سمير الحجاوي
كسر الصنم
عمد
سيدنا إبراهيم عليه السلام على إستراتيجية هجومية عندما استعصى عليه أن
يقنع الناس بعبادة الله سبحانه وتعالى وترك عبادة الأصنام، وذهبت جميع
محاولاته الإقناعية إدراج الرياح مع استخدامه الكلام، وحتى والده لم يستجب
له، فكان أن انتقل إلى مرحلة أخرى، وهي تكسير الأصنام وتحطيمها إلا واحدا
منها لتحميله مسؤولية ما حدث.. وعلى الرغم من البرهان العملي على فساد
معتقداتهم الوثنية واعترافهم أن هذه الأصنام غير قادرة على النطق والحركة
وحماية نفسها أو القيام بأي فعل، فإن ردة فعل القوم كانت "حرقوه"، وهي
نتيجة غريبة ومحيرة، فإبراهيم عليه السلام أقام عليهم الحجة إلا أن الرد
كان إقصائيا وإجراميا ألا وهو حرقه للتخلص منه.
هذه الاستراتيجية "كسر الصنم" يحتاجها العالم العربي اليوم أكثر من أي يوم مضى، فقد تغيرت الصيغة الصنمية، وبدل أن يعبد الناس حجارة لا تنطق انتقلوا إلى عبادة الأشخاص، وتحويلهم إلى "آلهة" يساعدهم في ذلك آلة إعلامية ضخمة ومذهلة، تقلب الحقائق وتسحر أعين الناس وتزيف وعيهم، وأفضل مثال على ذلك هو ما يجري في مصر حيث يقوم "سحرة من رجال الدين والإعلام" على تحويل الجنرال السابق عبد الفتاح السيسي إلى صنم كامل الأوصاف، وتكفل رجال دين بإسباغ الصبغة الدينية عليه بوصفه "مبعوث العناية الإلهية" و"المخلص" و"المنقذ" وذهب رئيس قسم الفقه جامعة الأزهر إلى وصفه بــ "بالنبي" مثل موسى ووصف وزير الداخلية محمد إبراهيم بأنه نبي مثل "هارون"، في واحدة من أشد الاعتداءات على الإسلام والعقيدة الإسلامية، وذهب بعض الشيعة في مصر إلى اعتبار السيسي بأنه وصية "علي بن أبي طالب" بما يمهد لإعطائه صفة "الولاية والعصمة".
وفي الجانب الآخر.. قامت وسائل الإعلام المصرية والإماراتية والسعودية بتحويل محطاتها الفضائية وصحفها ومواقعها الإلكترونية إلى أبواق للترويج للسيسي وتلميعه وخلق صورة وهمية له بأنه "البطل" وأن مستقبل مصر مرتبط به، وعمل الآلة الإعلامية المصرية التي يسيطر عليها الانقلاب على "النفخ" في الرجل إلى درجة تقديمه وتسويقه على أنه "الحلم والأمل"، وللأسف غاب عن الفضاء العربي إعلام كمي مكافئ في مواجهة التدليس والكذب والتزوير، ولولا قناة الجزيرة والجزيرة مباشر مصر، لكان الفضاء ملعبا فارغا للآلة الإعلامية الانقلابية، مع عدم إغفال بعض المحطات الصغيرة مثل القدس والحوار واليرموك، وهي قنوات صغيرة غير قادرة على صد الهجمة الإعلامية الانقلابية الشرسة والكبيرة.
لكن، وعلى الرغم من هذه الحملة الضخمة لتحويل السيسي إلى "البطل المنقذ والمخلص ومبعوث العناية الإلهية"، في المحطات الفضائية التي تهيمن عليها الحكومات السعودية والإماراتية والانقلابيون في مصر، فإن الغلبة كانت لمناصري الشرعية والربيع العربي وثورة 25 يناير في الإعلام الجديد، ومواقع التواصل الاجتماعي، ومالت الكفة لصالح المحررين من الإعلام التقليدي، باستثناء الجزيرة والقدس والحوار واليرموك، وبدت معركة الانقلابيين ومموليهم خاسرة، وأفضل مثال على ذلك الحملة التي دشتها مناصرو الشرعية والمعارضون للانتخابات بعنوان "هاشتاج"
".. على موقع توتير لتسجل 100 مليون تغريدة خلال يومين فقط، مما حول هذا الهاشتاق "الوسم" إلى ثالث أكبر عنوان متداول على تويتر، الأمر الذي أثار اهتمام وسائل الإعلام في العالم العربي والعالم، وقامت بعض المحطات التليفزيونية بإعداد تقارير مصورة على هذا "الوسم"، مما وجه ضربة نجلاء لمحاولات تحويل عبد الفتاح السيسي إلى "صنم"، وعملت معاول المغردين على تكسير الصنم بضخ ملايين التعليقات والصور الساخرة التي قلبت صورة الجنرال إلى "مسخرة" وانقلبت الأمور ضد بطريقة لم يشهدها العالم من قبل، الأمر الذي أثار حفيظة الإعلاميين المروجين للانقلاب في مصر.
هذه الاستراتيجية "كسر الصنم" يحتاجها العالم العربي اليوم أكثر من أي يوم مضى، فقد تغيرت الصيغة الصنمية، وبدل أن يعبد الناس حجارة لا تنطق انتقلوا إلى عبادة الأشخاص، وتحويلهم إلى "آلهة" يساعدهم في ذلك آلة إعلامية ضخمة ومذهلة، تقلب الحقائق وتسحر أعين الناس وتزيف وعيهم، وأفضل مثال على ذلك هو ما يجري في مصر حيث يقوم "سحرة من رجال الدين والإعلام" على تحويل الجنرال السابق عبد الفتاح السيسي إلى صنم كامل الأوصاف، وتكفل رجال دين بإسباغ الصبغة الدينية عليه بوصفه "مبعوث العناية الإلهية" و"المخلص" و"المنقذ" وذهب رئيس قسم الفقه جامعة الأزهر إلى وصفه بــ "بالنبي" مثل موسى ووصف وزير الداخلية محمد إبراهيم بأنه نبي مثل "هارون"، في واحدة من أشد الاعتداءات على الإسلام والعقيدة الإسلامية، وذهب بعض الشيعة في مصر إلى اعتبار السيسي بأنه وصية "علي بن أبي طالب" بما يمهد لإعطائه صفة "الولاية والعصمة".
وفي الجانب الآخر.. قامت وسائل الإعلام المصرية والإماراتية والسعودية بتحويل محطاتها الفضائية وصحفها ومواقعها الإلكترونية إلى أبواق للترويج للسيسي وتلميعه وخلق صورة وهمية له بأنه "البطل" وأن مستقبل مصر مرتبط به، وعمل الآلة الإعلامية المصرية التي يسيطر عليها الانقلاب على "النفخ" في الرجل إلى درجة تقديمه وتسويقه على أنه "الحلم والأمل"، وللأسف غاب عن الفضاء العربي إعلام كمي مكافئ في مواجهة التدليس والكذب والتزوير، ولولا قناة الجزيرة والجزيرة مباشر مصر، لكان الفضاء ملعبا فارغا للآلة الإعلامية الانقلابية، مع عدم إغفال بعض المحطات الصغيرة مثل القدس والحوار واليرموك، وهي قنوات صغيرة غير قادرة على صد الهجمة الإعلامية الانقلابية الشرسة والكبيرة.
لكن، وعلى الرغم من هذه الحملة الضخمة لتحويل السيسي إلى "البطل المنقذ والمخلص ومبعوث العناية الإلهية"، في المحطات الفضائية التي تهيمن عليها الحكومات السعودية والإماراتية والانقلابيون في مصر، فإن الغلبة كانت لمناصري الشرعية والربيع العربي وثورة 25 يناير في الإعلام الجديد، ومواقع التواصل الاجتماعي، ومالت الكفة لصالح المحررين من الإعلام التقليدي، باستثناء الجزيرة والقدس والحوار واليرموك، وبدت معركة الانقلابيين ومموليهم خاسرة، وأفضل مثال على ذلك الحملة التي دشتها مناصرو الشرعية والمعارضون للانتخابات بعنوان "هاشتاج"
".. على موقع توتير لتسجل 100 مليون تغريدة خلال يومين فقط، مما حول هذا الهاشتاق "الوسم" إلى ثالث أكبر عنوان متداول على تويتر، الأمر الذي أثار اهتمام وسائل الإعلام في العالم العربي والعالم، وقامت بعض المحطات التليفزيونية بإعداد تقارير مصورة على هذا "الوسم"، مما وجه ضربة نجلاء لمحاولات تحويل عبد الفتاح السيسي إلى "صنم"، وعملت معاول المغردين على تكسير الصنم بضخ ملايين التعليقات والصور الساخرة التي قلبت صورة الجنرال إلى "مسخرة" وانقلبت الأمور ضد بطريقة لم يشهدها العالم من قبل، الأمر الذي أثار حفيظة الإعلاميين المروجين للانقلاب في مصر.
المصدر: الجزيرة مباشر مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق