محمد صلاح :
إطفاء الحرائق الصهيونية فرض وظيفي للعسكر وليس نافلة
الأحد 27 نوفمبر 2016
هل كانت حرائق الكيان الصهيوني سبباً في حرق ورقة التوت العسكرية؟ أم أن
الأمر كان واضحاً منذ البداية والبعض يتعمد إنكار الحقيقة لأنه يُدرك خطورة
الموقف..!!
لقد فوجئ الجميع بخبر إرسال السيسي لطياريين مصريين لدعم قوات الأسد، نعم
السيسي يساهم في إشعال الحرائق في سورية بإرسال طياريين لقصف أهلها دعماً
للطاغية بشار الأسد وريث الحكم العسكري الطائفي في سورية المدعوم فارسياً
وروسياً ، بينما طائراته تعبر عن حالة السلام الدافئ مع الكيان فتطفيئ
حرائقه في ذات الوقت..!! و لعل الأعمى يرى..!!
النظام لا يعتبر الكيان عدو له ويُدلس على شعبه باسم إنسانية زائفة، لقد
أعرب السيسي نفسه عن أنه لن يسمح بتهديد أمن إسرئيل بأن تكون سيناء مركزاً
لإطلاق تهديدات لأمن إسرائيل وهو اليوم يتجاوز سيناء ليساهم في حماية
إسرائيل من الداخل، البعض سيظن أن هذه سياسية السيسي ونظامه الذي مازال تحت
الإنشاء داخلياً وخارجياً
ولكن الحقيقة المرة التي لا يُريد أن يعترف بها أحد وينكرها الجميع هي أن
هذه سياسة المجلس العسكري والقوات المسلحة الحاكمة للبلاد، ففي الندوة التي
شارك فيها اللواء العصار الندوة كانت في معهد الولايات المتحدة للسلام في
واشنطن في يوليو 2011 والتي قال فيها اللواء العصار ما نصه : ونحن فخورون
بأن نكون عنصرا هاماً من عناصر الأمن القومي الأمريكي ونحن فخورون بأهمية
بمساهماتنا للبعد الاستراتيجي لمصالح أمريكا.
ومن يريد أن يسمع الحوار بنفسه فليبحث في اليوتيوب ليشاهد المقطع تحت عنوان
نصي : العصار .. فخورين اننا جزء من الأمن القومى الأمريكى ومن المعلوم
بالضرورة أن استراتيجية ومصالح أمريكا في المنطقة تكمن في الحفاظ على أمن
إسرائيل وحمايتها بما يوفر لها الأمن والتوفق العسكري والتنكنولوجي على
العرب بل وعلى الإقليم كله
. فلا أستطيع أن أربط تصرفات السيسي برباط آخر غير
هذا الرباط المُنعقد منذ توقيع معاهدة السلام والذي بموجبها أصبح الجيش
الأمريكي راعياً كاملاً وأساسياً للجيش المصري قبل أن يبدأ السيسي في دعم
نفسه مؤخراً بالحليف الروسي
وذلك ليس في إطار توازن العلاقات أو تنوع مصادر السلاح أو نحو ذلك بل يأتي
في إطار دعم شرعية النظام " الدبلوماسية والسياسية والأمنية بالإنضمام إلى
المحور " الفارسي الروسي" الذي يهدد أمن المنطقة ودول الخليج وتركيا من
الناحية السياسية والأمنية والعسكرية الاستراتجية ، هذا المحور الذي تصب كل
إنجازاته في منع سقوط نظام الأسد الذي أفاد خبراء إسرائيليين بأن سقوطه
ليس في مصلحة إسرائيل.
إذاً فنحن أمام لُعبة واضحة المعالم والأركان تستخدم استراتيجية " الإدارة
بالأهداف " فالهدف النهائي هو المحافظة على أمن إسرائيل ومآرب أخرى للحلف "
الفارسي الروسي " لا بأس بها في إطار فاتورة تحقيق الهدف الاستراتيجي الذي
يُجمع عليه البعض.
ولا أحد يتحدث عن سخافة العداء بين إيران وإسرائيل لأننا لا نرى لهذا
العداء أي مدلول حقيقي على الأرض فإيران قد دمرت مدناً ودولاً عربية بما لا
يخدم سوى أمن ومصالح إسرائيل وهذه هي المحصلة النهائية فدعكم من العداء
الإعلامي والتصريحات السياسية التي لا يُمكن اعتبرها إلا أدوات لإلهاء
الشعوب عن الأهداف والغايات الكبرى.
وهنا يجب أن نؤكد على أن كل هذا ليس مرتبطاً بوجود السيسي الذي ظهر على يده
كل شئ واضح للعيان فسيأتي آخر يعمل في السر أو حتى العلن لأن استراتيجيات
الدول وتحالفاتها لا تتغير إلا في حالة وجود تغيير جذري داخلي في بنية
النظام وهذا أمر لم يحدث ويبدو أنه لن يحدث على الأقل في المنظور القريب
لأسباب ليس هذا سياقها.
لذا يجب النظر من العُقلاء والحُكماء بنظرة موضوعية إلى حالة العداء مع
الإسلاميين والتي يصنعها العسكر ويُصدرها في صيغة " الإرهاب " الذي هو جزء
من حرب أمريكا العالمية في بلدان العالم الإسلامي.
هذه الحالة التي تمثل حالة ولاء كامل وليس استسلام أو انبطاح بغير رغبة بل اتفاق وولاء حقيقي يفخرون به ولا يستحون من إعلانه
. يا سادة عدو العسكر اليوم في كل مصر عدوه هو كل
من يطالب بالحرية وامتلاك الإرادة والانعتاق من عبودية البيادة في مصر
وخارجها ، لذا فالمعركة مع الثورة ليست معركة ثورة مصرية بل معركة مع
الربيع العربي كله يُنظر إليها على أنها معركة وجود للنظام والأنظمة
العسكرية في المنطقة بأكملها يشارك فيها جميع أصحاب المصالح في الداخل
والخارج.
والخلاصة هي : أن الأنظمة العسكرية تدعم بعضها بعضا وتنسق المواقف السياسية
والدبلوماسية والأمنية والعسكرية والإعلامية مع بعضها البعض، والثورات
العربية لم تدعم بعضها بعضاً فحدث لها ما حدث اليوم وهذه هي نهاية القصة في
جزءها الأول.
ملاحظة: البعض يحلو له أن يقول بأن من قام بالانقلاب العسكري هم جزء من
الجيش تابعية للسيسي وليس الجيش كله، هل لنا أن نسألكم سؤالاً واحدً أين
المجلس العسكري الذي يمثل الجيش كله من هذا الانقلاب؟ بل أين هو اليوم من
وصول طياريين مصريين للقتال مع بشار الأسد الذي أعلن السيسي دعمه من
أسبانيا؟ وهل إرسال القوات لا يحتاج إلى سلطة تشريعية ؟ أم أن الحقيقة هي
أن الجيش فوق كل السلطات.
وأخيراً هل جيش مصر يقبل بدعم الطغاة الذين يقتلون شعوبهم؟ إذا أجبتم على
هذه الأسئلة إجابة شافية سنصدق أن من قام بالانقلاب هو جزء من الجيش وأن
الجيش يرفض الانقلاب. #الولاء_والبراء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق