الثلاثاء، 1 أغسطس 2017

عندما يتحدث "العتيبة" باسْم السعودية عن الخيار العلماني!! بقلم: د.عز الدين الكومي


عندما يتحدث "العتيبة" باسْم السعودية عن الخيار العلماني!!

 

بقلم: د.عز الدين الكومي

سفير الإمارات في واشنطن "يوسف العتيبة" قال: "إن الخلاف مع قطر ليس دبلوماسيا بقدر ما هو خلاف فلسفي حول رؤية الإمارات والسعودية ومصر والأردن والبحرين لمستقبل الشرق الأوسط".

وأن ما تريده الإمارات والسعودية والأردن ومصر والبحرين للشرق الأوسط بعد 10 سنوات هو حكومات علمانية مستقرة ومزدهرة، وذلك يتعارض مع ما تريده دولة قطر".

قطر التي وقفت بجانب الشعوب المستضعفة والمتطلعة لنيل حريتها وكرامتها الإنسانية!!

والسؤال هنا بأية صفة يتحدث "العتيبة" نيابة عن السعودية؟

أما الدول الأخرى التي ذكرها فهي ربما فوضته، أو تقبل بأن يكون متحدثا باسمها؛ لأنها إمّعات تحركها الدراهم، لكن السعودية هل فوضت "العتيبة" ليتحدث باسمها، لكى تكون دولة علمانية، وهى التي رفعت راية التوحيد لعقود؟!

مع العلم أن علماء السعودية يعتبرون العلمانية كفرا وضلالا وردة، فقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: (ما يسمى بالعلمانية التي هي دعوة إلى فصل الدين عن الدولة، والاكتفاء من الدين بأمور العبادات، وترك ما سوى ذلك من المعـاملات وغيرها، والاعتراف بما يسمى بالحرية الدينية، فمن أراد أن يدين بالإسلام فعل، ومن أراد أن يرتد فيسلك غيره من المذاهب والنحل الباطلة فعل، فهذه وغيرها من معتقداتها الفاسدة دعوة فاجرة كافرة يجب التحذير منها وكشف زيفها، وبيان خطرها، والحذر مما يلبسها به من فتنوا بها، فإن شرها عظيم وخطرها جسيم). [الفتوى رقم 18396 للجنة الدائمة].

وقال الشيخ عبد العزيز بن باز: (معلوم عن حزب البعث والشيوعية وجميع النحل الملحدة المنابذة للإسلام كالعلمانية وغيرها كلها ضد الإسلام، وأهلها أكفر من اليهود والنصارى؛ لأن اليهود والنصارى تباح ذبائحهم ويباح طعامهم ونساؤهم المحصنات، والملاحدة لا يحل طعامهم ولا نساؤهم).

وقال الشيخ صالح الفوزان: (العلمانية كفر، والعلمانية هي فصل الدين عن الدولة، وجعل الدين في المساجد فقط، وأما في الحكم والمعاملات فليس للدين دخل، هذه هي العلمانية: فصل الدين عن الدولة، والذي يعتقد هذا الاعتقاد كافر، الذي يعتقد أن الدين ما له دخل في المعاملات ولا له دخل في الحكم ولا له دخل في السياسة وإنما هو محصور في المساجد فقط وفي العبادة فقط فهذا لا شك أنه كفر وإلحاد، أما إنسان يصدر منه بعض الأخطاء ولا يعتقد هذا الاعتقاد هذا يعتبر عاصياً ولا يعتبر علمانياً، هذا يعتبر من العصاة).

وقال الشيخ عبد العزيز الراجحي: (كانوا في الصدر الأول يُسَمَّوْنَ المنافقين بعد مدة في زمن الإمام أحمد وبعده، صار يسمى المنافق زنديقا، وهي كلمة فارسية معرَّبة، وصار في زمننا يسمى "علمانيا"، فالعلمانيون هم المنافقون وهم الزنادقة والمنافقون في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- مثل: عبد الله بن أبيّ يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر، الزنديق يطلق على الملحد.. والعلمانيون الآن ينتشرون بين المسلمين، ويحاولون الدس على الإسلام والمسلمين، وإفساد المسلمين، ويريدون إفساد المرأة بخروجها عارية، متبرجة بين النساء، تقود السيارة، وتختلط بالرجال، حتى يفسد المجتمع).

والملك سلمان نفسه في تصريحات سابقة في يونيو 2007 عندما كان أميرا لمنطقة الرياض قال: (أقول بكل ثقة والحمد لله: هذه الدولة دولة دعوة منذ تأسيسها على يد الإمام محمد بن سعود تبنى دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وقامت هذه الدولة الأولى والثانية ونحن في الثالثة، على أساس أنها دولة التوحيد دولة الدعوة لدين الله وسنة رسوله).

وإذا كانت العلمانية تقتضي الفصل بين السياسة والدين فيجب إلغاء صفة خادم الحرمين الشريفين لأن الحاكم في ظل العلمانية لا يجب أن يتميز بصفة دينية ولا يتكلم باسم الدين، ويجب إلغاء هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر لأن ذلك يتعارض مع الحرية الشخصية!!

ونحن نعتقد أن العلمانية تناسب دولة مثل الإمارات التي أصبحت ماخور للفساد ترتع فيه العاهرات من كل الجنسيات، وتباح فيها الخمور والقمار وسائر المحرمات!!

لكن الطريف في الأمر أن الخارجية السعودية لم تصدر أي بيانات تستنكر فيها تصريحات "العتيبة"، فإن لم يخرج فقد يكون مفوضا، وعلى ما يبدو أنه لن يصدر أي نفي سعودي لتصريحات "العتيبة" ما يوحى بأن السكوت علامة الرضى!!

كما أن العلمانية تقوم على المساواة بين المواطنين وتعتمد الديمقراطية في الانتخاب وإدارة الدولة، وفصل السلطات وتطبيق القانون علي الجميع، بعيدًا عن حكم الفرد أو الأسر، أو وجود نظام عسكري يحكم، أو ملك له السمع والطاعة أو حكومات فاشية أو استبدادية!!

فهل ستقبل الدول التي تحدث باسمها العتيبة بذلك، أم تريد فقط إفساد الشعوب ومحاربة دين الله، وإقامة أنظمة لا علاقة لها بالإسلام، مع البقاء على أنظمة الحكم الشمولية والاستبدادية، التي تنشر الفساد والانحطاط الخلقي والثقافي والاجتماعي؟!!

وأين علماء الحرميين من قول كلمة الحق، أم أن موقفهم من العلمانية سيكون شبيها بموقفهم من جماعة الإخوان حين امتدحوها في السابق، واليوم يقولون عنها: الإخوان ليسوا من أهل المناهج الصحيحة، وأنهم حزبيون يريدون التوصل إلى الحكم، ولا يهتمون بالدعوة إلى تصحيح العقيدة، ومنهجهم قائم على الخروج على الدولة، إن لم يكن في البدايات، ففي النهايات؟؟

ومن يدرى؟ فقد نسمع من يخرج علينا ليقول: إن العلمانية من صميم الدين، وبعد القول السديد فى أن دخول البرلمان ينافى التوحيد، وربما نرى قريبا كتاب الاتحفات السنية فى فضائل العلمانية!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق