الخميس، 30 يناير 2014

وخاب كل جبار عنيد بقلم: خميس النقيب

وخاب كل جبار عنيد
بقلم: خميس النقيب
الجبروت يقهر العباد ويخرب البلاد، والعناد يجلب الاستبداد ويبني الفساد.
وحرب الدين خاسرة، ومصادرة الدعوة والدعاة فاشلة، ليس اليوم فحسب، وإنما اليوم وغدا وبعد غد.
الطغيان والتجبر والعناد أدوات المتجبرين، أمثال الفراعين وعلى رأسهم فرعون وقارون في زمن موسى (عليه السلام) ثم تتابع الملاعين المستبدين الذين لا يريدون إلا تنفيذ أهواءهم الشخصية وتمرير مصالحهم الدنيوية وتحقيق نزواتهم الوقتية، لكن الخيبة ستلاحقهم وستداهمهم، (واسْتَفْتَحُوا وخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ . مِّن ورَائِهِ جَهَنَّمُ ويُسْقَى مِن مَّاءٍ صَدِيدٍ . يَتَجَرَّعُهُ ولا يَكَادُ يُسِيغُهُ ويَأْتِيهِ المَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ ومَا هُوَ بِمَيِّتٍ ومِن ورَائِه عَذَابٌ غَلِيظٌ).
يوم القيامة ستتجلى الخيبة الكبرى لكل جبار يعيث في الأرض فسادا، هناك شرابه الصديد وطعامه الجلود ويتمنى الموت ولا يموت، إنما يطارده العذاب الغليظ.
أما الصالحون المصلحون فهم بعيدون كل البعد عن هذه الأدوات، لا يحبونها ولا يستخدمونها ولا يستغلونها، كيف؟!
عيسى (عليه السلام) (وبَرًا بِوَالِدَتِي ولَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا) ويحيى (عليه السلام) (وبَرًا بِوَالِدَيْهِ ولَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا) والنبي محمد (عليه الصلاة والسلام) لم يكن أبدا على المؤمنين وغيرهم من العالمين بجبار، (ومَا أَنتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ).
أما الذين يجحدون آيات الله ويعصون رسول الله ويستعذبون غضب الله، يتجبرون في الأرض أو ينفذون أوامر المتجبرين، كيف؟!
(وتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وعَصَوْا رُسُلَهُ واتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)، الاتهام هنا لحق بالمنبطحين الخانعين الذين أدمنوا الذل إلى درجة أنهم يتلذذون به. ومن ثم فهم يتبعون كل جبار عنيد يخشون سلطانه ويرفعون صوره وينفذون أوامره؛ كأنهم من فرط إدمانهم الذل لا يستطيعون الحياة من دونه، حتى ولو وضع الحبال في رقابهم وأيديهم يجرهم بها وهم فرحون!!
كل جبار عنيد، وكل مداهن لجبروته عربيد، وكل مؤتمر بأمره لاعق لحذائه ضمن العبيد، سيغشى جهنم وسيتجرع الصديد، يلفه الموت من كل مكان وما هو بميت، وأمامه عذاب غليظ، إلا من تاب وعمل صالحا ثم اهتدى.
عن أبي أمامة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله: (ويسقى من ماء صديد يتجرعه) قال: "يقرَّب إلى فيه فيكرهه، فإذا أدني منه شوى وجهه ووقعت فروة رأسه، فإذا شربه قطَّع أمعاءه حتى تخرج من دبره، يقول الله: (وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم) ويقول الله: (وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب" أخرجه الترمذي.
فليرجع كل الجبارين، وليعُد كل الخانعين، وليتُب كل المداهنين، وإلا لحقهم العذاب العظيم من رب العالمين، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق