عبدالرحمن يوسف يكشف عن الخطايا الخمس المتوقعة للنظام القديم الجديد
12/06/2014 :
توقع الشاعر عبد الرحمن يوسف أن يرتكب
النظام القديم الجديد خمس خطايا من بينها أربعة أخطاء اقتصادية؛ وهي فرض
مزيد من الضرائب، ورفع الدعم عن السلع، وإجراءات غير قانونية تجاه
المستثمرين، ومجاملة المستثمر الأجنبي -الخليجي بالذات- على حساب المستثمر
المصري، أما الخطأ الخامس فهو عودة طغيان وتجبر أجهزة الأمن ضد ضعاف الناس.
وأشار إلى الضريبة الجديدة التي فرضت على
البورصة، والضريبة جديدة على من يتجاوز دخله مليون جنيه سنويا، قائلا إنه
من المرجح ألا تكون هذه آخر الزيادات، والقادم أسوأ.
ولفت إلى ما تأكد من أن الدولة رفعت أسعار
الغاز على المواطنين بنسبة خمسة أضعاف، بينما تركت كبار المشتركين (المصانع
والمنشآت) دون أن تمسهم بمليم واحد، تأكد أن هذه الدولة في جعبتها الكثير
من الحيل لكي تحل مشكلتها الاقتصادية على قفا البسطاء، أو من جيوب
المواطنين محدودي الدخل المرهقة بشتى أعباء الحياة.
أما عن الخطأ الثاني المتمثل فى رفع الدعم
عن كثير من السلع، مما سيحدث موجة غلاء موجعة، أكد "يوسف" أن الهدف منها
إنقاذ ميزانية الدولة ومحاولة تسديد الديون التي تجاوزت ترليوني جنيه، ليس
ضروريا أن نقول إن هذه الإجراءات ستؤدي إلى كوارث من أهمها تغير سعر
العملة، بما يؤدي إلى "خراب بيوت" المواطنين والعاملين في أي مجال من
مجالات (البيزنيس)، بدءا من كبار المقاولين والمستثمرين، وصولا إلى أصغر
عربة فول وطعمية!
فضلا عن عدم وجود حركة سياحة لتنقذ سعر العملة، ولا أمل في تحركها في أي مدى منظور!
وأكد أن الخطأ الثالث المتمثل فى اتخاذ
إجراءات غير قانونية تجاه المستثمرين. بما سيمنع كثيرا من المستثمرين الجدد
من الاستثمار في البلد، خصوصا مع استمرار تردي الحالة الأمنية، واستمرار
حراك الشارع، والتظاهرات، والإضرابات.
وتوقع "يوسف" أن يكون الخطأ الرابع هو
مجاملة المستثمر الأجنبي (الخليجي بالذات) على حساب المستثمر المصري، لأن
كثيرا من دول الخليج لن تدعم الاقتصاد المصري بشكل مباشر (بسبب فساد
الدولة)، بل ستدعمه عن طريق دعم رجال أعمال خليجيين ليقوموا هم بمشاريع في
مصر, وبهذه الطريقة (في نظرهم) يضخون أموالا في مصر، ولكنها تعود عليهم
بالفائدة، دون أن تدخل في "كرش" المسؤولين الفاسدين.
وشدد "يوسف" على أن الخطأ السياسي الأكبر
الذي سيرتكبه النظام الذي وصفه بـ"الجديد القديم"، فهو باختصار عودة طغيان
وتجبر أجهزة الأمن ضد ضعاف الناس دون ضابط أو رابط، ودون أي احترام لدستور
أو قانون، لافتا إلى أن هذا الأمر بدأ من اللحظة الأولى للانقلاب العسكري
بإغلاق القنوات المختلفة مع توجه الدولة، ووصل الأمر إلى درجة حرق الناس
أحياء في عربات الترحيلات.
وأكد أن أجهزة الأمن ستكون أهم أسباب اشتعال
الموجة الثورية القادمة، لأنها لن تستطيع أن تلتزم بأي قواعد أو خطوط
حمراء، فهم مجموعة من المسعورين القادمين بأحقاد لا حد لها للانتقام من هذا
الشعب الخسيس الذي ثار عليهم في الخامس والعشرين من يناير.
وتساءل "يوسف" ألن ينجح النظام في بعض الإجراءات التي تسعد الناس؟ مجيبا:
طبعا سينجح، خصوصا في الإجراءات التي تضمن مزيدا من الفساد، ومزيدا من إذلال الناس، مثل التصالح مع البناء على الأرض الزراعية، أو إدخال الكهرباء لكل من بنى أدوارا مخالفة، وهذه إجراءات يستفيد منها كثيرون.
طبعا سينجح، خصوصا في الإجراءات التي تضمن مزيدا من الفساد، ومزيدا من إذلال الناس، مثل التصالح مع البناء على الأرض الزراعية، أو إدخال الكهرباء لكل من بنى أدوارا مخالفة، وهذه إجراءات يستفيد منها كثيرون.
ولخص الأخطاء السابقة التي تحدث عنها؛ قائلا
إن النظام لن يتمكن من إشباع طموحات واحتياجات المصريين البسطاء، كما أنه
لن يتمكن من إدارة (دوائر المنتفعين) التي تعودت على (الهبر) من أموال
الدولة في عصر مبارك، ولن يرحم بسطاء الناس من طغيان "الانكشارية".
وقال إن الأخطاء ستسغرق عدة شهور لا عدة
سنوات، وحين يسقط الصنم لا بد أن نكون جاهزين بخطة متكاملة، أهم ما فيها أن
نقول للناس بكل صراحة إننا نقدم لكم العيش قبل الحرية، لقد قالت ثورة
يناير بوضوح (عيش ... حرية ... عدالة اجتماعية)، ومن أكبر أخطائنا أننا
تجاوزنا (عيش) ... إلى (حرية) ... دون أن نوفر العيش للمواطن.
وأضاف "يوسف" إذا كان شعار الدولة الظالمة
المتسبدة (أنا مش قادر اديك)، فلابد أن يكون شعار ثورة يناير العظيمة
(الثورة تقدر تديك ... وفورا)، ولابد من إجراءات فورية لتعديل ميزانية
الظلم والظلمة التي تجامل أصحاب المليارات من المؤسسات والأفراد، على حساب
الذين لا يجدون قوت يومهم.
وشدد على أن النظام الجديد القديم لن يطول
بقاؤه في السلطة، ولابد أن يعلم الجميع أن الناس قد سئمت، وملت، وتعبت من
السياسة, مشيرا إلى أن شعار الثورة هذه المرة (عيش)، وبعد أن نوفر هذا
العيش.. من الممكن أن نتحدث عن الحرية !
وقال إن هذا ليس به إهمالا للحرية، بل فيه
احترام لملايين المواطنين البسطاء الذين فقدوا كل مدخراتهم خلال السنوات
الماضية، ولم ينالوا من الثورة إلا العنت والضنك، وللأسف .. لا دخل للثورة
بذلك، لأنها لم تحكم أصلا، وما حكم مصر إلا الثورة المضادة، أو من استسلم
للثورة المضادة.
وأشار "يوسف" إلى أن الطريق إلى حكم الثورة
يكون بإنصاف البسطاء، لكي يدافعوا هم عن ثورتهم ومكتسباتهم، وكل ما سوى ذلك
سيؤدي بنا إلى المزيد من الانفصال عن الناس، والمزيد من إرهاق الناس،
والمزيد من تضييع الوقت، وكل ذلك في صالح الثورة المضادة ودولة القمع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق