الخطوة
الأهم فى نجاح أى ثورة هى تحديد أهدافها لذلك فإن من يدعى أن عودة الرئيس
محمد مرسى هو المستهدف من هذه الثورة فإنه لم يدرك طبيعة المرحلة ولا أهداف
هذه الثورة ، ذلك لأن المستهدف من هذه الثورة ليس عودة الرئيس محمد مرسى
إلى سدة الحكم أو محاكمة قائد الإنقلاب العسكرى عبد الفتاح السيسى على
جرائمة فى حق الشعب أو تعويض المتضررين من جراء هذا الإنقلاب ،
إن الثورة
المصرية تحولت رغما عن العسكر وعن أنصار الشرعية وعن العالم أجمع من ثورة
العيش والحرية والعدالة الإجتماعية ، إلى أهداف أعلى
من التى كانت تنادى بها فى السابق ، فأصبحت المعركة الحقيقية هى معركة
الكرامة ، و المستهدف من الثورة هو حق الشعب فى أن يمتلك الإراده ، وأن
يثبت لنفسه أنه الوحيد على أرضه صاحب السيادة ، و الشعب الذى وصل إلى هذه
المرحلة من النضج الفكرى والثقافى يدرك أنه ليس أمامه إلا طريقين ... الأول
وهو أن يظل كما كان لعقود طويلة تحت حكم العسكر خانعا مستكينا مستسلما لكل
من تجبر عليه وسمم له الطعام والشراب وجلد ظهره وسلبه كرامته وماله وحريته
وإسانيته ، والثانى أن يرفض وأن يثور على كل من يظن أنه قادر على أن يسير
هذا الشعب كقطيع يساق يعيش ويأكل من قمامة الأرض ذليلا للقمة العيش خانعا
لمن يقود القطيع وهو فى سبيل ذلك يقبل أن تسال منه الدماء ولا يقبل أن تسلب
منه إرادته ،
إن كل من ينادى بعودة الرئيس الدكتور محمد مرسى إلى سدة الحكم
عليه أن يدرك أن ذلك ليس هو المستدف من الثورة ولكن تلك الخطوة الرمز
والدليل على أن هذا الشعب إسترد كرامته التى سلبها منه العسكر رغما عنه
لعقود طويلة ،
وإن محاكمة السيسى وعدلى منصور وكل من خان وتأمر على هذا
الشعب وعبث بمقدراته ليس هدفا من أهداف هذه الثورة ولكنه الشاهد الوحيد على
قدرة الشعب على سحق من يستهين بإرادته أو يظن فى نفسه أنه قادرا على أن
يكون عقبه فى طريق حريته ، أما عن العيش والعدالة الإجتماعية وخروج
المعتقلين ومحاكمة الخائنين وتعويض أهالى الشهداء و المصابين وعودة الأموال
التى صودرت للمظلومين ، فإن هذه ليست من أهداف الثورة على الإطلاق ،
ولكنها من مكتسباتها وسوف تتحقق بمجرد نجاح هذه الثورة بالطريقة التى
يختارها الشعب لنفسه ، وبقدرته على إختيار الأشخاص الذين يرى فيهم القدرة
على تحقيق هذه الأهداف ،
ذلك فإننا إذا ما أردنا تلخيص أهداف هذه المرحلة
من الثورة سنجدها تتكون من أربعة كلمات هى ( حرية ، إرادة ، سيادة ، كرامة )
وتبقى الحرية هى الهدف المشترك فى كل مراحل الثورة .
وليد شرابى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق