تعرف إلى "بقشيش" الملك سلمان للعسكر
01/08/2017
"الشاي" أو الإكرامية أو البقشيش عرف أهل
المهن والحرف في مصر، وهو كناية عن بقشيش يدفعه صاحب المصلحة للعمال
الغلابة المستأجرين باليومية، وقد احترف العسكر البحث عن "الشاي" في أرجاء
المعمورة، منذ جمال عبد الناصر وحتى انقلاب السفيه عبد الفتاح السيسي، وقد
يأتي هذا "الشاي" في صورة رشوة صريحة فيطلق عليه كشري، او رشوة مغلفة
بمسميات شتى وفي هذه الحالة يطلق عليه "شاي" فتلة.
وزعم النائب المؤيد للانقلاب مصطفي بكري،
أن "شاي" الملك سلمان عاهل السعودية، باستضافة 100 من أسر شهداء الجيش
والشرطة في موسم الحج يأتي تكريما للشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل مصر،
وفي حقيقة الأمر أن "الشاي" الفتلة الذي دفعه سلمان يأتي في عقب صفقة
التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير والتي نال منها الجيش نحو 100 مليار دولار
عداً ونقداً.
"الشوكة" و"الخازوق" و"لا"
تقول الأسطورة إن المخابرات الأمريكية أرادت
"رشوة" جمال عبد الناصر، لتضمن دعمه للسياسة الأمريكية في الجزائر، وعدم
اصطفافه خلف باريس، إلا أن عبد الناصر استشاط غضباً وأمر ببناء برج القاهرة
الشهير الضخم بالملايين التي دفعتها واشنطن؛ ليكون أبلغ رد على الـ CIA.
والسؤال: هل بلغت السذاجة بالمخابرات
الأمريكية أن تدفع مبلغا باهظا في ذلك الوقت، إلى أحد الأنظمة التي تدعمها
وتعد من أصابعها في المنطقة، وهى غير متأكدة من ولائه، والأهم لماذا لم
يستفِد عبد الناصر من ذلك المبلغ في شراء سلاح للجيش او ضخه في ميزانية
الدولة مستفيداً من أموال الرأسمالية التي يحاربها في الإذاعة ليل نهار،
ويعتبر ذلك المبلغ غنيمة حرب؟!
حاول هيكل تبرئة عبد الناصر من فضيحة
"الشاي" التي وصلت إليه من المخابرات الأمريكية عن طريق الضابط "سامي شرف"،
قائلا إن: المخابرات الأمريكية وضعت تحت تصرف محمد نجيب 3 ملايين دولار
بشكل شخصي، فاستشاط عبد الناصر غضبا.. وبنى بمبلغ الرشوة برج القاهرة تحديا
لأمريكا".
وروى "نجيب" في حوار مع مجلة الحوادث
اللبنانية تلك القصة، وأرسل مقالا لإحسان عبد القدوس أكد أنه لم يكن في
السلطة زمن تلك الواقعة، وأن المبلغ كان موجها إلى عبد الناصر، ورفع نجيب
دعوى سب وقذف ضد هيكل، ولم يتنازل عنها إلا بعد أن نشر هيكل اعتذارا في
الأهرام والديلي تلجراف البريطانية والنهار اللبنانية، بينما يحلو
للناصريين تسمية برج القاهرة بأسماء شتى تمجد "زعيم الشاي" جمال عبد
الناصر، منها أكبر "لا" في التاريخ، و"شوكة" عبد الناصر، و "وقف" روزفلت.
الرشوة "عسكرية"
وفى يونيو من عام 2013 كان الانقلاب تطرق
أبواب المصريين، بقيادة السفيه عبد الفتاح السيسي، وفى وسط زخم التحضير
للجريمة السياسية، عادت الرشوة من جديد، بعد أن استيقظ المصريون من حلم
الثورة الجميل، فبدأت الرشوة تزدهر وتنتشر أكثر من ذى قبل، بعد أن خرجت
تسريبات مليارات الرز التي قبضها الجنرالات من دول الخليج.
ورغم تظاهر أغلب المصريين بالتدين وذهاب
بعضهم إلى العمرة والحج كل عام إلا أن فشل العسكر والانهيار الاقتصادي دفعت
البعض إلى طلب الرشوة تصريحاً بعد أن كانت تلميحاً، فقد أقدم بعض الموظفين
فى المصالح الحكومية إلى طلب الرشوة، عينى عينك، دون مواربة أو خوف أو
رقيب وباتت الأموال التى تدفع فى الرشاوى أكثر من الأموال التى تدخل خزانة
الدولة، وأصبح البعض يتربح من خلال تلك الرشاوى التى تساهم فى إهدار المال
العام بالمليارات.
وأصبحت الرشوة فى عام 2017 ترفع شعار: إنت
مصبحتش علىَّ النهاردة فى نحت لمبادرة السفيه السيسي، التى أطلقها باسم
«صبّح على مصر»، وهو الشعار الذى تم رفعه فى معظم المصالح الخدمية التى
يتعامل المواطنون من خلالها، فأصبحت الرشوة هى الوسيلة السريعة والناجزة
التى تساهم فى إنهاء كافة الأمور والمصالح الدنيوية، مع انخفاض حاد فى كافة
الأجور والمرتبات الخاصة بالموظفين، وتدهور الأوضاع الاقتصادية للمواطنين
هو ما يجعل للرشوة بيئة خصبة تنمو وتترعرع تحت ظلال الانقلاب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق