السبت، 29 مارس 2014

عندما تحكم العصابة بقلم: أحمد القاعود


عندما تحكم العصابة


السبت, 29 مارس 2014 -  

 
بقلم: أحمد القاعود
بينما كانت ثماني أسر لضحايا من جنود و ضباط القوات المسلحة غارقة في الحزن علي فقدان ذويهم الأسبوع الماضي ، كان العقيد أحمد محمد علي المتحدث الرسمي للقوات المسلحة يستمتع بالحفل الغنائي الذي يحيه مطرب " الذاوات " و الطبقة الراقية عمرو دياب وزميلته المطربة جنات ، أثناء إفتتاح فندق تابع للقوات المسلحة .
قبل أسبوع راح ستة من شباب مصر ضحية عمل غادر بهم قبل طلوع النهار ، ظهرت روايات كثيرة حول هوية الجناة ، كان أكثرها لفتا للانتباه هو وقوع الحادث انتقاما لقيام ضباط شرطة بقتل اثنين من البلطجية في فرح شعبي ، إلا أن سلطة النظام الفاشي و الفاشل فضلت الاستسهال ، و حملت الحادث كالعادة لجماعة الاخوان المسلمين التي لم يعد لمنتسبيها مكانا سوي القبور و السجون .
و رغم أن الشباب مجندون بالشرطة العسكرية  فإن ذلك لم يمنع أحمد علي من ذهاب الحفل و التقاط الصور التذكارية مع معجبيه .
قبل الحفل بيوم واحد كانت هناك أسرتي عميد وعقيد من خبراء المفرقعات بالجيش تنتحبان كمدا و حزنا علي فقدان الاثنين، وهما بالتأكيد كبار في تراتبية الجيش .
و مع ذلك كان العقيد الوسيم الجاذب للسيدات و الأنسات يحتفل بالفندق الفاخر مع المطربين و المطربات الذين جاءوا ترفيها لأفراد القوات المسلحة الباسلة ،التي تخوض حروبا طاحنة نيابة عن الشعب المصري .
الأسبوع الماضي أيضا كشف عن زيارة وفد من ضباط بالجيش إلي الكيان الصهيوني ، قيل تارة أنها لحث حلفائهم الصهاينة للتدخل لدي الولايات المتحدة لاعادة 10 طائرات أباتشي ، رفضت أميركا اعادتها بعد اجراء عمليات صيانة لها ، و قيل أخري أنها لتدعيم العلاقات و التنسيق الأمني ضد الارهاب و و هو بالضرورة عمليات المقاومة ضد إسرائيل .
خلال أقل من عام قتل الجيش المصري بمساعدة مؤسسة الشرطة الارهابية ألاف المصريين العزل الذين لم يرتكبوا جريمة سوي المطالبة بحريتهم وكرامتهم ، و حرق جثث العشرات و رماها علي أكوام القمامة . و بخلاف عمليات القتل و الارهاب التي تمارسها السلطة من خلال القتلة المنتسبين إليها . اعتقل عشرات الألاف، معظمهم تعرض للتعذيب و شردت أسرهم و كثير منهم مطاردون .
كل هذه الجرائم ضد الانسانية لم يرتكبها الجيش الاسرائيلي في حروبه ضد العرب ، فمعظم الفظائع التي ارتكبها لم يزد عدد ضحاياها عن ربع حصاد يوم واحد لقوات قائد الانقلاب بحق شعبه عندما يكون شبقا لرؤية الدماء .
و هنا يجب التساؤل : عن ماذا يدافع الجيش المصري ؟ و أي وطن يحمي ؟ و أي عقيدة يعتقدها ؟ وإلي من يوجه سلاحه ؟

الواقع يقول أن الجيش المصري يعمل ضد مصر وشعبها ، و يقوم بالوكالة بما كان يخجل من فعله أعدائها إذا ما قرروا يوما احتلال أرضها.
فاسرائيل صديقة للجيش المصري و الاثنان عدوان للشعب الفلسطيني و يعملان علي حصاره و قتل أبنائه ؟ و أيضا للشعبين المصري و السوري ،و كل الأحداث و الوقائع تؤكد ذلك . حتي الخطاب الاعلامي الذي يفترض فيه الخداع ، و التضليل ، أصبح أكثر وقاحة و محرضا علي فلسطين باعتبارها عدو ، و مؤيدا لاسرائيل باعتبارها صديقة .
و بغض النظر عن خلاف الرؤية حول طبيعة دور الجيش المصري و عقيدته ، فإن ما يحدث يؤكد أننا أمام حكم عصابة إجرامية ، لا يهمها سوي بقائها و بقاء النظام الذي تدور في فلكلها ، وهو نظام قائم علي الفساد و الخيانة و مستعد لارتكاب الفظائع في سبيل بقائه ، حتي لو كان ذلك يجعله يضحي بمنتسبيه ، ليس صغار الجنود فحسب و إنما كبار الضباط أيضا . ولا يجد أي غضاضة في الرقص و الطرب علي جثث شهدائه .
ولم لا فقائد الانقلاب الدموي ، كان يخطب في الراقصات و المطربين بينما العشرات من أبناء شعبه يموتون برصاص قواته بجوار حفل راقص أقامه في ميدان التحرير إحتفالا بذكري النصر علي أصدقائه الصهاينة في أكتوبر 73 .
كل المعايير اختلت و الموازين انقلبت في عهد الانقلاب النازي ، ففي أعرافهم و وفقا لتفسيراتهم أصبحت الوطنية ضد الوطن ، و الفجور قمة التدين ، و الاقصاء هو لم الشمل الوطني، و حرق المساجد و قتل المسلمين هو محاربة الارهاب ، و السرقة هي حماية أموال الشعب ، و النصب باستخدام الكفتة في العلاج هو التطور العلمي ، و تحول مصر إلي مسخرة العالم و أضحوكة الدنيا هو المعني الحقيقيي لعبارة " أد الدنيا " التي وعدهم بها قائد الانقلاب ، و تسليم قناة السويس للامارات هو الوقوف ضد المطامع القطرية ، و تدخل شيوخ القبائل في الامارات و السعودية هو الاستقلال الوطني .
المهم أن سيادة المشير جعل الرئيس الأمريكي باراك أوباما ينام مع أذان المغرب ، و في سبيل هذه العبارات التي تجاوزت المعني الحقيقي لكلمة مهزلة  ، علينا أن نضحي بمصر و شعبها في سبيل هزل و مهازل سيادته .
الشعب المصري الصامد في الميادين و الذي يمثل كتلة قوية و وحيدة لفئة متماسكة من كافة الطبقات و الأطياف هو الأمل في سحق هذه العصابة الحاكمة التي داست علي كل القيم و المعاني ، وضحت بالشعب و أبناء مؤسساتها ورقصت عل جثثهم جميعا ولم تراعي مشاعر أي منهم في سبيل بقائها .
هذه العصابة التي أعادت في شهور قليلة نظاما عفنا يريد أن يسيطر علي مقدارت الوطن و يجعله تابعا ذليلا للكيان الصهيوني ، يجب أن يعمل الجميع إذا كان يحب هذا الوطن و هذه الأرض علي استئصالها وإلي الأبد ، فلا حرية بها و لا رخاء معها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق