السبت، 14 يناير 2017

الاعلامي أحمد منصور : الأسوأ للمنطقة لم يأت بعد !


الاعلامي   أحمد منصور  : الأسوأ للمنطقة لم يأت بعد !


  أحمد منصور :

الأسوأ لم يأت بعد.. هذا ما تشير إليه كل الدراسات والقراءات الاستراتيجية التي تتناول المنطقة وأحداثها، وكل ما نعيش فيه من حروب ودمار وخراب وتهجير ومذابح وجرائم وتدخلات شملت، علاوة على الولايات المتحدة والدول الغربية، كلاً من إيران وروسيا، كل هذا ليس سوى بداية لحروب ضروس قد تأتي على الأخضر واليابس إن لم تتخل الحكومات العربية، لاسيما الخليجية، عن عجزها وصمتها وتتحرك بقوة لكي تحمي وجودها من المطامع الإيرانية والمخططات الغربية والروسية، فخريطة العالم تكاد تكون خالية من الصراعات والحروب إلا من قلب العالم الذي يضم دولنا، وكأن الشرق والغرب توافق أنه بدلاً من شن حرب عالمية ثالثة بين الشرق والغرب لتكن الحرب الدائرة في هذه المنطقة هي البديل؛ حيث يتم تدميرها على رؤوس أهلها وتخريبها وإعادة رسم خرائطها وتوزيعها من جديد على الطامعين، بعد أن تصبح خراباً، طالما أن أهلها غير عابئين بها.
آخر الدراسات والتقارير التي تشير إلى ذلك تقرير المخابرات الأميركية الذي صدر يوم الاثنين الماضي ونشرت «عربي 21» مقتطفات منه؛ حيث أشار التقرير إلى أن «مخاطر نشوب صراعات ستزداد خلال السنوات الخمس المقبلة وستصل لمستويات لم يسبق لها مثيل منذ الحرب الباردة نتيجة تآكل نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية والصراعات القومية الناتجة عن معاداة العولمة».
وتبرز أهمية هذا التقرير الذي يسمى «التوجهات العالمية» في أنه يصدر كل أربع سنوات عن مجلس المخابرات الوطنية الذي يضم أجهزة الاستخبارات الأميركية السبعة عشر، ويقدم تصوراً لما يمكن أن يكون عليه العالم، وأهمية توقيته أنه صدر قبل أيام من تولي الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب مقاليد السلطة وهو الذي ينظر إليه أنه جاء من خارج منظومة النظام العالمي الذي أقر بعد الحرب العالمية الثانية، وهو يدعو إلى انكفاء الولايات المتحدة علي مصالحها والحد من وجودها الخارجي، وهو نفس ما أشار له التقرير من أن الغرب بشكل عام سوف ينكفيء على نفسه، كما أن الولايات المتحدة سوف تسعى لتعزيز علاقتها مع كل من روسيا والصين، مما يعني أن النفوذ الصيني والروسي سوف يبدأ في التأثير في القرار الدولي بشكل أكبر خلال السنوات المقبلة، كما أن انكفاء الولايات المتحدة سيؤدي بطبيعة الحال إلى انكفاء أوروبا التي تسير خلف الولايات المتحدة شبراً بشبر وذراعاً بذراع.
الأمر المخيف في التقرير، والذي بدأ الواقع يشير له، هو أن الغرب سيبدأ في التخلي عن مبادئ الحرية وحقوق الإنسان والدفاع عنها، بل إن الغرب نفسه أصبح ينتهك الخصوصيات لمواطنيه بشكل كبير، وما يجري في بريطانيا من نقاش حول قانون العقوبات الخاصة بالصحافة والصحفيين يمكن أن يدمر الصحافة البريطانية وأن يعرض أي صحفي يكشف الفساد أو ينتقد النظام إلى متهم وهذا يعني تدمير منظومة الصحافة والإعلام في الغرب!
القادم أسوأ دون شك، لكن السوء سيتفاوت من مكان لآخر، لكن للأسف منطقتنا هي الأسوأ، لكن هذا ليس قدراً محتوماً إذا تحركنا وأخذنا زمام المبادرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق