الأربعاء، 2 نوفمبر 2016

صراع الطوائف المسيحية فى مصر.. حروب تحت «راية الدين» بقلم : : مصطفى رحومة


صراع الطوائف المسيحية فى مصر.. حروب تحت «راية الدين»
 
  بقلم : : مصطفى رحومة




صراع الطوائف المسيحية فى مصر.. حروب تحت «راية الدين»


«حفاظاً على العقيدة والإيمان الأرثوذكسى». من المنيا إلى الفيوم، رفضت الكنيسة الصلاة فى الأولى على عريسين توفيا فى ليلة زفافهما لأنهما أتما الزواج فى كنيسة إنجيلية، وفى الثانية رفضت إتمام الزواج بسبب اتهام العريس بأن له نشاطاً بروتستانتياً، ليتفجر الصراع بين الأرثوذكس والبروتستانت. اليوم أيضاً يشتد الصراع بين الكنيستين الإنجيلية والأسقفية، حول التبعية والاستقلال وتراشقت الكنيستان البيانات الإعلامية، حتى وصلت المعركة بينهما إلى القضاء مرة أخرى. تزامن ذلك مع عقد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لمؤتمر العقيدة بمحافظة الإسكندرية بعد توقف دام 6 سنوات، ليناقش قضية الثالوث وموضوع اللاطائفية والاختراق الطائفى بالكنيسة، كما عقد مؤتمر مشابه للشباب القبطى فى أمريكا بعنوان «ضد التيار» حاضر به عدد من الأساقفة عن خطورة اللاطائفية والإلحاد، لتعيد تلك المشاهد مجدداً قضية الصراع بين الطوائف المسيحية فى مصر، وهى الحروب التى تطفو على السطح حيناً وتدور رحاها من أسفل غطاء «الوحدة» الذى ترفعه الكنائس شعاراً لها أحياناً أخرى.

ولأن القضية متشعبة وليست وليدة اليوم أو أمس، بل ضاربة بجذورها فى عمق التاريخ، كان لا بد أن نبحث عن الجذور، لنرسم ما يشبه خريطة للطوائف المسيحية فى مصر ونشأتها، خاصة أن مصر ظلت خلال القرون الأولى للمسيحية لا تعرف سوى الكنيسة «الأرثوذكسية» التى أسسها مارمرقس الرسولى، ولم تدخل الطوائف المسيحية الأخرى إلا عام 1219 ميلادى عبر الحروب الصليبية، أى قبل 797 عاماً من اليوم. وبقراءة التاريخ الكنسى فى مصر يظهر بجلاء اشتداد الصراع بين الطوائف المسيحية نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، خاصة مع سعى الكاثوليك والبروتستانت لجذب أكبر عدد ممكن من الأقباط، فى الوقت الذى اكتفت الكنيسة الأرثوذكسية بالصدام وطرد أتباعها الذين يتبعون أفكار الكنائس الأخرى، إلا أن أسلوب الصراع تغير فى الستينات، حسب الكنيسة الأرثوذكسية، وجاءت خطة الاختراق الجديدة تحت دعوى «اللاطائفية» التى كرست الكنيسة كبار رجالها لتفنيد خطورتها على الشعب القبطى وأقامت لها المؤتمرات والندوات.

وبينما انشغلت الكنيسة بصراعها مع الطوائف الكبرى، تغلغلت بعض الجماعات والحركات المسيحية المغايرة للكنائس لجذب الأقباط فى الداخل والخارج منها «كنيسة العهد الجديد»، و«الكواكرز» و«يسوع يكره التدين» وغيرها. «الوطن» تفتح الملف المثير، لتكشف بالوقائع تلك الحروب التى تندلع تحت راية الدين، وإلى أى مدى وصل الصراع بين الطوائف والكنائس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق