وقالت صناديق أندية الصفوة للعسكر: "لا"
27/08/2017
بعد انقلاب السفيه عبد الفتاح السيسي في 3
يوليو 2013، تصاعدت أسئلة كثيرة حول تأميم العسكر للحياة المدنية، إذ حدث
انفجار كبير في عدد الجنرالات الذي يتولون مناصب مدنية، محافظين ومستشارين
ووزراء ووكلاء وزارات، حتى وصلت إلى المجال الرياضي، وعلى مدى عقود طويلة
ظلت الرياضة في قبضة العسكر، حيث أن وجود الكابتن اللواء كان جزءًا لا
يتجزأ من أي مؤسسة رياضية منذ انقلاب 1952.
وفي تطور صادم رفضت الجمعيات العمومية في 6
أندية لائحة سلطات الانقلاب الاسترشادية بأغلبية الأعضاء، وذلك في الزمالك
وهليوبوليس وسموحة والاتحاد وجزيرة الورد، فيما اعتمدت تلك اللائحة في
الشمس والصيد والزهور والنصر لعدم اكتمال النصاب القانوني للجمعيات
العمومية بها، وفي انتظار نتيجة تصويت بقية الأندية.
وتمنح اللائحة الاسترشادية حكومة الانقلاب،
أحقية الرقابة على الجوانب المالية في الهيئات الرياضية المختلفة، وتولي
الإشراف على الانتخابات.
ويتطلب التصويت على اللائحة حضور 10 آلاف من
أعضاء النادي للجمعية العمومية في الأندية التي تخطت عضويتها 100 ألف عضو،
و7500 في حالة تراوح عدد الأعضاء بين 75 ألفًا و100 ألف عضو، وفي حالة عدم
اكتمال ذلك الرقم تطبق اللائحة الحكومية تلقائيًا؟
تسبب ذلك الرقم الكبير خاصة في النوادي
الاجتماعية غير الكروية، مثل أندية الصيد وسبورتنج في عدم اكتمال النصاب،
ومن ثم تطبيق لائحة العسكر.
ودائمًا ما تجذب كرة القدم العسكر من أجل
زيادة شعبيتهم بالتقرب الدائم لها، فمن مبارك الذي جعل من الكرة والرياضة
مخدر للشعب للهروب من الويلات الاقتصادية وإلهاء عن أزمات، وأيضا عبد
الناصر الذي دفع الكرة لتسليح الجيش، والسفيه السيسي الذي جعلها تقوم على
الولاء للانقلاب.
عسكرة الرياضة
وفي وقت سابق فضح الناقد الرياضي علاء صادق عزبة "جنرالات الرياضة" في مصر في كل الاتحادات والأندية والتعليق الرياضي.
جاء ذلك خلال مشاركة "صادق" على فضائية
"مكملين"، حيث تم عرض تقرير بعنوان "جنرالات الرياضة" كشف عن عدة مفاجآت،
منها أن 5 رؤساء اتحاد كرة سابقين "جنرالات"، 10 من أعضاء اتحاد الكرة
الحالي "جنرالات"، وكذلك 6 من أندية الدوري تابعة للجيش والشرطة، بالإضافة
إلى عدد غير محدود من مديري وأعضاء أندية الدرجة الأولى والثانية وغيرها هم
من الجنرالات.
وأشار التقرير إلى وجود 5 معلقين رياضيين
"جنرالات"، و7 من رؤساء أندية الدوري الممتاز "جنرالات"، و8 رؤساء اتحاد
الرياضيات الأخرى "جنرالات".
وقال "صادق": إن عسكرة الرياضة بدأ في عام
1954 فور اغتصاب عبد الناصر للرئاسة؛ حيث بدأ الهيمنة علي الدولة بكل
مفاصلها الجماهيرية "الفن والرياضة"، معتبرًا أن ما نراه الآن "سنابل
البذور" التي زرعها عبد الناصر وعبد الحكيم عامر، مشيرًا إلى أن نادي
"البحرية" التابع للجيش كان أول ناد يشتري لاعبًا بأعلى سعر في مصر عام
1962؛ حيث اشترى اللاعب "بدوي عبد الفتاح" من نادي الترسانة بمبلغ 1500
جنيه، وذلك رغم أن سعر أغلى لاعب حينها لا يتجاوز 100 جنيه.
سفر ومكافآت
في اتحاد كرة القدم المصري الحالي لا يوجد
الكثير من لواءات الصف الأول، حيث إن اللواءات متواجدون بالتحديد في لجنة
أندية القسم الأول، وهم اللواء محمد عبد السلام نائب اللجنة واللواء مجدي
اللوزي النائب الثاني واللواء محمد سمير حلبية عضو اللجنة واللواء عاصم
الدسوقي عضو اللجنة أيضًا.
وفي وزارة الشباب والرياضة في حكومة
الانقلاب فإن الحال لا يختلف عن باقي الوزارات المنكوبة بالعسكر، حيث أن
مسئول الإدارة المركزية لمكتب الوزير هو اللواء إسماعيل الفار.
ويكفي المسمى الوظيفي فقط لاستنباط كيف
يستطيع هذا اللواء السيطرة على ما يعرض على الوزير وما لا يعرض وكيف يمكنه
السيطرة على أجندة ومشاريع الوزارة، وبالفعل فإن الفار هو مركز القوة
الأكبر داخل وزارة الشباب والرياضة المصرية وهو المتحكم الرئيسي في
قراراتها لما يمتلكه من نفوذ وسطوة.
الأمر لا يتوقف فقط عند حدود اللعبة الشعبية
الأولى؛ بل يتعدى ذلك إلى رياضات أخرى، فاتحاد المصارعة المصري الحالي على
سبيل المثال يقبع بداخل مجلس إدارته ثلاث أعضاء سابقين بالقوات المسلحة
المصرية، وهم: المقدم هاني محمد عبد الفتاح نائب رئيس الاتحاد، والعقيد
محمد محمود، والمقدم إبراهيم عادل إبراهيم.
وبالطبع لا أحد يستطيع أن يسأل عن دور ثلاثة
أعضاء من القوات المسلحة في مجلس إدارة رياضة المصارعة، وما إسهامهم
الحقيقي في تنمية اللعبة وتوسيع قاعدتها الشعبية وتدريب اللاعبين الحاليين
ومساعدة اللاعبين الكبار في السن إلى آخر وظائف الاتحاد.
أما في اتحاد كرة السلة، سنجد العقيد وائل
لطفي هو مسئول العلاقات العامة والمنتخبات، وهو المنصب المعروف بأنه يتمتع
بالكثير من الامتيازات بدءًا من السفر والمكافآت، وانتهاءً بشبكة علاقات
واسعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق