قضايا مجتمعية تحتاج الإخوان
غلاء المهور وتكاليف الزواج
بقلم: نبيه عبدالمنعم
فى وقت ينشغل فيه باقى الإسلاميين أصحاب
الإسلام الظاهرى بتبرير الزواج الثانى ويتفاخرون به ويعتبرونه سنة النبى
الوحيدة الغائبة ويعتبرونه الحل لمشكلة العنوسة . يقع على الإخوان
ويستطيعون بفهمهم الواسع للدين تسويق الحل السهل والجامع المانع وهو قناعة
البنت بالولد صاحب الدين والخلق وقناعة الولد بالبنت صاحبة الدين والخلق
دون الشروط المجرمة للجهاز من هنا وهنا .
ولقد حضرت من الإخوان من رضى أن يزوج ابنته على كنبتين من خشب الشجر تم ضمهما وجعلهما سريراً .
ولقد تزوجت والحمد لله وأنا مهندس وزوجتى
مدرسة فى شقة نصفها دون دهان وبغرفة نوم وأنتريه متواضع فقط لا غير ودون
ثلاجه ولا تليفزيون وبغسالة عادية . فى وقت كانت كل هذه الأشياء تكبل
الزيجات ففتح الله علينا وأكرمنا بكل الكماليات وبالسيارة وبالوظيفة .
ولقد رأيت فى إخوان جيلى وما حوله من تزوج بأقل من ذلك وأكرمه الله وأغناه ورزقه وزوجته السعادة .
فلم يكن الزواج باطلاً دون هذا النيش اللعين
الذى لا بد أن يكون ممتلئً بالأطقم والأطقم الأحتياطية ،ولم يصبح الزواج
باطلاً دون اربعة غرف ومطبخ ألومينتال ،ولم يصبح الزواج باطلاً دون غرفة
نوم الأطفال من قبل وجود الاطفال ،ولم يصبح الزواج باطلاً دون تشطيب الشقة
بالرخام والبورسلان وقائمة العفش بمئات الآلاف ومؤخر الصداق المستفز .
زواج دون أن يكون الزوج وأهله يرون قيمة
البنت هى مجموعة كبيرة جداً من الكراتين والفوط والبشاكير والنجف والسجاد
والسجاد الاحتياطى والستاير والستاير الاحتياطى والأجهزة الكهربائية
الأساسية والإحتياطية ويقيمونها حسب عرض شاشة التليفزيون وسعة الثلاجة .
ودون زوجة وأهلها لا يرون العريس إلا وظيفة
ومؤخر ويقيمونه بحسب تشطيب الشقة وعدد غرف الجهاز والرقم الفلكى لقائمة
العفش ومؤخر الصداق وجرامات الذهب .
مجتمع ذاهب بأبناءه إلى الضياع ، يزداد
إجراماً وضياعاً كل يوم ،ودعاة مجرمين حصروا همهم فى ظاهر الدين وأقسام
الشعر وأحكام ازالته من الرجلين والإبط والوجه والرأس والزواج الثانى ونفاق
الحاكم المتغلب المجرم مثلهم .
هذه قضية من قضايا الدين وواحدة من أهم سنن
النبى تداس بالأقدام فليس هناك من النساء من هى أعز من بنت النبى ولا أشرف
ولا أفضل من بنت النبى وهذا زواجها .
ذهب سيدنا على للنبي ليخطب فاطمة وكان هناك من الصحابة الأغنياء من طلبها قبله ،دخل على متلجلجاً فهو لا يملك شيئا ولكنه يريدها .
فقال له النبي : ما جاء بك يا عليّ .. ألك حاجة ؟
فسكت ولم يرد
فقال النبي : مالذي جاء بك ؟
نظر إليه علي ولم يتكلم
فقال النبي مُبتسماً : لعلّك جئت تخطب فاطمة ؟
فابتسم عليّ وقال بسرعة : نعم نعم
قال النبي : وهل عندك من شيء تستحلّها به ؟
فقال علي : لا والله يا رسول الله
فقال النبي : ما فعلت بالدِرع التي سلحتكها ؟
قال : عندي .. لكن والذي نفس عليّ بيده إنها لحُطَميَّة ما ثمنها بأكثر من أربعمائة درهم
فقال النبي : قد زَوَّجتُك .. فابعث بها فإنها صداق فاطمة
وبالفعل كانت الطاهرة بنت النبي من أقل نساء زمانها مهراً .
هذه إحدى قضايا المجتمع التى كان الإخوان
يضعون لها ولغيرها الخطط والتى تحتاج حملة واحدة وهبة كبيرة منتشرة وزمناً
للعلاج فهى قضية هامة بأهمية سنة النبى وما فعله النبى وما يرضى الله
ورسوله حين قال ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه )
حقا إنها قضايا تستحق الإخوان ، فاللهم عجل بفرج الإخوان وعودة الإخوان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق