخوا في مساندة الشعب المصري فهو يخوض أم المعارك.. ملحمة خروج الأمة
من الهامش إلى التاريخ تكتب حقيقة اليوم لا مجازا بدماء المصريين.. بصبر
المصريين.. بعناد المصريين.. بثباتهم وبإرادتهم تكتب ملحمة العودة بعد خمسة
قرون مما تعدون من الضياع في غياهب القدر".
خلاصة القول: لا تدع - أخي الثائر - اليأس يخالط نفسك القوية في هذه الساعة التي تحتاج فيها الى الصبر والجلد؛ فإنما النصر صبر ساعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق