د-علاء
الاسوانى -جريده المصرى اليوم -16-12-2013، إن النظم الديمقراطية لا تعرف
المحاكمات العسكرية للمدنيين تحت أى ظرف من الظروف، فالقضاء العسكرى غير
مستقل، ولقد كانت تجربتنا مع القضاء العسكرى مؤسفة فى فترة حكم المجلس
العسكرى السابق، فتمت إحالة آلاف من المتظاهريين السلميين الذين تم القبض
عليهم بواسطه الشرطة العسكرية واقتيادهم إلى مبنى القضاء العسكرى، حيث
وجدوا هناك زجاجات مولوتوف تم اتهامهم بأنهم استعملوها
فى الاعتداء على الأفراد والمنشآت العسكرية، وصدرت ضدهم أحكام بالسجن
سنوات بعد محاكمات سريعة، لم يستطيعوا فيها الدفاع عن أنفسهم بطريقة عادلة
وقانونية. إن الحرب على الإرهاب لا يجب أن تكون سبباً لحرمان المتهم من
قاضيه الطبيعى، كما أن القضاء المدنى يستطيع دائما أن يحكم على المتهمين
بعقوبات تصل إلى الإعدام شنقاً،لا يمكن أن نقدم المدنيين إلى محاكم عسكرية
ثم نطلب من العالم أن يصدقنا عندما نؤكد أن مصر دولة ديمقراطية. إن الحكومة
الحالية انتقالية وغير منتخبة من الشعب، وبالتالى لا يحق لها إصدار
القوانين، ومع ذلك فقد أصدرت قانوناً للتظاهر يقيد الحريات ويمنح سلطة منع
المظاهرات لضباط وزارة الداخلية على عكس قوانين التظاهر فى الدول
الديمقراطية التى لا تمنع فيها المظاهرات إلا بأمر المحكمة. بالإضافة إلى
ذلك عادت وزارة الداخلية إلى ممارساتها القمعية، ورأينا كيف انقض الضباط
على المتظاهرين السلميين أمام مجلس الشورى وضربوهم وسحلوهم، ثم قدموهم
للمحاكمة، بينما لم يعاقب ضابط واحد من الذين رآهم الناس بأعينهم وهم
يقتلون المتظاهرين أثناء الثورة. لقد عاد فلول ورجال اعمال مبارك للظهور
ومنهم مالكى قنوات فضائية وصحفاً ويلعبون دوراً أساسياً فى توجيه الرأى
العام ضد الثورة، ويشنون حملة كبرى للتشهير بكل من اشترك فى ثورة يناير
التى يصرون على اعتبارها مؤامرة إخوانية، مع أن الإخوان- كما هو ثابت
تاريخياً- لم يشتركوا فى الثورة وأدانوها،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق