نكسة السيسي
بقلم: أشرف محمود
لم تحدث
في مصر انتخاباتٌ نزيهة حقَاً طوال الستين عاماً الماضية، إلا في السنة
التي نجح فيها الرئيس الدكتور محمد مرسي عقب ثورة 25 يناير، فهو بحق أول
رئيس مدني منتخب، ولذلك انقلب عليه المجلس العسكري بتآمرٍ مع القوى
الخارجية العالمية التي تريد للمنطقة العربية عامة ولمصر خاصة حكما
مستبدّاَ داخليا، تابعاً خارجيّاً، مع إضفاء بعض ثياب النزاهة الزائفة
إرضاءً للرأي العام عندنا وعندهم، إنه ليس انقلاباً على الشعب فقط.. وإنما
على الجيش أيضا.. الذي يحاولون إضعافه وتغيير مهمته بل عقيدته من حماية
الحدود إلى مواجهة الحشود.. حشود المتظاهرين الغاضبين من ظلم الانقلاب.
وقد
جاءت انتخابات مايو 2014 في مصر بعد إقصاء كل من كان ينجح فيها بأغلبية،
ومحاولة تشويه صورتهم باتهامهم بالإرهاب، ثم استدعاء منافسٍ صوريّ لإكمال
المسرحية الهزلية ، ثم اضطروا للتزوير الفاضح عندما قاطع انتخاباتِهم
معظمُ أبناء الشعب المصري الأصيل بشهادة إعلام الانقلاب نفسه، إنها نكسة
ثانية .. ولكن الأحرار المخلصين صامدون أمام هذا الانقلاب حتى ينكسر ويزول
عن قريب بإذن الله.
******
هي نكسةٌ والشعبُ ثار ليفتـــــــــــدي من قاتلٍ ومُزوِّرٍ ومُعربــــــــــــــــدِ
سَرَقَ الرئاسةَ عبر أنهار الدمــــــــــاء بخسةٍ وخيانةٍ وتعمُّــــــــــــــــــــــــدِ
عزَل الرئيسَ رئيسَ مصرَ اختــــــاره شعبٌ وفِيٌّ في انتخابٍ رائـــــــــــــــدِ
زعم الدليل حشودَ يونيو فاختفـــــــــتْ بل قاطعتْ هزْلَ انتخابٍ كاســـــــــــدِ
هي نكسةٌ فرِحَ العدا بوقوعهــــــــــــــا " والله أكبر فوق كيد المعتـــــــــدي "
هي نكسةٌ فرِحَ الظّلومُ بحَبكِهـــــــــــــا " والله للمظلوم خير مؤيــــــــــــــد "
******
خَلَتِ اللجانُ فَسادَ غيرَ مُسَــــــــــــــوَّدِ وأتى بتزويرٍ بغيضٍ بائــــــــــــــــــدِ
كلُّ اللجان قد اشتكت من قِلَّـــــــــــــــةٍ من ضعف إقبالٍ ونُدرة وافـــــــــــــدِ
و تنادت الشاشاتُ في إعلامهــــــــــــم أن أدركوا أمرَ انتخابٍ راكـــــــــــــــدِ
و رموزُ إعلامِ انقلابٍ قد بَــــــــــــدَتْ ما بين مُستجْدٍ وبين مُنــــــــــــــاشِدِ
هيّا انزلوا عند اللجان فإننـــــــــــــــــا في حاجةٍ حتي لصوْتٍ واحــــــــــــــدِ
بل ولوَلُوا بمناحةٍ وتَصايحُـــــــــــوا ما بين باكٍ منهمو و مُهـــــــــــــــدِّدِ
هيّا انزلوا فلو استمرَّ عُـــــــــــــزوفُكم سيعود مُرسي بل وحكمُ المُرشـــــدِ
بعض اللجان أَتَتْ إليها دجاجــــــــــــةٌ أهلاً بها هيّا امرحي وتمــــــــــــدَّدِي
إن لم يُصَوِّتْ ناخبون كفى لنـــــــــــــا تلك الدّجاجةُ نقنقي أو أنشـــــــــــــدي
******
فتفننوا ليُعالجوا ما قد بـــــــــــــــــــدا من ضعف تصويتٍ وقِلَّـــــــــةِ واردِ
قالوا فبالترغيب هيّا فابـــــــــــــــــدأوا ستُعطَّلُ الأعمالُ فوراً مِن غــــــــــــدِ
و النقل مجّاناً لمن شدَّ الرِّحـــــــــــــالَ إلى لجان المُبتغى والمَقصــــــــــــــدِ
و إذا أتاكم ناخبون فرحِّبــــــــــــــــــوا بالطَّبل أو رَقصِ الغناءِ مُجَسَّــــــــــــدِ
هذا وما زال الفراغُ مُخيِّمــــــــــــــــاً فوق اللجان الخاوياتِ يُغَــــــــــــــرِّدِ
فتعمّدوا فرضَ الغرامة زاجِـــــــــــــرا مَن لم يُصوِّتْ في اللجان يُسَـــــــــــدِّدِ
قالوا نمدُّ الآن يوماً ثالثــــــــــــــــــــــا من أجل جَذْبِ النّاخبِ المُتـــــــــــردِّدِ
أعطُوا الأوامرَ للأئمَّة بلِّغــــــــــــــــوا مِن فوق كلَّ منابرٍ لمساجـــــــــــــــــدِ
أما الكنيسة إنهم سبقوا إلــــــــــــــــى التصويت للسيسي بِحُكمِ تَعَــــــــــــوُّدِ
مَن تنتخبْ ليس المهمُّ وإنّمـــــــــــــــا كَثِّرْ سوادَ الناخبيــــــــــــــــــن وزَوِّدِ
إن النتيجةَ عندنا معروفــــــــــــــــــــةٌ لكنْ نودُّ ظهورَ بعضِ توافُــــــــــــــدِ
فالمسرحيةُ كي تتمَّ فصولُهـــــــــــــــــا لابدَّ من تصويرِ جمعٍ حاشــــــــــــــــدِ
******
أين الحشودُ حشودُ يونيو إذ بهــــــــــا زعموا الأساسَ للانقلابِ المعتـــــــدي
أم أنه التزويرُ في يونيو وفـــــــــــــي مايو انتكاسةُ الانقلابِ الكائــــــــــــــدِ
رغم الدعاية أسرفوا في بثِّهـــــــــــــــا كلُّ الجموع تكاسلت لم تحشــــــــــــدِ
فأتاهم الأمر المُبيَّــــــــــــــــتُ زوِّرُوا في مصرَ للتزويرِ سبعُ فوائــــــــــــــدِ
قد جاء أمر الانقلاب أن اقلبـــــــــــوا تلك النتيجةَ لاكتساحٍ قائـــــــــــــــــــدِ
عشرون مليونا تُزَوَرُ فجـــــــــــــــــأةً مَن ذا سينكر رأيَنا ويُعانِـــــــــــــــــدِ
فهناك مَن ينوى الحضورَ وإنمـــــــــا مُنعوا لفرط مشاغلٍ وتباعُـــــــــــــــدِ
غابوا لفرط حرارةٍ في الجـــــــــــوِّ أو منهم له بعضُ السنابل تُحصَـــــــــدِ *
أو ربما الإخوان قد عملوا لهــــــــــــم عملاً بعَجزٍ مانعٍ أو مُقعِــــــــــــــــــدِ
هيا احسبوا تلك النوايــــــــــــــــــــــــا إنما الأعمال بالنيات قول العابـــــــــــدِ
من كان يقصد أن يُصَوِّتَ عندنــــــــــا سننوب عن إبداء رغبة قاصــــــــــــدِ
******
و الأمر يؤخذ بالنوايا طالمــــــــــــــــا يُرضي غرورَ الانقلاب الحائـــــــــــدِ
كبرى الكبائر عندنا التزوير جــــــــاء بسنة الهادي البشيرِ مُحَمَّــــــــــــــــــدِ
سيظل عربونا على قُرب الــــــــزوالِ للانقلاب المستغل المُفســـــــــــــــــــدِ
******
ما بالهم قَلَبُوا عليك بصدقِهـــــــــــــم في وصف ضعفٍ للّجان مُؤكَّــــــــــدِ
لم يَصدُقوا في غيرها ولعلّهـــــــــــــم أخذوا الأوامرَ من غريمٍ راصـــــــــــدِ
لتكونَ طوْع إشارةٍ مِن داخــــــــــــــلٍ أو خارجٍ تمضي ولا تتـــــــــــــــردَّدِ
فلقد أجزناك الرئيسَ وإنمـــــــــــــــــا بالزّور فالزم أمرَنا وتعهَّــــــــــــــــدِ
كن مستبداً كيف شئتَ بأرضِهـــــــــــم ولنا العميلَ بكل أمرٍ تقتـــــــــــــــدي
******
أفبعد إقصاءِ الكرام بأرضهــــــــــــــا قتلاً وسجناً أو بحكم مؤبـَّــــــــــــــــدِ
و منعتَ أيَّ مُرشحٍ إلا الــــــــــــــــذي قبل الترشحَ خيفةً كمُسانــــــــــــــــــدِ
فنزلتَ ساحة الانتخاب كأنهـــــــــــــــا أرضٌ لمسرحِ شاخصٍ متفـــــــــــــرِّدِ
و إذا الجبان خلا بأرضٍ خلتَــــــــــــه أسداً يروح مفاخراً أو يغتــــــــــــــدي
******
لم ينتخبك سوى الذين خدعتَهــــــــــــم بثياب زيفٍ للنزاهة ترتــــــــــــــــدي
من صدَّقوا التُّهمَ التي لفَّقتهــــــــــــــــا لشريفِ قومٍ مخلصٍ ومجاهــــــــــــدِ
خُدِعُوا ومنهم طيبون لأنهـــــــــــــــم دَرَجوا على إحسان ظنٍّ زائــــــــــــدِ
و الطامعون وكارهو الإســــــــــــلام والمتطلعون لمنصبٍ يُتقلَّــــــــــــــــدِ
جاؤوا إليك مُهروِلين وكلُّهــــــــــــــم بنفاقهم طمِعوا بأكثرَ في غــــــــــــــدِ
******
أما الجموعُ فقاطعتك لإنهــــــــــــــــــا خَبَرَتْ خبيئةَ غدرك المُتوقِّـــــــــــــــدِ
قد قاطعوا منك انتخاباتٍ بهـــــــــــــــا أثرُ الدماء وفيّةً لم تبــــــــــــــــــــــرُدِ
قد قاطعوا منك العمالة لليهـــــــــــــود كطائعٍ متزلِّفٍ مُتعهِّـــــــــــــــــــــــــدِ
سيناء تقصفها تُحاصر غــــــــــــــــزةَ ومخاصماً دولَ الجوار تهـــــــــــــدِّدِ
قد قاطعوك فقد قطَعتَ رجاءهــــــــــم "أنا ليس عندي" بل "مفيش" تُردِّدِ **
أحسبتَ أن الناسَ تنسى غَــــــــــــدْرَةً برئيسٍ انتخبوه نعم القائــــــــــــــــــــدِ
شوّهتَ صورته بإعلامً بــــــــــــــــــه كذبٌ وتدليسٌ ولهجةُ حاقـــــــــــــــدِ
حتى الحوارات التي أجريتَهــــــــــــــا لم يلقَ فيها الناس شيئا يُنجــــــــــــــدِ
حتي البرامج والوعود حذفتَهـــــــــــا إلا الوعود برفعِ دعمِ مُكابـــــــــــــــدِ
فالرَّدُّ جاءك مقنعاً أن قاطعــــــــــــــوا جاءت " مفيش " كردِّ شعبٍ صامـــدِ
******
يا من تُزَوِّرُ في إرادةِ شعبِنـــــــــــــــا بتظاهرٍ في شطر يومٍ واحــــــــــــــــدِ
و تجرِّمُ المتظاهرين طوال عــــــــــامٍ ضد حكمٍ جامدٍ متصـــــــــــــــــــــــلِّدِ
بل تقتل الآلاف منهم جملــــــــــــــــة وتظلُّ ترغي في الحديث وتزبـــــــدِ
إلا إذا ظهر " النجومُ " فكم لهـــــــــم لينُ الكلام مُلَطَّفاً بتـــــــــــــــــــــورُّدِ
آلاف أحرارٍ قتلتَ وما نــــــــــــري بك غير وصف المجرمِ المتبلِّـــــــــــدِ
كرسيُّك المشئومُ قد أسَّستَــــــــــــــــــه بالغدر ليس بدائمٍ ومُخلَّـــــــــــــــــــدِ
و عواقبُ الغدر الندامةُ فانتظــــــــــرْ بئس المصير لخائنٍ أو مُفســــــــــــــدِ
أنت الرئيسُ رئيسُ نفسِك إنّمـــــــــــــا الشعب يأبى عيشةَ المُستعبَـــــــــــــــدِ
في خطبة العرش اللئيم أما تــــــــــرى أثراً بخوف أو بلونٍ أســـــــــــــــــــودِ
و تخاطب الناس انعزالاً عنهمــــــــــو من خلف حصنٍ أو ستارٍ يبعـــــــــــدِ
لا تلتقي بالناس في فَسَحاتهــــــــــــــــا إلا بجمعٍ مُغلقٍ ومُحـــــــــــــــــــــدَّدِ
ما يُبتنى من فوق باطلكم سيبقـــــــــى باطلاً حتى يزولَ ويُطــــــــــــــــــردِ
******
يا ربّ نجِّ بلادنا من مجـــــــــــــــــرمٍ قتل الألوف خيانة بتعمُّـــــــــــــــــــدِ
و مضى يُلفِّقْ اتهاماتٍ بهـــــــــــــــــا زيفٌ ومكرٌ بالهُراء الزائـــــــــــــــــدِ
شَحَنَ الشِّقاقَ لزوجة من زوجهـــــــــا أو إخوة بعضاً لبعضِ ووالــــــــــــــدِ
فأحلَّ من بعد الوداد تنازُعـــــــــــــــــا وأحلَّ بعد الصحو غيْم تلبُّـــــــــــــــدِ
******
يا صاحبَ الجُرْحِ الأليم كتمتَــــــــــــه بوَداعِ حِبٍّ فائزٍ مُستشهــــــــــــــــــــدِ
بفراق معتقلٍ تَحِنُّ لقُربـِـــــــــــــــــه من بعد سجنٍ ظالمٍ متشـــــــــــــــــــددِ
بغياب خِلٍّ عن منازل أهلِــــــــــــــــه فهناك عينٌ لاضطهادٍ ترصُـــــــــدِ
فارْجُ الإله وضع همومَك عنــــــــــده هو وحده نعم الوكيلِ الشاهــــــــــــــــدِ
لا تجزعن بأن تُنالَ رئاســـــــــــــــــةٌ بالاغتصاب من الخَئونِ المُفســـــــــــدِ
لا تجزعنّ وكن بربك واثقـــــــــــــــا واصبر ولا تهلك أسيً وتجلَّـــــــــدِ
فالفجر بعد الليل يأتي مُؤْذنـــــــــــــــاً بزوال ظلم قاتم ومقيِّــــــــــــــــــــــدِ
لا تحسبن الله يخذل عبــــــــــــــــــــدَه حين الدعاء تضرُّعاً بتـــــــــــــــــودُّدِ
هم حاربوا الإسلام لا الإخــــــــــــوان فانتظروا المعونةَ من إلهٍ واحـــــــــــدِ
لعنات آثام الظّلوم تحوطـُــــــــــــــــــهُ وتظلُّ تركضُ خلفه وتطـــــــــاردِ
إن لم تصبه الأمس قبل رئاســـــــــــةٍ فبإذن ربي عن قريب تصطــــــــــــــدِ
ستظل عاقبة الخيانة خلفـــــــــــــــــــه إن ينجُ منها اليوم يسقطْ في غــــــــــدِ
لا تحسبنّ الله يهملُ ظالمـــــــــــــــــــاً مهما بغى أنذرْ بقرب الموعـــــــــــــدِ
يارب خلِّص مصرَ من فرعونهـــــــــا وائذن بحكمٍ عادلٍ متجــــــــــــــرِّدِ
******
يا ربّ واستجب الدعاء لإخوتـــــــي مِن كل مظلوم وكل مُهَـــــــــــــــــدَّدِ
من كل أمٍّ غاب عنها ابنُهــــــــــــــــــا من زوجة سهرت بليلِ مسهّـــــــــــــدِ
من كل مأسورٍ يَحِنُّ لأهلــــــــــــــــــه رفع الدّعاءَ تضرُّعاً بتهجُّـــــــــــــــــدِ
يا ربّ ولِّ الصالحين أمــــــــــــــورَنا ندعوك أنت بمُستعانٍ واحــــــــــــــــدِ
بالعدل والشرع الحكيم يسوسُنــــــــــا والودُّ والحبُّ الأصيلُ السائــــــــــــدِ
له قدوةٌ من خير خلقك أحمــــــــــــــــدٍ نعم التأسّي بالرسولُ محمـَّــــــــــــــــدِ
ويرى الشريعة مرجعيَّته التـــــــــــــي نادي بها تحمي الجميعَ وتُسعــــــــــدِ
فيها الشمولُ مع الكمالِ بحكمــــــــــــةٍ والعدلُ فيها سابقٌ بتفَـــــــــــــــــــرِّدِ
فيها الثباتُ مع الأصولِ وإنّمــــــــــــا عند الفروع مرونةٌ بتجـــــــــــــــــــدَّدِ
فيها التوسُّطُ بين أطرافٍ تـــــــــــــري فيها المقرِّبَ أو بها من يبعــــــــــــــــدِ
فيها التوازنُ في المقاصدِ كلِّهــــــــــــا واليسرُ في كل الأمورِ يُمَهـِّـــــــــــــدِ
لتعودَ عزِّتُنا ويَصلُحَ حالُنـــــــــــــــــا والفجرُ من بعد الظلامِ سيولــــــــــــد
و نقول يا أمَّ الشهيد استبشـــــــــــــري بجنان خُلدٍ للشهيد وزغــــــــــــــردي
**
* برروا
ضعف الإقبال ومقاطعة الناس للانتخابات بتبريرات كثيرة واهية، منها حرارة
الجو، وأن هناك مزارعين مشغولون بحصاد القمح، وأن الإخوان أعطَوْا كل فرد
كذا وكذا لمقاطعة الانتخابات!!.
**من لوازم توجيهاته للشعب في حواراته التلفزيونية "أنا ليس عندي ما أعطيكم".. "مفيش مفيش ".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق