السبت، 29 مارس 2014

مشاركة من صديق جودة د. عصام الخواجة: السذاجة ولزق التفافة
مشكلتنا في المربعات والمثلثات والدوائر التي نضع أنفسنا وغيرنا فيها ونلبسها للناس حتي قبل ان نقابلهم او نتحدث معهم وهو مايسمي بالانجليزية prejudice أي الحكم المسبق علي الأمور...... فقبل ان نقرأ اي فكرة أو رأي ونناقشه نتساءل بسذاجة اولاً ده تبع مين ده.... وطبعا بعد سنوات من الكبت والدكتاتورية والفساد والمحسوبية والشللية والاوليجوقراطية (حكم الأقلية الفاسدة) لابد ان تكون تبع حد (بيه او باشا او أستاذ دكتور طبعا) علشان يبقي لك قيمه ومركز ووظيفة ميري والناس تفهمك صح.....
وأحيانا أتساءل...... طيب انا لو مش اخوان ولا سيسي اروح في داهية يعني......!!! ونحن ننبري لمهاجمة الأشخاص علشان نستريح نفسيا ولا نفكر في الفكرة نفسها لأننا أصلا ملبسين الفكرة في دماغنا بالعافية ومش مقتنعين بيها أصلا.... وكأننا "ملزقينها بتفافة" وكل اما حد يشيل الفكرة نشتمه ونتهمه بالخيانة و العمالة (او الكفر من الناحية التانية) ....مع العلم ان لزق التفافة هو المشكلة وليس الشخص الذي يحاول ان يناقش الفكرة او يعرض فكرة مخالفة......
وهناك ناس عارفة انها غلط واللي بتفكر فيه غلط وحاتروح في ستين داهية وبرضه بتعاند..... مثل احدي مرضاي التي عاشت مع العديد من الرجال كلهم ضربوها وبهدلوها وكل مرة تقول بس الراجل ده شكله مختلف عن الاخرين وحايعاملني كويس المرة دي..... ومريضتي ليس وحيدة في هذا العالم بل الكثيرون يفكرون بهذه الطريقة...... فاغلب الناس في العالم ساذجة وليس لديهم عمق في التفكير وبتصدق اي حاجة وعايزة تعيش وخلاص وتسلك سلوك القطيع herd mentality "وهذا تعبير علمي وليس شتيمة علي فكرة"... ومن الطبيعي ان يسلك العامة هذا السلوك.......
ولكن عندما تنتشر السذاجة بين المثقفين والمتعلمين والنخبة ومن يفترض انهم قادة مجتمع فعندنا مشكلة حقيقية في التعليم والثقافة...... فهناك أناس تقاوم بشدة اي أفكار مخالفة "أحسن التفافة تفك ولا حاجة" حتي لو كانت الفكرة مجرد بوست علي صفحة ماحدش قال لك اقرأها أصلا وتسمع حاجات زي "انت مالك انت ماتتنيل تسكت.......!!!"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق