"عيش بالحشيش".. هل تقمص السيسي فيلم "الكيف"؟
23/08/2017
"الكيمي كيمي كا والكيمي كيمي كو"، أغنية شهيرة رددها الفنان الراحل محمود عبد العزيز في فيلم "الكيف"، وذاع صيتها حتى وصلت إلى ملعب جنرالات الترامادول، فطبقوها بدورهم على رغيف العيش الذي ياكله المصريون، حتى يحصلوا على شعب "مسطول" لا يأبه بالجوع ولا يكترث بمسرحية انتخابات 2018 الرئاسية القادمة.
وفي سقطة جديدة مثيرة للسخرية اتجهت حكومة الانقلاب إلى استيراد نوع جديد من القمح الفاسد، فبعد الانتهاء من أزمة فطر “الإرجوت”، وصلت شحنة قادمة من رومانيا، تحتوي على بذور “الخشخاش”.
وظلت مصر سلة غذاء العالم ومخزن للسلع في الشرق الأوسط وأوروبا، كما ظلت تحقق الاكتفاء الذاتي حتى عهد محمد علي، وقبيل انقلاب يوليو 1952، بدأت مصر استيراد القمح في عام 1951 تقريبًا، فقط لتغطية احتياجات قوات الاحتلال البريطانية.
فضيحة سفاجا
واستقبل ميناء سفاجا بالبحر الأحمر، الشحنة القادمة من رومانيا، والتي رفضت هيئة للرقابة على الصادرات والواردات تفريغه. وقالت تقارير صحفية محلية إنه “تبين من الفحص المعملي أن القمح مختلط ببذور “الخشخاش”، وقررت إدارة الحجر الزراعي بالميناء منع تفريغ الشحنة لحين تحليل عينة البذور”.
ومن جانبه، أكد الدكتور “عبد السلام جمعة“، مدير مركز البحوث الزراعية، أن “شحنة القمح الروماني التي وصلت إلى مصر غير نظيفة”.
وأشار إلى أن وزارة التموين تبحث عن العروض الأقل سعرا على حساب الجودة والصلاحية. تابع قائلا: “على سبيل المثال طن القمح الجيد يصل سعر إلي250 دولار، بينما مصر تشتريه بـ 180 بفارق 70 دولار في الطن، ما يعني أن هناك تنازل عن شيء في القمح”.
وأوضح “جمعة”أن”المسؤول الأول والأخير عن هذه الشحنات هي وزارة التموين، بأمر من الحكومة.
وتأتي هذه الشحنة ضمن سلسلة من عمليات استيراد شحنات القمح الفاسدة والمسرطنة إلى مصر خلال الآونة الأخيرة لصالح الحكومة المصرية .
القمح المسرطن
كان القمح وما يزال من أهم المحاصيل التي زرعها المصريون لسد حاجاتهم من الغذاء، حتى تخطى إنتاجه حاجتهم وصدروا لدول العالم القديم أجمع، حتى اشتهرت مصر بكونها سلة غلال العالم القديم.
وشهدت مصر 17 قضية “القمح المسرطن” في 5 سنوات؛ حيث ناقش برلمان 2005 كارثة استيراد شركة التجار المصريين لصالح الهيئة العامة للسلع التموينية، وفي الفترة 2004 إلى 2009، 56 ألف طن قمح روسي بواقع 17 شحنة.
ففي فبراير 2016، سمحت مصر باستيراد قمح يحتوي على نسبة تصل إلى 0.05% من طفيل الإرجوت.
وفي إبريل 2015، دخل مصر ٢٥ ألف طن بواقع 3 شحنات، غير مطابق للمواصفات.
وفي نوفمبر 2014 سمح بدخول 63 ألف طن قمح فرنسي غير مطابق للمواصفات، بتكلفة بلغت 120 مليون جنيه، بواقع 6 شحنات.
جدير بالذكر أن مصر ظلت تستورد القمح طوال فترة حكم العسكر، ولكنها لم تكن المستورد الأول للقمح إلا في أوائل الثمانينات، في عام 1982، تولى الدكتور يوسف والي في ولاية المخلوع مبارك وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، وظل في هذا المنصب 22 عامًا ليتركه في عام 2004، يرى الكثيرون أن يوسف والي هو مهندس عمليات تدمير الزراعة في مصر، وبخاصة المحاصيل الرئيسية كالقمح والقطن.
وعندما تولى الوزارة وعد بتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح خلال 3 سنوات، إلا أنه انتهج سياسات عملت على تقليص المساحات المزروعة من القمح؛ حيث أدخل محاصيل جديدة مثل الكانتلوب والفراولة بدلًا من زراعة القمح، وذلك بحجة أن أسعارهم أعلى من القمح، وبالتالي يمكننا توفير مبالغ أكبر وشراء القمح بكميات أكبر، وبهذه الطريقة نكون قد حققنا الاكتفاء الذاتي من القمح.
كما سنّ العديد من التشريعات بتوجيهات عسكرية التي أضرت بالفلاح المصري، ووضعت العراقيل أمامه للتحول عن زراعة القمح، وزراعة محاصيل مثل اللب والفراولة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق