فهمي هويدي يكشف أسرار صفعة القرن للعرب بزيارة ترامب للسعودية
09/05/2017
أكد الكاتب الصحفي فهمي هويدي أن الزيارة
التي يعتزم الرئيس الأمريكي القيام بها للسعودية، تأتي في إطار الصفعة التي
سيحصل عليها العرب جميعًا، وعلى رأسهم مصر، مشيرًا إلى التعليقات التي
جاءت في الصحف الإسرائيلية، وأبرزها أورلى أوزلاى في صحيفة يديعوت أحرنوت،
حينما قال إن ترامب تبنى مواقف إسرائيل، إذ إنه طالب أبومازن بالتوقف عن
دفع رواتب عائلات الفلسطينيين المحبوسين في إسرائيل.
وأشار هويدي خلال مقاله بصحيفة "الشروق"
في عددها المنشور صباح اليوم الثلاثاء، إلى أنه عند التدقيق في كلام الرئيس
الأمريكي يلاحظ أن انتقاده للإرهاب موجه إلى الفلسطينيين وحدهم وأنه في
دعوته إلى هزيمة الإرهاب فإنه راهن على الدور الذي تقوم به قوات الأمن
الفلسطينية التي تنهض بمهمة ملاحقة المقاومين وحماية أمن إسرائيل من مظاهر
الغضب الفلسطيني.
وقال إن ما يحدث يثير العديد من الأسئلة
حول مضمون "صفقة القرن" الذي أطلق أثناء زيارة عبدالفتاح السيسي لواشنطن
ولقائه بالرئيس الأمريكي بداية إبريل الماضي، واعتبرت صحيفة "يديعوت
أحرنوت" آنذاك أن المقصود بالصفقة عقد قمة سلام لطي صفحة الصراع في اجتماع
يعقد بالولايات المتحدة خلال الصيف المقبل تشارك فيها مع إسرائيل مصر
والأردن ودول الخليج.
ونوهت الصحيفة إلى أن السيسي قام بزيارته
لواشنطن بعد ثلاثة أيام من عقد القمة العربية بالأردن؛ التي شارك فيها
جيسون جرينيلاد مبعوث ترامب لعملية السلام، وكانت تلك إشارة إلى أن السيسى
حين التقى ترامب فإنه كان يحمل تصورا أو أفكارا بخصوص حلحلة القضية
الفلسطينية، إلى جانب الطلبات المصرية بطبيعة الحال.
وأضاف هويدي أن ما أعلنه الرئيس الأمريكى
عن تحالف فى مواجهة إيران وداعش، بمشاركة إسرائيل، دون إشارة صريحة إلى
فكرة الحل الإقليمى التى أشار إليها نتنياهو، مؤكدا أن الوضع الراهن على
بؤسه أفضل بكثير مما هو قادم، في الوقت الذي يعاني العالم العربى من الوهن
والانفراط، حتى سارت بعض أهم دوله على درب التطبيع، ما يشكل فرصة تاريخية
تمكن إسرائيل من فرض شروطها، فضلا عن أنها تشجع نتنياهو وقوى اليمين الأكثر
تطرفا على مزيد من التصلب وتصعيد المواقف والطلبات.
وقال هويدي: "إذا ما فعلها الرئيس ترامب
حقا، فله أن يتباهى بما أنجزه ويطلق عليه ما يشاء من أوصاف، لكن «صفقة
القرن» التى يريد أن يعقدها ستصبح «صفعة القرن» للعرب والمسلمين. وليس فى
ذلك مبالغة، لأن ما نحن مقدمون عليه يملؤنا شعورا بالخوف والفزع، وليس
الاطمئنان أو الثقة. لذلك فإن لهفة الزعماء العرب على لقائه فى واشنطن
والإطراء المبالغ فيه الذى جاء على ألسنتهم، ذلك كله يعد نفاقا وعبثا لا
طائل من ورائه، فضلا عن أنه من علامات الضعف والاستخذاء".
وأشار هويدي لقول الدكتور علي الجرباوي
أستاذ العلوم السياسية بجامعة بيرزيت ه بأن ترامب من أكثر الرؤساء
الأمريكيين انحيازًا لإسرائيل منذ إنشائها قبل ٧٠ عامًا، كما أن طاقمه لا
يخفى ذلك الانحياز. ولديه صهر يهودى وأحفاد يهود. كما أن إسرائيل هي حليفه
الاستراتيجى وليس نحن. لذلك من المستبعد أن يقوم بأى ضغط على إسرائيل، ومن
المرجح أن يكثف من ضغوطه على الفلسطينيين دون غيرهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق