الطفل " إيلان " المصري يغرق وأمه تزور والده المعتقل
01/12/2016
مثل مأساة الطفل السوري "إيلان" تركت طفلها "أنس" خلفها في قريتها قبل أن تتحرك بها السيارة قرب الفجر، تتكأ على سور طويل من الانتظار، متلفعة بغطاء رقيق عله يقيها برد صباح شتوي ربما تنتهي بلقاء زوجها المعتقل أو العودة دون رؤيته، لتعاود المحاولة مجددا في يوم آخر وهى لا تدري أن معاناة أخرى - مع فقد طفلها - بدأت للتو بغرقه.
" ماما.. ماما " : آخر كلمات يائسة قالها الطفل المصري أنس هاني شكر-البحيرة -كفر الدوار، ذو الثلاث سنوات، أثناء مقاومته الغرق في الترعة، بينما كانت والدته تحمل على رأسها شنطة الزيارة وتحبس دموعها وتنتظر بوجه شاحب خارج أسوار المعتقل، تتلفت لعلها ترى وجه زوجها المغيب في سجون الانقلاب.
لم تكن الأم تتوقع أن طفلها ذا الثلاث سنوات على موعد مع الموت وهى بعيدة عنه، فلا هى رأت الأب ولا هى سمعت بأذنها صرخات الطفل وهو يصارع الماء ويتشبث باللحظات الخيرة من الحياة، قررت أن تبيت ليلة كاملة بجانب سور السجن - لضمان أسبقية الترتيب في طابور زيارة أسر المعتقلين - بينما رواد مواقع التواصل الاجتماعي يتداولون صورة "أنس" الذي يبتسم ويلوح للاشيء.
"أنس هاني شكر" طفل من آلاف الأطفال الذين حكم قائد الانقلاب على آبائهم وأمهاتهم بالموت رويدا رويدا، لأنهم أرادوا لأطفالهم حياة كريمة وحرية انتزعت أكثر من 60 عاماً، ولا تختلف دموع والدته وانهيارها عندما سمعت بالخبر، عن مشهد موت الشاب محمد عابدين بهبوط حاد بالدورة الدموية وهو ينتظر في صف طويل زيارة زوجته رشا منير المعتقلة بسجن القناطر في إبريل 2014، وغيرها من مشاهد الألم وقصص أحرار هذا الوطن.
ووفق تقرير منظمة العفو الدولية، فهناك 61 ألف معتقل سياسي داخل سجون الانقلاب العسكري الموزعة جغرافيا على محافظات مصر التعيسة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق