الأربعاء، 23 أغسطس 2017

" صفقة باب الخليل ".. هل باع تواضروس المسيح لليهود مرة أخرى؟

" صفقة باب الخليل ".. هل باع تواضروس المسيح لليهود مرة أخرى؟

23/08/2017

 
بعدما كسرت زيارة تواضروس إلى مدينة القدس المحتلة في 2015 موقف الكنيسة الأرثوذكسية من التطبيع الصهيوني، بحجة المشاركة في جنازة مطران القدس والشرق الأدنى الأنبا أبراهام، توالت صفقات بيع أملاك الكنيسة في القدس وغيرها لشركات استيطانية.
 
وتعهد ممثلو المجلس المركزي للروم الأرثوذكس الفلسطيني بمواصلة تحركهم لإلغاء تلك الصفقات الصهيونية المشبوهة، وقالوا في مؤتمر صحفي بمدينة بيت لحم:"نؤكد التزامنا بمقاطعة البطريرك ثيوفيلوس ومجمعه وكل من يمثله".
 
واتهم ممثلو المجلس المركزي للروم الأرثوذكس البطريرك ثيوفيلوس ببيع أوقاف وعقارات تابعة للكنيسة الأرثوذكسية لشركات استيطانية وعدم إبطال صفقات بيع قام بها سلفه البطريرك ايرينيوس.. فما موقف تواضروس الذي أيد انقلابا في مصر يقوده جنرال سفيه يعتبر نفسه خادماً وفياً لأمن الاحتلال الصهيوني؟
 
زيارة تواضروس
وفتحت زيارة تواضروس في 2015 باب التساؤلات حول ما إذا كانت تمثل دلالة على تغير الموقف الكنسي الرافض لدخول القدس من عدمه، ومدى علاقة الأمر بالانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي، الذي ناصب الاحتلال الصهيوني العداء منذ يومه الأول، وأوقف القصف على غزة ودعم المقاومة.
 
وحاول تواضروس تبرير جريمة التطبيع وقتها معتبراً أن وجوده في القدس من قبيل الزيارة، وقال في تصريحات لقناة "مي سات" الفضائية الرسمية للكنيسة القبطية الأرثوذكسية إن "الزيارة معناها مختلف، حيث يجب التحضير لها وعمل جدول ومواعيد، بينما وجودي اليوم أعتبره واجبا إنسانيا تجاه إنسان قدم حياته كلها لخدمة الوطن والكنيسة".
 
فيما حاولت البطريركية المرقسية نفي الجانب التطبيعي المتصهين للزيارة، بالقول أن هدف زيارة تواضروس هو المشاركة في جنازة مطران الشرق الأدنى فقط، وأنها لا تعني كسر قرار المجمع المقدس بمقاطعة السفر إلى القدس تحت الاحتلال الإسرائيلي، وهو القرار الصادر عام 1980.
 
لكن رغم هذه التبريرات وغيرها، وبحكم الدور الكبير للكنيسة المصرية في تشكيل الوعي الجمعي لملايين المصريين، وانخراطها في الانقلاب منذ قبولها المشاركة في المشهد الدموي في 3 يوليو 2013، وتصدر رأس الكنيسة في الدفاع عن السفيه السيسي وتبرير إنتهاكاته المستمرة لحقوق الإنسان، فإن هذا جعل التدقيق السياسي في ثنايا المشهد أمراً واجباً وسياقاً طبيعياً لفهم طبيعة الأمور في الربط بين ما هو ديني وما هو سياسي.
 
وفي المقابل، زيارة توضراوس لم تكن الزيارة الوحيدة لقيادة دينية انقلابية في مصر، مفتي الجمهورية السابق علي جمعة، والمقرب أيضاً من السفيه السيسي وأحد حلفائه، كان له موقف مشابه حينما وصل إلى القدس المحتلة عبر الأردن، لزيارة المسجد الأقصى في إبريل من العام 2012 إبان حكم المجلس العسكري، وهي الزيارة التي لاقت ضجيجاً كبيراً حولها آنذاك، وبررها جمعة بأنها لدعم المسجد الأقصى.
 
تواضروس باع أرضه
وصمت "تواضروس" أمام بيع أملاك كنيسة الروم الأرثوذكسية في القدس للصهاينة، ولم يتدخل لمنع الصفقة المشبوهة، فيما قال ممثلو المجلس المركزي الأرثوذكسي الفلسطيني، أن "البطريرك ثيوفيلوس يبيع أوقاف وعقارات الكنيسة الأرثوذكسية بيعا كاملا ويتنازل عن ملكية الأوقاف المسيحية لجهات استيطانية وشركات مجهولة الهوية مسجلة في جزر العذراء البريطانية وجزر أخرى في الكاريبي".
 
وأضافوا أن البطريرك "يتواطأ في دفاعه عن باب الخليل وعقارات في القدس الشرقية".
 
وأوضح المتحدثون "أن صفقات البيع هذه لم تقتصر على أوقاف الكنيسة في القدس بل شملت بيع 700 دونم من أراضي الكنيسة في قيسارية، طبريا، يافا، الرملة".
 
ووزع المتحدثون خلال المؤتمر الصحفي عشرات الوثائق التي تتحدث عن عمليات بيع أوقاف الكنيسة.
 
من باع المسيح لليهود؟
وقبل نحو شهر أصدرت ما يسمى بـ"المحكمة المركزية الإسرائيلية" في القدس المحتلة حكما لصالح جماعات استيطانية فيما يتعلق بصفقة عقدت في زمن البطريرك السابق ايرينيوس في عام 2004 وعرفت بـ"صفقة باب الخليل".
 
وأعاد الحكم إلى الواجهة موضوع بيع وتأجير أملاك كنيسة الروم الأرثوذكس في القدس، وغيرها من الأماكن في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ونفى البطريرك الحالي ثيوفيلوس الاتهامات الموجهة إليه.
 
وقال ممثلو المجلس المركزي الأرثوذكسي "هذا البطريرك جاء على ظهر انقلاب"، ولم يحدث منذ تولي البطريرك كيرلس السادس الكرسي البابوي عام 1959، أن زار رأس كنيسة الأرثوذكسية المصرية القدس المحتلة، وفق تصريحات لوكيل البطريركية الأرثوذكسية في القاهرة القمص سرجيوس سرجيوس.
 
وكان البطريرك شنودة الذي توفي عام 2012 رافضا لزيارة القدس وهي تحت الاحتلال الصهيوني، وفي بيان لها أعلنت حركة "مسيحيون ضد الانقلاب" رفضها لزيارة تواضروس، وأكدت أن موقف تواضروس يمثله وحده ولا يمثل أقباط مصر.
 
يشار أن الناشط المسيحي "رامي جان" اعتبر موقف تواضروس بمثابة تطبيع رسمي مع كيان العدو الصهيوني، وأضاف عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن أي تفسير آخر يعد مهاترة لا داعي للدخول فيها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق