ترجمة افتتاحية جريدة الجارديان البريطانية ليوم ٢٥ ديسمبر ٢٠١٣
مصر: عودة مع انتقام
تزداد السحب سواداً فوق سماء مصر. تم توجيه تهم جديدة للرئيس المزاح محمد
مرسي و تم حبس ثلاثة من العلمانيين البارزين من قادة الثورة في ٢٠١١ و هجوم
وحشي علي مقرات الشرطة بالمحافظات وكل ذلك تم في اسبوع واحد. هذه الاحداث
تشير الي اتجاه واحد وهو ان السياسة في مصر ستتم ممارستها من خلال العنف.
انها نتيجة مزرية ومخيبة للامال كونها عكس الامال الاولي للثورة المصرية التي كانت تطمح في مجتمع حر و ديموقراطي.
يجري الان تمزيق تام للثورة المصرية من جذورها. الشباب المصريين الذين
نجحوا في تكوين التجمعات الشعبية و اللتي اسقطت نظام مبارك قد صاروا الان
ضحايا لخليفته. الثلاثة الرجال المحكوم عليهم حديثا بالسجن ينتمون الي حركة
٦ ابريل والتي تم انشائها في ٢٠٠٨ بهدف دعم اضراب عمال النسيج بالمحلة. كل
من حركة ٦ ابريل و حركة كفاية الاوسع استخدم الفيسبوك و تويتر للتنظيم
والترتيب والتواصل. هذه الافعال من التحدي والاتحاد مع استخدام وسائل
التواصل الاعلامي الحديثة ابقي المعارضة العلمانية الراديكالية علي قيد
الحياة. بالاضافة الي الثورة التونسية ساعد هؤلاء الشباب علي نجاح الثورة
المصرية من خلال مهاراتهم و اساليبهم في الخطابة.
كان رمز حركة ٦ ابريل هو قبضة اليد المرفوعة ولكن من يحكم مصر الان عاقد العزم علي الا ترفع هذه القبضة مرة اخري ابداً.
فقد تم الحكم علي اثنيين من مؤسسي الحركة وهما احمد ماهر و محمد عادل
بالسجن ثلاث سنوات جنبا الي جنب مع ناشط اخر هو احمد دومة. العقوبة هي
مخالفة قانون التظاهر الجديد والذي يحظر التظاهر فعليا. تبع ذلك غارة علي
المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية حيث تعرض العاملين فيه للضرب
المبرح و تم القبض علي محمد عادل انذاك.
من الواضح جلياً الان ان
الجيش المصري من خلف واجهته المدنية الغير مقنعة بالمرة علي اتم استعداد
لسحق اي معارضة علمانىة و ان يكون علي نفس القدر من القسوة معها مثلما هو
الحال مع المعارضة من التيار الديني.
علي نفس المستوي من السحق
التام والاستبداد الطاغي قام الجيش بتوجيه تهم جديدة لمرسي. فقد تم اتهامه
بقتل المتظاهرين و قيادة مؤامرة لاسقاط مبارك بمساعدة من الخارج. اذا تم
اثبات هذه التهم علي مرسي فان عقوبته هو و كل من شاركه ستكون الاعدام.
تجني الحكومات ما تزرعه. عقب تفجيرات الثلاثاء في المنصورة اعلن مجلس
الوزراء المصري قراراً باعتبار جماعة الاخوان المسلمين جماعة ارهابية علي
الرغم من انعدام اي دليل علي تورط الجماعة في هذا العمل الارهابي. لكن حادث
المنصورة يظهر بوضوح ما يمكن ان يحدث عندما يتم تجريم الطرق المشروعة
للتعبير السياسي.
قد نجحت الثورة المصرية في ازالة راس الدولة
الامنية البوليسية المستندة علي الشرطة والجيش ونخبة رجال الاعمال عن طريق
ازالة مبارك. ولكن راس جديد قد نمت وعادت ولكن عادت لتنتقم بكل معاني
الكلمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق